"الشيفة بنت الجني".. "والدجيرا بنت الجنية"

تروي أساطير القوم أن (الدجيرا) جنية بشكل (امرأة) لها ساق "حمار" خلق الله فيه خلخالا يرن ويشن إذا مشى حتى يأخذ الناس حذرهم، كما تروي تلك الأساطير أن (الشيفة) هي جنية في شكل (مخلوق مشوه)... والدجيرا أو الشيفة أيضا تقول الأساطير إنهما من (أم قيس).. وأم قيس هي جنية بشكل نار تراها وكلما اقتربت منها تبعد عنك حتى تجلبك للتهلكة، وقيل إن أم قيس جني يتشكل (أزوالا) – تحوم حواليك كالشيفة والدجيرا والغولة.

والأساطير تنصح من يراها – حتى يتجنب شرها – أن يشرع فوراً بالأذان.

وبهذه المناسبة تروي القصص الشعبية الموثقة أن – أحدهم – قبل مئة سنة وهو بائع تمور.. كان يتردد مشيا "عصر كل يوم" على نخل يبعد بضع كيلو مترات عن القرية، ويجمع بعض الرطب في (سلة) يحملها بعد صلاة العشاء عائدا بها إلى داره ليبيعها في اليوم التالي.

وفي أحد الأيام قرر بعض شباب القرية استلاب سلة التمر منه بطريقة ذكية.. حيث خلعوا ثيابهم ونفشوا شعرهم.. وألبد كل واحد منهم تحت شجرة قريبة من (الجادة) طريق عودة ذلك الفلاح.

وعندما أقبل عليهم يحوقل ويقرأ.. هب عليه الأول يتمتم ويبرطم بكلمات مبهمة.. وفورا اعتقد الفلاح أن (هذه شيفة).. وبدأ يؤذن وهو يهرول حاملا سلة الرطب.. حينئذ طلع الثاني يعوي وينعق .. مما جعل الفلاح يركض ويرمي سلة الرطب حتى لا تعوقه عن الهرب.

وأخذ الشباب سلة الرطب وأكلوا ما فيها، وفي صباح الغد كانوا عنده في (دكانته الصغيرة) فروى لهم ما حدث له معلقا:-
(قالوا لنا أجدادنا إذا رأيت (الشيفة) أرفع الأذان فورا، وأنا رفعت الأذان وطلع لي شيفة ثانية).

وفي هذا الزمان خرج علينا (جن وجنيات) لهم أهداف سياسية أو مطامع اقتصادية لا يكتفون "بتجنين" العباد بل يسفكون دماءهم ويستحلون أموالهم "ويا ويلك يا راعي الردية".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي