منازلنا واحتياطات لفصل الشتاء وتجنب أمراض البرد

[email protected]

يمر علينا هذا العيد هذه الأيام حاملاَ التهاني والبركات ولكنه يحمل إلينا موجة من البرد القارس وشتاء لم نشهده منذ قرون. ومع أن فصل الشتاء هو من الفصول التي تمر بعجالة إلا أنها أيام قاسية وقارسة وتسبب الكثير من الأمراض الصدرية والخطرة على حياتنا وخاصة الأطفال والعجائز ومرضى القلب والذين ينصح أن يتطعموا بجرعة الإنفلونزا قبل بدء البرد. وهو فصل يحصد أكثر المصائب والكوارث وخاصة الحرائق والاختناقات بأول أكسيد الكربون القاتل من جراء الاستعمال الخاطئ للدفايات وخاصة الرديئة الصنع. وكعادتي بين الحين والآخر أعود للتذكير ببعض الاحتياطات التي تسهم في تخفيف معانات المواطنين وتجنبهم هم وأطفالهم عناء ومعانات أمراض البرد من الناحية التي تخصني عمرانياَ أو أقراص بنادول ومسكنات المعمارين. وهذه الاحتياطات قد يغفلها الكثيرون ولكنها في الحقيقة لها تأثيرها الكبير في تخفيف الضرر والمعانات وتقليل المراجعات للأطباء وتكبد التكاليف.
ومن أهم هذه الاحتياطات التي أرى أن نقوم بها خلال فصل الشتاء ما يلي:
إغلاق فتحات التكيف الصحراوي ومراوح سحب الهواء: حيث إننا قد نحس بنوع من البرودة أو تيار الهواء داخل المنزل ولا نعلم أين مصدره بينما هو صادر من وجود مراوح سحب الهواء و المكيف في السطح أو خارج المنزل وتعمل على سحب الهواء البارد وتمريره إلى داخل المنزل. حيث إن المكيف الصحراوي في الشتاء يعتبر مجرى لدخول الهواء البارد من الخارج إلى الداخل وهو أمر يغفله الجميع. لذلك فإنه من الأفضل تنظيفه قبل الشتاء ومن ثم تغليفه بمادة بلاستيكية مثل مفرش الطعام أو بشراع. أما بالنسبة للمراوح فإنه من الأفضل تغطيتها فقط في الحالات التي لا تستعمل فيها وخاصة وقت النوم ليلاَ. ولكن يجب أخذ الحذر من إزالة التغطية قبل تشغيلها.
إغلاق أبواب الغرف والصالات الداخلية والتي غير مشغولة أو لا أحد بها وذلك لتقليل مساحة الحيز الذي نريد تدفئته وبذلك نحصل على تدفئة أسرع وأوفر وتطيل في عمر أجهزة التكيف.
ترطيب الهواء:يعتبر الهواء الجاف وخاصة في مدينة الرياض والمدن الصحراوية عاملا مساعدا للتعرض بسهولة لأمراض البرد والأمراض الصدرية. لذلك فإن وجود جهاز ترطيب الهواء (هيوميديفاير) في وسط المنزل لتهوية الصالات الداخلية يعتبر أحد الوسائل الجيدة لإعطاء نوع من الرطوبة للتخفيف من الأمراض الصدرية. حيث إنه جهاز تكلفته بسيطة في حدود 300 ريال لغرفة النوم الواحدة. ويوجد في محال العدد والأدوات. والطريقة المثالية والمهنية هي أن يتم تركيب أجهزة ترطيب موصولة مع أنابيب أو مجاري الهواء ضمن نظام التكيف للمنزل كله.
التحفظ من البرد: لبس الملابس الصوفية والأكوات وغيرها. ولكن الأهم هو الاهتمام بموضوع المواد العازلة أثناء البناء للحوائط والأسقف والأرضيات. وحيث إن معظم المنازل تستعمل أرضيات من الرخام والسيراميك ما يجعلها باردة على الأقدام فإنه من الأفضل وضح سجاجيد على الأرضيات لتكون عازلا ولبس شراب متين أثناء التجول في البيت وخاصة للأطفال.
إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع تسرب الهواء البارد إلى الداخل وذلك باستعمال شريط إسفنجي لاصق على الإطار الخارجي للأبواب والنوافذ. وسعره رخيص جداَ حيث إن الباب العادي لا يكلف أكثر من عشرة ريالات.
التأكد من العزل الحراري: يعتبر العزل بجميع أنواعه من أساسيات التوفير في الطاقة والبناء وأهم ما يمكن أن يمن الإنسان على نفسه وعائلته في هذا المناخ الصحراوي البارد القارس شتاءَ والحار صيفاَ هو العزل الحراري الجيد. فإذا كان منزلك غير معزول فإن الوقت لم يفوت ويمكنك وضع عزل خارجي أثناء عملية الترميم.
ألتأكد من سماكة أسلاك وكيابل ومخارج (أفياش) التمديدات الكهربائية: وخاصة التي سيتم استعمالها لأجهزة التدفئة. حيث إن الدفاية تسحب كمية كبيرة من التيار (الوات) ومروا هذه الكمية عبر أسلاك ضعيفة يؤدي إلى تسخينها ثم احتراقها. وهذا سبب معظم حرائق فصل الشتاء. والأمر بسيط حيث يمكن استبدال وتغير عرض مقطع تلك الأسلاك بسحبها عبر المواسير من المخرج إلى الطبلون الرئيسي. ومن ثم تسليك أسلاك أو كيابل قوية هي تكلفة بسيطة جداَ.
أجهزة إنذار الحريق وإطفاؤه: "ستسألون" عن إهمالكم وتسببكم في خسارة أرواح أبنائكم. حيث إن أكثر خسائر الأرواح تحدث في فصل الشتاء بسبب التماس الكهرباء أو الاختناق بغاز أول أكسيد الكربون أو حريق الدفايات. فالله عز وجل أمرنا بالعمل وفعل الأسباب لأنه سيرى عملنا كما أمرنا ألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة. ونحن نستخسر ريالات قليلة لوضع بعض أجهزة الكشف عن الحريق في منازلنا وأجهزة الكشف عن أول أكسيد الكربون الذي خنق حياة عوائل بأكملها أو أجهزة الإنذار للمسابح والتي ذهب ضحيتها الكثير من الأطفال. نعم إننا مهملون و"سنسأل" عن هذا الاستهتار خاصة أن هذه الأجهزة هي أجهزة رخيصة لا تتعدى عشرة ريالات للجهاز الصغير وسهلة التركيب وتعمل ببطارية عادية موجودة في البقالات وقيمتها لا تتعدى خمسة ريالات ولا تحتاج إلى عناية لعدة سنوات. إن هذه الاحتياطات كثيرة ولكن لابد على الأقل من وجود أهمها. وهناك على الأقل ثلاثة أشياء مهمة يجب التأكد من وجودها في منازلنا وهي:
أجهزة الكشف عن الحريق والحماية منه: وتشمل أجهزة الكشف عن الدخان والحريق وأجهزة الكشف عن أول أكسيد الكربون لمنع الموت خنقاَ بهذا الغاز. ثم أنظمة وأجهزة إطفاء الحريق التي تبدأ من نظام الرشاشات المائية والغازية إلى طفايات الحريق اليدوية. والأهم هو وجود مخارج للحريق بدلاَ من إقفال الشبابيك العلوية بالحديد وبذلك لا يستطيع أهل المنزل الهرب من الحريق ما يؤدي إلى وفاتهم خنقاَ قبل أن يحترقوا.
تعليم وسائل الإسعاف السريع (CPR ): وهي أهم الأشياء التي يجب على جميع أفراد الأسرة تعلمها لإنقاذ حياة من حولهم مثل طريقة إسعاف السكتة القلبية والغرق أو انسداد البلعوم أو لسعة الثعابين السامة. ويوجد لدى الكثير من المستشفيات في المملكة جهاز فني مستعد لتعليم أفراد العائلة تلك الوسائل البسيطة ولكنها في غاية الفائدة والأهمية لإنقاذ حياة أبنائنا. بينما بعض الحالات الإسعافية مثل الضغط والهز على منطقة القلب في حلالات السكتة القلبية أو الضغط من الخلف على منطقة البطن في حالات انسداد البلعوم..
مواد الإسعاف الأولية ( صيدلية المنزل): وهي مجموعة من الضمادات ومضادات السموم وأدوية التعقيم والتطهير والمسكنات للألم وغيرها. ويمكن سؤال أية مستشفى قريب منك لمعرفة ما يجب أن تحتويه صيدلية منزلك. ولا ننس التطعيم ضد أمراض البرد.
وكل شتاء وأنتم بخير وعافية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي