ماذا لو زارنا جونو؟!
ماذا لو تعرضت جدة، لا سمح الله، لأي عوامل طبيعية؟ إنه سؤال إجباري يفرض نفسه بقوة في ظل الظروف التي يعيشها الشرق الأوسط من سوء الأحوال الجوية، فقد عاش كل أبناء الخليج على أعصابهم لترقب إعصار جونو الذي اجتاح عمان ومر على الإمارات واستقر في إيران، كما تابعنا مسيرته غير المظفرة التي راح ضحيتها عشرات العمانيين مع اجتياح وتصدع للبنية التحتية العُمانية التي لا نتوقع أن تعود إلى عافيتها إلا بعد سنوات طويلة وميزانية ضخمة لتعيد عُمان كما كانت وأفضل خاصة لمن يعرف عُمان أو سبق له زيارتها.
وأشكر الله ثم الظروف التي جعلتني قبل سنتين كنت ضمن المشاركات في منتدى سيدات أعمال الخليج، الذي أقيمت فعالياته في مسقط ومن خلال وجودنا هناك كان لنا شرف زيارتها وزيارة كل مرافقها الأثرية وتجولنا في كثير من مناطقها الجميلة فقد أعجبنا بها كثيرا. كل نساء الخليج شاركننا الإعجاب والتعجب من قدرة الإنسان العُماني على إيصال بلاده لهذا الموقع المتقدم من التنظيم والنظافة العامة والخاصة التي تعد بحق علامة فارقة في جبين عُمان، ناهيك عن الاستثمار الجيد للإنسان الذي كان موجودا على كل الأصعدة رجالا ونساء، وهذه حسنة أيضا تحسب لعملية البناء المتكاملة التي جعلت عُمان في عيون زوارها. وهذا ما أصابنا بالألم ونحن نشاهد الإعصار يعبث بكل شيء، الشجر والحجر والبشر أعانهم الله، عز وجل، على تخطي هذه الأزمة المؤلمة.
نعود إلى عنوان المقال والتساؤل الافتراضي ماذا لو تعرضت جدة، لا سمح الله، لأي عوامل طبيعية .. إنه سؤال مروع والإجابة عنه لا تقل خطورة على الواقع المعاش، فجدة لمن لا يعرفها تعيش على بحيرة من المجاري المتلاطمة، أضف إلى ذلك أنها مدفونة وليس لديها قلب دفاع احترازي من الأعمال المناسبة لمثل هذه الحالات "الكوارث الطبيعية"، أضف إلى ذلك بحيرة المسك وصديقاتها التي تستقبل يوميا عشرات الوايتات لمياه الصرف الصحي خاصة ومشروع الصرف الصحي لم يكتمل ولن يكتمل إلا بعد سنوات طويلة، خاصة ونحن نقع تحت خطر التعرض لمثل هذه الكوارث التي يمكن أن تقع في أي زمان ومكان، خاصة والمتابع لإعصار جونو كانت الجهات المختصة قد رصدت تحركه وتجمعه منذ أكثر من شهرين ولم يتم تحذير عُمان إلا قبل وصوله بنحو 15 يوما، فماذا لو لم يأخذ العُمانيون حذرهم واحتياطاتهم خلال هذه الـ 15 يوما؟؟ كيف كان سيكون حالهم؟ بالطبع ستكون الخسائر البشرية أكثر وهي المهم والأهم، فكل شيء يمكن تعويضه إلا الإنسان فعندما يتعرض إلى كوارث قوية وصعبة مثل هذه التي حدثت لن تستطيع الحفاظ على حياته. أما الأمور المادية والطبيعية فالإنسان المؤمن بالله والذي يملك العزيمة والقدرة على إعادة الأوضاع كما كانت ولربما لأفضل وأحسن من ذي قبل.
إذن نعود إلى السؤال ونؤكد عليه: ماذا لو حدث كل هذا لمدينة مثل جدة؟ الواقع يقول ستكون هناك كارثة حقيقية لا تقل عن تسونامي .. نسأل الله عز وجل، أن يحفظ لنا هذه البلاد الطاهرة ويحفظ لها أمنها واستقرارها. اللهم لا تفجعنا في بلادنا ولا تغير علينا اللهم آمين.
إنها رحمة الله، عز وجل، التي تحيط بهذه البلاد وتحمي أهلها من الكوارث، ولكن أليس من حق الوطن علينا أن نشير إلى هذه النقاط، حتى يلتفت المسؤولون في حكومتنا الرشيدة، لمثل هذه الأحوال التي نحن معرضون لها خاصة وبعض الدراسات التي أجراها بعض الدارسين والباحثين تشير للأسف لحدوث ما لا تحمد عقباه لهذه المدينة المتعبة، ولدي شخصيا نسخة من دراسة واقعية تؤكد ما ذهب إليه الإخوة أصحاب التخصص الشديد ومن يتابع أطروحات الدكتور علي عشقي يدرك أن هناك أمورا أشد خطورة تنتظر عروس البحر إذا لم ...؟؟؟
خاتمة
الواقعية تفرض علينا المصداقية!؟
- كاتبة وسيد أعمال سعودية