15

التعليم الرسمي يؤمّن لك حياة مستقرة، أما التعلم الذاتي فيصنع ثروتك (جيم رون - رائد أعمال).
بهذا القبس كانت إحدى لقطات مشروع ''15 أتعلم'' وهي حملة تواصل اجتماعي تسعى إلى تشكيل رؤية مشتركة بين جميع المعنيين في السعودية حول المسؤولية الجماعية لتطوير التعليم العام.
بدأت الحملة في بداية الفصل الدراسي لهذا العام في أيلول (سبتمبر) 2013 مستخدمة كل الوسائل المكتوبة والمرئية بجودة عالية وإخراج ممتاز. قصة شعار المشروع ''15 أتعلم'' تعتبر الحملة أن القرن الخامس عشر للهجرة هو نقطة التحول نحو تبني كل مواطن مقولة ''أتعلّم''. لذلك كان استخلاص الرقم 15. الرقم 15 مؤلف من رقمين:
الرقم 5 ويعني خمسة عناصر: الطالب والأسرة والمعلم والمدرسة والمجتمع.
والرقم 1 ويعني أن هؤلاء جميعاً يسعون لتحقيق هدف واحد، وهو تحسين التعليم والتعلم.
فكان الشعار ''15 أتعلّم''.
وأخيرا في معرض ابتكار 2013 الذي أقيم في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الحالي وضعت الحملة تصميما للمبتكرين: صورهم وأسماؤهم ونبذة مختصرة عن ابتكاراتهم، أول تصميم وقعت عليه مصادفة كان يحمل صورة نوال فهد المالكي طالبة في جامعة الملك سعود عضوة في نادي الأشعة ابتكرت علاجا للسرطان باستخدام تقنية النانو، أما شهد الأحمدي فقد فازت بلقب البطل العالمي في الحساب الذهني في ماليزيا، وياسر الحربي ابتكر جهازا للتنبيه بأوقات الدواء والتثقيف الدوائي للمرضى، مريم الرشيد ابتكرت قبعة لقياس موجات الدماغ للمساعدة على التعلم. وغيرهم أسماء كثيرة في عالم الابتكار الذي غالبا ما يكون موهبة فردية لديها استعداد عال أمكنها من التقاط فكرة حولتها إلى ابتكار. لكن من البؤس أن تنتهي قصة ابتكاراتهم في معرض يضمهم على مدى سنوات مهما كان نجاح المعرض، فالحكاية يجب ألا تتوقف بنهاية المعرض، وهي مسؤولية المؤسسات المعنية بالابتكار.
أغلبية هذه التجارب قصص فردية جدا أحيانا لا يكاد يكون قد أسهم فيها حتى البيت أو المدرسة أو المؤسسة التعليمية، بل هي مبادرات فردية جدا كما ذكر ذلك المخترع المعروف مهند أبو دية. بل أحيانا يكون البيت أو المؤسسة التعليمية لا تقف مع المبتكر أثناء ابتكاره وما إن يحوز براءة اختراع تجدها تنسبه إليها أو أنه من مخرجات تعليمها.
وبغض النظر عن إلى من يعود الفضل في هؤلاء، السؤال الملح لهذه الابتكارات هو غياب رجل الأعمال المتبني لها لتصنيعها واستثمارها وجعلها ابتكارا يدور في أنحاء العالم بصناعة سعودية، ما المانع الذي يعوق وجود هذه الابتكارات تصنيعا وتصديرا؟
وكأن رجل الأعمال يجب ألا يكون ''صانعا'' ''منتجا'' بل وكيلا للمنتجين الحقيقيين في بلدان أخرى!
ألا يمكن أن تكون هذه الابتكارات مصدر تصنيع سعوديا واستثمارا حقيقيا للبلد؟ ما الذي ينقصنا ليحدث ذلك؟ وجود الصانع؟ أم ''ثقافة'' التاجر؟ أم مدى ثقته بالابتكار؟ أم هي أزمة تسويق؟ أين المشكلة بالضبط؟
هناك من ابتكر أدوية لبعض الأمراض وظل سنوات ينتظر شركة عربية يعطيها الابتكار، لكن ظلت الشركات العربية تدير ظهرها له، فيما ظلت الأخرى الأجنبية تعرض عليه العروض بطائل الأموال!
ثم يقولون لك إن الأجنبي عدو، وليس من عدو لنا مثل أنفسنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي