كبوش الفداء !

رجوت في مقالي السابق القائمين على التعليم العالي أن يرحمونا من ترديد كلمة (بدري!) وأن تكون هناك وقفة حاسمة لإصلاح التعليم العالي وإعادة الهيبة للجامعات عبر تحديد فترة كل وزير بـ 4 سنوات وتدوير المنصب حتى لمدراء الجامعات ووكلائهم والعمداء وأعضاء هيئة التدريس.

وقد نشرت صحيفة الشرق في عددها رقم (١١٨) بتاريخ 31 /3/٢٠١٢ م قرارات اللجنة العليا التنفيذية المكونة من مدير جامعة الملك خالد (لاحظوا عضوية المدير) وعضوية عدد من مسؤولي الجامعة (يعني الزيت في الدقيق)، بعد عدّة اجتماعات على خلفية خطاب سمو أمير عسير بشأن أحداث جامعة الملك خالد منتصف الشهر الماضي، وقد تقرر إعفاء مدير الأمن والسلامة بالجامعة، وتكليف أحد مهندسي الجامعة مديراً لإدارة التشغيل والصيانة بدلا ًمن المدير السابق. و نقل أربع مشرفات أمن ممن اشتكت منهن الطالبات، والتأكيد على المشرفات والموظفات كافة بضرورة الالتزام بحسن الخلق وأدب التعامل مع الآخرين.

أولاً: قولوا لي بالله عليكم كيف يتم تقييم أداء منشأة تعليمية من قبل أفرادها والعاملين بها فقط ؟ نفهم أن النقد الذاتي مطلوب لتصحيح المسار والتجديد الإداري، إلا أني أستغرب أن يكون السمن في الدقيق وأن يقتصر ذلك على نفس الموظفين لتصحيح أوضاع تضرر منها الكثيرون ! وأين هي المرأة (العميدة والأكاديمية) من عضوية اللجان ؟ وها نحن نسمع عن صيانة شاملة ودراسة أوضاع لعاملات النظافة وعقوداً بستين مليون ريال ! دخلت التصريحات عن الميزانيات والمخصصات حيز المكاشفة وبالتالي المحاسبة والمسؤولية وليس تطييب خواطر المتضررين بالسماح بالاستقالة ! (لاحظوا معي أنهم بدأوا يتحدثون عن دراسات لمعرفة ميول الطلاب واهتماماتهم واستقطاب شرائح أكبر للمشاركة في الأنشطة الطلابية).

ثانياً: ما دامت (موقعة ذات السلاسل) قد حركت الساكن من هيئة رقابة إلى برامج تأهيلية للتعامل مع الأزمات ، معايير التعاقد مع المشرفات وما تم تأمينه من آلات تصوير وكراسي (2900) مقعد وأجهزة حاسب 1113جهاز !! من رحم الفجأة ظهرت السيولة المالية وتم تأمين المطلوب في كليات خميس مشيط وبلقرن ومتابعة استكمال مشروعات الكليات في بيشة والنماص ومحائل عسير حيث صدرت تعميدات للتنفيذ . عليه لن أكرر (بدري) مرةً أخرى (والله على ما أقول شهيد).

ثالثاً: أستوقفني أيضاً ما جاء ضمن التصريح " أنه تم صرف مليون و160 ألف ريال لعمداء وعميدات الكليات لتأمين الاحتياجات العاجلة." وسؤالي من الذي يقرر العاجل والهام والذي لا يحتمل التأخير ؟ وأين هي المخصصات منذ بداية السنة المالية ، ولماذا لا تسلم إلى كل عميد وعميدة مع بداية السنة ويتحمل مسؤولية الصرف والتأمين وترشيد المرتجع ؟ ما هو الحال في باقي الجامعات ! بل وباقي الجهات الحكومية التي تُصرف لها مبالغ بالملايين ولا نرى إلا مشروعات متعثرة ولجان × لجان × لجان تلتهم المخصصات بلا قيمة مضافة لمؤسسات التعليم العالي.

ومن خلال قراءة الخبر نتلمس تغيراً في لغة الخطاب اعلامياً وربما تم النقل بالنص على لسان المتحدث الاعلامي لمدير الجامعة (الله أعلم !) ، فنرى كلمات مثل (تأمين احتياجات ، استقصاء رأي ، استقطاب أكبر شريحة ، التوريد بشكل فوري)، وهي لغة لم نعتد سماعها من قبل مسؤول ، وأرجح أنه تم اتباع سياسة عكسية (ضرب السايب يخيف المربوط) كما يقولون ، ولربما تجاوز الاهمال مداه وحان وقت حصاد التسيب ، ولربما كان لسياسة افتداء الكثرة بكبش أو (عدة كبوش) هي التي سترد الفاسد عن ضلاله وتفتح أعين الجبناء. وأظن أن من (أوقف عن العمل أو طُرد) هو وراء تدهور أحوال منظماتنا ومؤسساتنا فعلياً وبلا منازع ! إنها معضلة تحتاج إلى دراسة وتفكر وبت حاسم يتم فيه إعفاء وإقالة جميع مدراء الأمن والسلامة بالجامعات (حتى ينصلح الحال) ، سيداتي سادتي صبرٌ جميل فبعد 6 أشهر بمشيئة الله أعدكم بأني سأذكّركم (بالكبوش) والفداء ومرحلة ما بعد السلاسل.

لا زلت أرتجي فقولوا معي يارب ...

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي