الجيوب الخاوية!

ثقافة اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب..! هي ثقافة الكثير من الناس وخصوصا الموظفين منهم.. فما إن يهل يوم الخامس والعشرين من كل شهر ويستقر الراتب في حساب الموظفين حتى تزحف جحافل العائلات والأبناء إلى المجمعات التجارية للتسوق والمطاعم والمتنزهات ومراكز الترفيه.
يوم الخامس والعشرين يعني الكثير لكل من الباعة الذين ينشطون في ترويج بضائعهم وتقديم العروض المغرية.. وبالتالي فهو يوم الانتعاش في عمليات البيع والشراء، حتى المعلمون والمعلمات ينتظرون هذا اليوم بتكليف الطلبة والطالبات بأعمال عملا بمقولة الطلبة (لما يقبض والدي الراتب)، ولكن ما إن يمضي أسبوعان على هذا التاريخ حتى ينفض المولد وتعود الأسواق لهدوئها وسكينتها لتصبح شبه مهجورة إلا من الباعة، فقد انصرف المتسوقون والجيوب خاوية.
هناك شريحة من الناس لا تكتفي بالراتب، بل تحاول إيجاد دخول إضافية تساند الراتب لسد العجز وتحسين ميزانية الأسرة الشهرية.. فتلجأ إلى الاقتراض.. وبالتالي يظل المواطن رهينا للديون لسنوات عديدة.. وقد يضطر لتسديد هذه الديون من راتبه أصلا، وهو بذلك زاد الطين بلة.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه "أين يذهب راتب الموظف؟.. يجيب عن هذا السؤال الدكتور عاصم عرب مدير مركز الدراسات الاقتصادية.. بأن أغلب السعوديين لا يملكون مساكن وهذا يلقي بظلاله على الراتب، إذ إن إيجارات المساكن تستهلك ثلث دخل المواطنين، ولن تجدي مع ذلك زيادة الرواتب. وبشكل عام فإن الأسر السعودية تعاني العشوائية في الإنفاق مما يؤدي إلى تراكم الديون أو استهلاك المدخرات، وفي كلتا الحالتين خسارة فإن فكر السعودي في شراء سيارة أو تأثيث منزل يلجأ للاقتراض.. رغم أن الأسلوب الأمثل هو اقتطاع جزء من الراتب شهريا.. ولكن في الوقت نفسه لو كان الموظف راتبه ضعيف فكيف يحقق هذه المعادلة الصعبة؟ الإنفاق الشهري واقتطاع مبلغ لشراء سيارة أو تأثيث شقة، يبدو الأمر معقدا بل مستحيلا وضربا من الخيال.
إن حجم القروض الاستهلاكية وقروض بطاقات الائتمان وفقا للمستشار الاقتصادي بلغ 254.6 مليار في نهاية الربع الأول من عام 2012 بنسبة ارتفاع 18.3 في المائة عما كان عليه في نهاية الربع الأول من عام 2011، العملية معقدة وتحتاج لوقفة وكان الله في عون الناس!.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي