خصوصيتنا!

[email protected]

يبدو أن لنا شأناً لم يبلغه غيرنا، وحالاً تتفوق على كل ما هو آخر، ومقومات لا يرتقي إليها أحد.
هذا ما تستخلصه حين الحديث عن إشكالية تفرض الظروف أن تجعلها تساير ما لدى البلدان الأخرى، من ذلك ما يذهب إلى تعديل موعد الإجازة الأسبوعية من الخميس والجمعة، لتصبح الجمعة والسبت، لأن في ذلك مصلحة اقتصادية يفرضها ارتباطنا ولو جزئياً بالعالم الذي قد جعل من السبت والأحد إجازة رسمية له.
ولكن تفاجأ حين الخوض في مثل ذلك بأن "أسطوانة" الخصوصية تدور وتدور لتلغي كل ما عداها.. وإن بحثت عن الأسباب، فلا أسباب؟! وكل ما عليك هو أن تقتنع وكفى! ما ندركه ونعلمه أننا مثل غيرنا، أصبحنا قريبين ومتداخلين مع هذا العالم الكبير، نتواصل معه باستمرار، ونعايشه سياسة واقتصاداً وحتى مؤثرات غذائية واجتماعية .. وإن ثمة خصوصية حقّ لنا أن نفتخر بها ونؤكد تميزنا بها عن هذا العالم، فهي تخص أن بلادنا - حماها الله - هي مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ووجهة الحاج، أيضا من ضمن الخصوصيات الأعظم أننا ننتمي "إلى خير أمة أخرجت للناس"، ومن خصوصياتنا التي نفتخر بها أيضاً أننا نتحدث بلغة القرآن التي دعا بها محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - العالم أجمع ... وهل مثل تبديل الإجازة من الخميس إلى السبت، أو ما شابهها يتعارض مع تلك الخصوصيات؟!
تلك هي الخصوصيات ونرفض جميعاً كل ما يبدلها أو ما يمسها، أما ما عداها، فأخبرونا عنها عفا الله عنّا وعنكم، ولعمري إنها خصوصيات يشترك معنا فيها كل مسلم على وجه البسيطة ... لذا كان من الجدير ألا نضع لأنفسنا قامة نحرّم على الآخرين أن يبلغوها، أو حتى أن نستكثر عليهم بلوغها فنحن وإياهم متشابهون في كل شيء، ما عدا ما ذكر، وتفرض المصلحة في أحيان كثيرة ووفق الرسالة المحمدية أن نساير ونتعايش.. لا .. أن ننغلق ونرفض.
وإن كان تحديد الإجازة الأسبوعية قد فعل بنا مثل ذلك ، فما عسانا أن نفعل في أشياء أخرى أكبر وأعظم .. يحدث ذلك ، والإجازة التي ينادى بها ، مازالت تشتمل على يوم الجمعة وهو العطلة الإسلامية وتحتفظ به .. لكن هيهات ونحن لدينا خصوصية لم يبلغها أحد بعد، لا.. من الإنس، ولا.. من الجن!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي