بيشة والريشة

[email protected]

أتخيل أن هناك مقاربة بين سهم شركة بيشة الزراعية وبين الريشة، فكلاهما يرتفع بسرعة فائقة وفي نفخة واحدة، وينخفض كذلك عند توقف النفخ، وكلاهما يعرف: القاصي والداني أن ليس لهما ثقل، فالأولى ليس لها ثقل مالي يعرفه على الأخص من اشترى وباع أسهمها والأخرى ليس لها ثقل طبيعي، إذاً فكلاهما يطير في الهواء مصطنعا، وهنا تكمن الحكمة والعدالة في أسواق المال، فمهما حاولنا بكل الوسائل سواء أكان من خلال رفع أسعار الأسهم عن طريق المجموعات المتنفذة، أم عن طريق التداول باستخدام معلومات مخفية, أو عن طريق التدليس والتلاعب في عمليات التداول, أو عن طريق الدعاية في الإنترنت والجوال وآراء بعض المحللين الماليين المنحازة والمستفيدة، ومهما تعاون المحاسبون أو ضغط على المراجعين لتلميع الصورة المالية، فإن النتيجة الحتمية أن تسقط بيشة، كما تسقط الريشة طبيعيا عندما تتوقف عن النفخ.
تكمن العبرة من سقوط سهم شركة بيشة في أنه لا توجد قوة مهما أعطيت من مال أو سلطة أن تؤثر في المستوى المتوسط والطويل على عدالة الأسواق المالية، حتى إن التدخل الحكومي المباشر في الأسعار، لن يفيدها على المستويين المتوسط والطويل، الوحيد المفيد أن ينعكس أداء الشركات الحاضر والمستقبل على أسعارها، وكذا قوة أدائها المالي بتحقيق أرباح من نماذج أعمالها الفعلية، وما توزعه من أرباح نقدية حالية ومستقبلية، ما عدا ذلك فإن أي ارتفاع لسهم أي شركة سيكون مثل الريشة ومآله مآل سهم بيشة الذي لا حل له إلا بالتصفية أو الاندماج، فلن تفيد زيادة أو تخفيض رأس المال لكونهما علاج مؤقت. والله أعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي