تكفى أرسلها لي ..!!

[email protected]

لا صوت يعلو فوق صوت الترشيحات هذه الأيام، فالكل يرشح (بضم الياء وكسر الشين مع تشديدها) والكل يرشح (بضم الياء وفتح الشين مع تشديدها)!!
كل ما في الأمر أن تمسك بهاتفك المحمول وتنشئ رسالة جديدة ومن ثم تسلم الحقيبة الوزارية لمن تشاء، ويكفي أن ترسل هذه الرسالة لأحد أولئك المغرمين بالإيحاء للآخرين أنهم (يجيبون العلم) وأن لديهم القدرة على الوصول إلى دوائر صنع القرار مع أن الواقع يقول عكس ذلك وصاحبنا جاهز لتمرير هذه الرسالة إلى المئات من الأشخاص مع الإضافة والتعديل إن لزم الأمر ـ والأمر طبعا خاضع للمزاج - وهؤلاء المئات سيمررونها إلى غيرهم وهكذا.
حدثني أحد الزملاء قائلاً: كنا في مجلس يضم مجموعة من الأشخاص المختلفة مشاربهم ومستوياتهم العلمية والثقافية ودار الحديث حول الشائعات التي يتناقلها الناس هذه الأيام عبر المواقع الإلكترونية وعبر رسائل الجوال الـ SMS، يقول صاحبي: إنني دُهِشت من كثرة الترشيحات، حيث بادر أحد الموجودين وقدم قائمة من الأسماء مؤكداً أن كل واحد من هؤلاء سيتسلم وزارة معينة. فما كان من الآخر إلا أن اعترض قائلاً: أبداً ما عندك سالفة الوزارة الفلانية سيتسلمها فلان، والوزارة العلانية سيتولاها علان، وهكذا..عندها انبرى شخص ثالث ولم يمهل صاحبنا الذي قبله ليكمل حديثه ليقول له وبحدة : يا أخي ما أدري من وين تجيبون ها الكلام (كل الأسماء اللي ذكرتوها ما هي صحيحة) وقام بإخراج هاتفه الجوّال من جيبه وشرع بقراءة القائمة الموجودة لديه في الجوّال والكل ينصت باهتمام وما إن فرغ حتى هب الجميع قائلين (تكفى أرسلها لي)!!
أحبتي القراء إلى متى هذه السذاجة وإلى متى هذا الاستسلام لتلك الشائعات صحيح أننا في انتظار تشكيل وزاري جديد وصحيح أن هناك أسماء جديرة بالترشيح وقد تكون مرشحة فعلاً، ولكن الأمر ليس بهذه الصورة بحيث يرشح من يستحق ومن لا يستحق.
من الطرائف التي سمعتها في هذا المجال أن أحد الأشخاص أوعز لأحد المقربين منه ليرشحه عبر رسائل الجوّال (لعل وعسى). أمر آخر نبهني إليه أحد الزملاء يتمثل في محاولات التقرب التي يقوم بها بعضهم من بعض الكتاب والإعلاميين للكتابة عنهم أو إجراء حوارات معهم سعياً منهم للفت الأنظار نحوهم، وإذا صح هذا فهو أمر مؤسف بحق. غير أن ما يبعث على الاطمئنان هو ثقة المواطن بقيادته وإيمانه التام بوعيها وإدراكها وقدرتها على تمييز الغث من السمين وأن عملية الاختيار للمنصب الوزاري لا تتم اعتباطاً وإنما تقوم على أسس ومعايير دقيقة يتم في ضوئها اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب.
 وبمناسبة الحديث عن التشكيل الوزاري فقد تذكرت أمنية لأحد الأصدقاء طالما رددها على مسامعنا مع كل تشكيل وزاري فصاحبنا يقول: كم أتمنى لو طلب من كل وزير يعين حديثاً أن يقدم قائمة بممتلكاته وممتلكات عائلته الثابتة والمنقولة قبل تسلمه المنصب الوزاري وبعد مغادرته كرسي الوزارة تجرى مقارنة بين الحالتين أي قبل وبعد ــ ويضيف صاحبنا قائلاً إن هذا الأمر مع (إحسان الظن) بالجميع سيكون كفيلاً بالحد من تجاوزات البعض التي قد لا تكون مقصودة. إنها مجرد أمنية.
والله من وراء القصد...

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي