ومضات من منتدى جازان

أسدل الستار أخيرا على أعمال منتدى جازان الاقتصادي الأول، الذي يعتبر أول المنتديات الاقتصادية المقامة خارج جدة والرياض. في رسالة واضحة، بل خطوة فعلية نحو تحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق.
وبالحكم على نجاح المنتدى، يمكن القول إن مجرد إقامته خارج جدة والرياض وجذب الأنظار نحو جازان وما تمثله من فرص استثمارية واعدة يعد في حد ذاته نجاحا مقبولا. ومن خلال سير المنتدى يمكن قراءة الكثير بين السطور نجمل بعضها في السطور المقبلة.
ــــ رفض التعليق من قبل المهندس الفالح، رئيس أرامكو السعودية عن إمكانية تأجيل أو حتى إلغاء بعض المشاريع بعد الانخفاضات الكبيرة التي تشهدها أسواق النفط قد يكون تأكيدا ضمنيا على ذلك، ويعتبر هذا تصرفا مستغربا من قبله، فالإفصاح عن المشاريع المستقبلية ومدى تقدمها من واجبات المسؤول إلا في حال وجود مصلحة أكبر تقتضي عدم الإفصاح عن ذلك، حيث إن الرفض على التعليق لا يؤدي إلا إلى زيادة البلبلة والشائعات حول الموضوع. وفي المقابل، فإن تصريح وزير البترول بضرورة الهدوء وعدم التصريح بما من شأنه إثارة تقلبات الأسعار يبدو الأنسب والأكثر عقلانية في هذه المرحلة.
- شهد المنتدى حضور ثلاثة وزراء وهم: وزير البترول، العمل، والتجارة. ونعتقد أنه من الضرورة في محفل اقتصادي مثل منتدى جازان الاقتصادي حضور وزير الاقتصاد على الأقل، خصوصا بعد تصريحه الأخير عن عدم تطور إنتاجية المواطن. لكي يحدثنا عن دور وزارته في التخطيط لزيادة إنتاجية المواطن، ولا سيما ونحن في مرحلة تتطلب زيادة إنتاجية المواطن. كما كان من المنتظر حضور الوزراء المعنيين بشؤون البنية التحتية.
- صناعة السياحة في مدينة جازان تدخل مراحلها الفعلية وذلك بإعلان الهيئة العامة للسياحة والآثار مسارا لخطة تطوير منطقة فرسان التي خصص لها مبلغ ملياري ريال في وقت سابق، وكذلك انطلاق أعمال اللجنة العليا لتطوير فرسان. كما تم الإعلان عن 26 مشروعا سياحيا، سبعة منها للقطاع الخاص. الإعلان يمثل وضع حجر الأساس للبنى السياحية في وقت مبكر بالتزامن مع انطلاقة المدينة الاقتصادية، فالعلاقة وثيقة بين الاستثمار السياحي والصناعي في اتجاه التطوير الشامل.
- المنتدى يأتي بالتزامن مع إنشاء مصفاة نفط جديدة في المنطقة، ما يعني توفير فرص عمل فورية وكذلك فرص أخرى على المديين المتوسط والبعيد. الإعلان عن هذه المصفاة وإن كان يعتبر بشرى لأهالي جازان ليس فقط لفرص التوظيف المباشرة، بل الكثير من المكاسب الأخرى مثل بناء وتطوير شبكة قدرات الموردين المحليين.
- جهود كبيرة تقوم بها الهيئة العامة للاستثمار بما في ذلك التشريعات التي تقضي بمنح حسومات ضريبية للمستثمرين الأجانب وكذلك 50 في المائة من تكاليف تدريب السعوديين وغيرها من المحفزات الهادفة إلى جذب المزيد من الاستثمارات. وتبرز هنا أهمية العمل المتكامل بين مختلف الجهات، لمعرفة معوقات جذب الاستثمار الأجنبي والعمل على حل تلك المعوقات لجذب الاستثمارات.
- فرص كبيرة واعدة في منطقة جازان التي تتميز بوفرة الثروات الطبيعية، وقد تم الإعلان أخيرا عن تحقيق شركات التعدين عوائد مجزية بلغت ثمانية مليارات ريال صافي أرباح. هذه الأرباح الضخمة من المتوقع أن تشكل عامل جذب للكثير من الاستثمارات، إلا أنها تزيد من مسؤولية الجهات المختصة على التأكد من التطبيق الصارم لمعايير السلامة البيئية خصوصا بعد ورود شكاوى من بعض الأهالي من قرى الحسينية والكدمة والهجر.
وفي الختام، لا يسعنا إلا التأكيد على ضرورة مراقبة تقدم المشاريع وقياس المتحقق باستخدام معايير الجودة النوعية، وكما علمتنا دروس الماضي مرارا وتكرارا، أن المشاريع التنموية الحقيقية هي التي تستهدف في النهاية تنمية ورفاهة الفرد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي