نعم.. جدة غير
<a href="mailto:[email protected]">Earthitd_1@yahoo.com</a>
جدة غير في كل شيء ليس بالضرورة أن تكون "غير" إيجابا بل إنها غير في بنيتها التحتية ومشاكل المياه فيها ومأساة سكانها من الأمراض التي تنهش أرضيتها وأجواءها، فمن "حمى الضنك" أتوا بعلاج أشد ضررا وهو ما يسمى "الشيطان الأزرق" أو كما يسميه المزارعون "ورد النيل" كحل لا نعلم من هذا الذكي الذي تفتق ذهنه للاستعانة به. ولقد قرأت أخيرا عن مواصفات هذا الورد الخطير الذي سوف "يقضي" على البقية الباقية من البنية التحتية في عروس البحر الأحمر فمن يعيش ويعايش جدة ومشاكلها، يعرف بما لا مجال للشك فيه أن جدة أصبحت مدينة لا يمكن لأي وافد من الخارج الرغبة في السكن فيها خاصة إذا تعرف على جزء من مشاكلها "المتراكمة". وقد أصبحت للأسف مدينة "طاردة" لمن أراد السكن فيها والاستثمار فيها على أقل تقدير، خاصة الشركات العقارية لما لهذه المدينة من نقاط ضعف في شوارعها وبنيتها التحتية التي ما زالت تشكو من سوء الحال خاصة أن الأمانات المتعاقبة شاركت بكم من الأسباب التي أجلت عملية الإصلاح المراد تحقيقه. ناهيك عن تلك الأحياء العشوائية التي تعتبر بؤر فساد أخلاقي ومناطق محظورة لجاليات عدة، سكنوها ونظموها حتى باتت جزءا لا يتجزأ من أوطانهم الأصلية خاصة تلك العمالة الوافدة النظامية منها والعكس مما يصعب السيطرة عليها وبالتالي إصلاحها لتكون ذات هوية تابعة للهوية الوطنية التي من المفترض أن تكون عليها، أضف إلى ذلك، فوضى الحفريات التي جعلت مدينة جدة حفرة كبيرة, ففي كل شارع وحارة هناك حفريات حتى تلك الشوارع الرئيسية أصابها عدد من حمى الحفريات، مما ساعد على ذلك تلك العقود المتداولة بين الشركات الكبرى التي تحصل على حق الامتياز بترسية المشاريع عليها وهي بالتالي تقدمها لشركات ومكاتب مقاولات, بمبالغ قليلة جدا ناهيك عن تعطل الدفعات التي بموجبها التسريع بالعمل أو العكس.
المتابع لجدة ولمأساتها يعرف أن أهم هذه المآسي شح المياه المتكرر والسوق السوداء التي تنشط في أوقات الذروة والمواسم الدينية والسياحية ومع كل هذا تلاعب شركة الكهرباء بالناس فعندما يتوقف مسلسل "شح المياه" ينشط مسلسل انقطاع الكهرباء ولا ننسى مشكلة الصرف الصحي الذي سبب الكثير من الأمراض والأوبئة المتوالية التي سببت كثيرا من الأمراض الوبائية والتي نتجت عن هذه المشاكل المتراكمة والتي بلا شك لا يمكن القضاء عليها بين ليلة وضحاها.
خاتمة:
سبحان من يحيي العظام وهي رميم!