التكيف المحاسبي للاستثمار
ظهر لفظ في الأخيرة عن التكيف المحاسبي لعمليات الاستثمار في الأوراق المالية "لأسهم وما شابهها" عملها أن هذا الموضوع واضح لا جدال عليه حول العالم. فالاستثمار في الأوراق المالية يعالج بطريقتين إما طريقة الكلفة أو طريقة حقوق الملكية، ويعتمد اختيار أي منهما على توفر شروط السيطرة، والتي تقاس عادة بتوافر عوامل أخرى أهمها نسبة التملك، فما زاد عن 20 في المائة يلزم استخدام طريقة حقوق الملكية، وتستخدم طريقة الكلفة فيما دون ذلك، فإذا تم اعتماد طريقة الكلفة، فان الاستثمار في الأوراق المالية يقسم إلى ثلاثة أقسام، إما للاتجار أو الاستثمار أو معدة للبيع. والفاصل بين النوعين الأولين يكمن في توفر نية مسبقة موثقة إما بالاتجار أو بالاستثمار، أي "صدور قرار مكتوب من صاحب صلاحية" قبل عملية الاستثمار، فان لم يتوفر فان الأوراق المالية تعتبر معدة للبيع؛ فإذا توفرت النية المسبقة للاستثمار يلزم أيضا عدم وجود حركه ذات أهمية نسبيه خلال الفترة المالية، وإلا عدت الورقة إما للاتجار أو معدة للبيع حسب الظروف. والفرق في المعالجة المحاسبية بين الأنواع الثلاثة أن الاتجار أو يلزم تقييمه كل فترة مالية ويعلى الفرق بين القيمة الدفترية والسوقية لقائمة الدخل "لمكاسب/غير محققه" أما المعدة للبيع فإنها أيضا تقيم دوريا ويعلى الفرق لمكاسب أو خسائر من ضمن بنود حقوق الملكية، أما إذا توافرت شروط الاستثمار فيلزم للتحقق من شرط الانخفاض الدائم، ولا يتم تقييمه بأعلى من كلفته خلال فترة الاستثمار، إلا إذا كان هناك انخفاض دائم، ويعالج الفرق بين القيمة السوقية والدفترية بتعليته إلى قائمة الدخل باعتباره خسارة محققه وهنا يجب التنبيه إلى الأثر الزكوي والضريبي على اختيار أي من التصنيفين الأساسية والتصنيفات الفرعية.
ولقد بدأت هيئة سوق المال بالانتباه والتركيز على الممارسات المحاسبية والتي تعرف عالميا "محاسبة أسواق المال"، ومن خلال هذه الممارسة يتم اختيار السياسات المحاسبية التي تلمع الدخل وذلك لغرض رفع سعر السهم في السوق المالي، ولكنني ابشر الجميع، بان أي محاولة لتلميع الدخل لا بد أن تكشف يوما، فالحقيقة ستظهر مهما طال الزمن، والمسارعة في كشفها يحمي المتداولين في الأسواق المالية، ويقوي على المستوى الطويل الأسواق المالية. وهنا نطالب الهيئة بالحزم في مثل هذه الأمور، ولعل تأسيس مجلس للمحاسبة مستقل للشركات المدرجة في السوق المالي يكون بداية لمثل هذا التوجه والله اعلم.