من «أمريكا» إلى «بوركينافاسو» .. المطالب واحدة!
لأول مرة في التاريخ المكتوب .. ومن أمريكا أغنى دولة في العالم إلى بوركينافاسو أفقر دولة في العالم تتوحد مطالب البشر كما هو حادث، تجد المطالب نفسها، الجميع يريد من حكوماتهم أيا كان نوع الحكم فيها ملكية أو جمهورية أو بين بين.. الجميع يريدون سكنا ووظيفة، صحة وتعليما، خدمات أساسية، كهرباء، ماء، صرفا صحيا ... إلخ.
سقطت الشعارات.. الناس فهموا أن الشعارات لا تؤكّل عيشا.. وثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، وغيرها في أكثر من بلد عربي.. بمعنى أن الربيع العربي في أساسه قام بسبب تدهور الخدمات الصحية وأزمة السكن والبطالة، وسوء الخدمات المقدمة من تلك الحكومات البائدة والفاسدة إلى شعوبهم!
زمان كان الإنسان في كل مكان لا يواجه أزمة سكن، فالأراضي ببلاش كل ما على مَنْ يحتاج سكنا أن يختار قطعة الأرض التي يريد ويبني عليها، الأراضي كانت للجميع، لم يكن هناك بيع وشراء، والإنسان زمان لم يعرف البطالة فهو يعمل في الحقل، أو مثل أبيه.. ولد النجار نجار.. وولد الحداد حداد ... إلخ. ولم يعانِ الإنسان زمان سوء الخدمات الصحية، فالطب الشعبي متوافر دون أي مشاكل، وقس على ذلك.
أما اليوم فقد تحققت فعلا عولمة العالم كله شرقه وغربه وشماله وجنوبه عن طريق توحيد المطالب الإنسانية في كل شبر من أصقاع هذا الكون، ويسير العالم نحو توحيد أكثر مستقبلا، حيث ستتوحد أيضا المفاهيم حول طريقة الحياة الاجتماعية، وستسقط الحواجز التي كانت تفصله فيترابط العالم مع بعضه بعضا، وتتوحد أيضا القوانين العامة التي تحكم البشر في كل مكان، ولكن قبل أن يحدث هذا .. لماذا لا تتحد حكومات العالم كله؟ .. أما أنا فأحلم بإيجاد الحلول العاجلة والسريعة لتوفير السكن والوظيفة، التعليم، الخدمات الصحية، وخدمات أخرى مثل توفير الماء الصالح للشرب والصرف الصحي والطرق ... إلخ.
ولا تتحقق هذه المطالب الإنسانية الملحة إلا بالمشاركة في صنع القرار من قبل المواطنين في كل بقاع الأرض .. المهمة صعبة وتحتاج إلى مشاركة الجميع للوصول إلى تحقيق هذه المطالب العالمية الإنسانية.. لقد استيقظت الشعوب وبدأ عصر جديد، عصر المشاركة في القرار وفي جني الثمار.