هل عُرف أخيرا سبب «مرض الرحمة»؟
نثرات الخميس - 8
- رسالة إلى ابنتي:
يا ساكنة القلب لا تتألمي كثيرا عندما ينسحب من حياتك من لم تحترمك ولا تحبك، اعتبريها هدية أتت من الله أن يتركنا من لا يحبنا ولا يقدرنا. لو تمسكنا بهؤلاء لأننا فقط نحبهم وهم لا يظهرون لنا الحب، فمعناه أننا سنتحمل شهورا وربما سنوات من الخيبات العاطفية المؤلمة المتوالية. قد تتألمين عندما تنسحب عنك إحدى من تحبين، وقد ينفتح جرحٌ في قلبك. ولكن تأكدي أن الجرحَ الوقتُ كفيلٌ بعلاجه. أما بقاء من لا تحبك فلن ينفع، ولو طال الوقت، لتسعدك. وعندما يندمل الجرح يا ساكنة القلب سيكون لك كل الوقت لتختاري من تناسبك وتحبك حقا. وستجدين أنه ليس لزاما عليكِ أن تعطي كل الثقة للآخرين فهذا لا ينفعك ولا ينفعهم، وأعطِ كل الثقة لنفسك، فهذا سينفعك وسينفعهم. تذكري، إن طبقتِ هذا، فستكونين ــــ بإذن الله ـــ من الفائزين.
- التولتيون:
منذ آلاف السنين عُرف هؤلاء التولتيون في جنوب المكسيك الحالية في أمريكا الجنوبية بأنهم نساء ورجال المعرفة والحكمة. لقد تكلم أنثربولوجيون عن حضارة "التولتيك" كمدنية أو جنس بشري، ولكن قليلا ما تعرض أحدٌ لمعرفتهم وحكمهم. هل هذا يعني أن معرفة وحكمة ما كتبه وحفظه التولتيون بقي سرا دفينا لم يعلم عنه أحد؟ هل معرفتهم خرافة مثل مدينة الذهب الأسطورية التي ألهبت شباب إسبانيا في القرن الثامن عشر ليرتحلوا إلى أمريكا الجنوبية بحثا عن الإلدورادو. لا! هي حقيقية ومسجلة، وقيلت حولها الأساطير بأنها تنبئ عن المستقبل، وترشد للحظ السعيد، والشباب الدائم، والثروة والعلم والجاه والجمال، فتحركت مرة أخرى قوافلُ المكتشفين من إسبانيا عابرين الأطلنطي الواسع مشطرين نحو سواحل أمريكا الجنوبية الشرقية للاستحواذ على ما دوّنه التولتيون من معرفة ولم يفلحوا، لأن التولتيين وبصرامة عجيبة تناقلوها بينهم من جيل إلى جيل عبر القرون، ولم تكن في مكان واحد ليعثر عليه الآركيلوجويون ولصوص المخطوطات والآثار. حتى قرر أحد أساتذة التولتيك أن يكشف عن بعض الأسرار والألغاز مع باحث أمريكي، ليتبين لنا أن هؤلاء التولتيين كانوا علماء ومهندسين وفنانين، وأسسوا مجتمعا يخترق غلائل الروح ويفتح مغالق العقول. وهم مجموعات مكوّنة من قسمين واضحين أساتذة Masters وتلاميذ Students وبنوا تلك الأهرامات المتعددة "مدينة الأهرامات" خارج مدينة مكسيكو.. حيث البقاء ليس للأقوى، بل للأكثر معرفة وحكمة. وفي مناسبة أخرى أحدثكم عن بعض ما تركوه من دروس الحكمة والمعرفة للعالم كله.
- مرض الرحمة:
أتواصل مع كثيرين من مرضى مرض الرحمة، وتعترض الوالدة على تسميته خبيثا، لأنه يأتي من الله، وما يأتي من الله فهو رحمة. المهم، لي سنين طوال أعايش فيها تجارب محزنة وعاصرة للقلب، حتى ظننت أني لن أستطيع التواصل من فرط الأحزان، أو توقع الأحزان. خصوصا بعض المرضى والمريضات يتعلق قلبي بهم بشدة، وفقدهم يكون مزلزلا لنفسي، وتعرضت لهذه الزلازل القلبية كثيرا. لذا أجدني أقرأ كثيرا في كتب الطب وفي آخر البحوث في المجلات العلمية مسابقا نفسي وكأني سأعثر لهم على علاج. وجدت بحثا جديدا غريبا وجادا في أثقل مجلة علمية وهي مجلة "الساينس". والبحث يقول قد لا يكون سبب هذه الأمراض العصية نمط الحياة كالتعرض لأشعة الشمس المرضية في الميلانوما، أو للتدخين الشديد في حالة سرطان الرئة، أو الكحول في الكبد، أو الوراثة من الأب والأم. بل كما يقول البحثُ قد يكون السبب خلية جذعية حديثة تحل محل خلية ميتة، ولكن تنسخها جينيا غلط! يعني أن هذه الأمراض سببها خلايا لم تطبق درس المطابقة جيدا.. أمّا سقوطها، فنتحمله نحن بني الإنسان.