المنافسة في خدمة المشترك
تثيرني المنافسة القائمة بين "موبايلي" و"الجوال", ولم أقل "اتحاد الاتصالات" و"الاتصالات السعودية", لأن المنافسة هنا محصورة فقط في خدمة "الهاتف الخلوي", هذه المنافسة أولا هي في خدمة المشترك سواء كان في قطاع الأعمال أو الفرد الخاص, لا ننسى أن اشتراك "الجوال" الخاص بشركة الاتصالات السعودية كان الأعلى سعرا, ونتذكر العشرة آلاف ريال في بداية التأسيس, ثم رسم المكالمة المحلية الذي كان 1.60 ريال, والآن وصلنا إلى شريحة مجانا, ورسم اتصال للدقيقة 35 و45 هللة مع عروض مستمرة تتجدد كل يوم, ثم جاء مستثمر سعودي جديد "اتحاد اتصالات" بقيمة رخصة أكثر من 12 مليار ريال, دخل السوق السعودية بكل عنفوان وقوة, لأنها سوق تدر ذهبا من قوة شرائية واقتصاد ينمو وحجم إنفاق عالٍ, في ظل وجود مشغل واحد استخدم أقصى الأسعار, بدأت المنافسة ووصلنا الآن إلى حرب أسعار جميلة ورائعة ومستمرة ولن تتوقف, لنصل الآن إلى أسعار محلية ودولية هي الأقل, ما زال هناك مجال للتخفيض, هذه المنافسة الآن بدأت تأخذ اتجاها أكثر حدة وصعوبة بين الشركتين, ولكن يجب أن أتحدث عن المنافسة، ماذا نعني بها وتعريفها؟, المنافسة هي روح التجارة والأساس المهم، وهي محك للحرية الاقتصادية في كل دولة أو مكان, وتؤدي المنافسة حتما إلى التطوير والابتكار والإبداع والاستباقية والجرأة وأن تكون دائما صاحب الخطوة الأولى, ولكن شروطها هي المنافسة الشريفة والأخلاق واحترام حقوق الآخرين وعدم التعدي عليها أو تجاوزها، والالتزام بالأحكام والأعراف والقانون في كل اقتصاد أو مكان , هذا تعريفي الشخصي للمنافسة والتي تصل في النهاية إلى هدفين مهمين يفترض تحققهما وما أفضل جودة بأقل سعر للعميل وللشركة والابتكار, وهذا هو المحك لكل شركة تريد المنافسة في أي مجال أو نشاط.
"موبايلي" و"الجوال" حدثت منافسة بينهما في التسويق والترويج كل عن خدماته, ولا أريد الغوص في تفاصيل هذه المنافسة التي وصلت فيما بينهما إلى الشكوى القانونية حسب ما أوردت الصحف, ولكن أطالب الشركتين, أن يزيد من منافستها ويزيد من عروضها ويزيدا من حربهم السعرية, فأنا هنا لا أدعو إلى الهدوء أو التوقف بل المزيد والمزيد, لأننا في السابق دفعنا الكثير والكثير أضعافاً مضاعفة, والآن تربح الشركات بنسب نمو مرتفعة سنويا وما زالت, إذا المنافسة ستخدم كل الأطراف وفق الإطار الذي حددته أو الأعراف والقوانين التي حددتها, فالعميل لدينا لخدمة الاتصالات, لم يعرف خدمة الرسائل في البداية أو الوسائط أو الإنترنت أو غيرها, إلا مع المشغل الجديد, ونرجو من المشغل الثالث القادم أن يضيف الجديد أيضا وتستعر المنافسة, "الجوال" السعودي لشركة الاتصالات عملاق كبير ويملك ميزة نسبية كبيرة ورأس مال ضخم واحتياطيات ضخمة ماليا, يستطيع من خلالها أن يزيد من قوته واستعراض مهارته, وأن يسبق المشغل الحالي الجديد "موبايلي" وأن يزيد من قوته باستثمار داخلي وخدمات أكبر وأكثر وأقل سعرا, متى كانت فكرة التشغيل تجارية وبفكر رجال أعمال, الفرص متاحة للجميع من المشغلين، والإيرادات والأرباح بالمليارات، إذا ما زال للخفض بقية والخدمات فيها الجديد, وهو سباق محموم لا شك, سيستفيد منه المشترك, وأن "كعكة" السوق السعودية بدأت تنقسم, ولاحظنا الخدمات كيف تغيرت والتودد للعملاء أصبح سريعا والخدمة حتى باب منزلك أو مكتبك, كل شيء سيأتي, ولكن الماهر من يسبق الآخر بخدمة أفضل وتكلفة أقل.
المنافسة هي أفضل خدمة للعميل, وهذا ما قدمته "موبايلي" من حملات تسويقية مميزة وأفكار جميلة, و"الجوال" يبدع ويسوق وفق معايير عالية ومميزة, والمتلقي يستعرض الخدمات والأسعار ويختار, شكرا للمنافسة وهذا الاحتدام الجميل, انتظرنا طويلا هذه الحرب السلمية الجميلة, وأتمنى أن تنتقل العدوى إلى الخطوط السعودية, الجوازات، الإقامات, وزارة التجارة، الرخص التجارية والعلامات, المياه, الصرف الصحي, المستشفيات, والمراكز الصحية, باختصار كل شيء لدينا يحتاج إلى منافسة, وإلا لن يتطور شيء أعلى الأسعار وأسوأ الخدمات.