أين هم من "نخيل الرياض"؟!
<a href="mailto:[email protected]">alsaif@srmg.com</a>
قبل أكثر من عشرة أيام تمكنت قوات الأمن وفي خطوة استباقية اعتدنا عليها في الفترة الأخيرة من مداهمة وكر من أوكار الإرهاب والعنف في حي النخيل، في مدينة الرياض. وقد تمكنت قوات الأمن، بفضل الله، من مقتل ستة إرهابيين بعد عملية أمنية ناجحة بكل المقاييس لم تستغرق أكثر من 45 دقيقة.
النجاحات المتتالية التي حققتها قوات الأمن في ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم من خلال مداهمتهم في أوكارهم، هي محل فخر واعتزاز المواطنين، وليس هنا مجال الحديث عنها، إذ إنها تحتاج إلى مقالات مطولات تُشيد وتفخر بما يقوم به الجنود البواسل، غير أن ما يبعث على الأسى والأسف هو استمرار هؤلاء المجرمين العابثين في محاولات لضرب مقدرات هذه البلاد وقتل أبنائها المسلمين والمعاهدين الذميين، فمن محاولة ضرب مصفاة بقيق إلى محاولة استهداف مركز تجاري ضخم في مدينة الرياض! والسؤال: من الذي سيُقتل في مصفاة بقيق أو في المجمع التجاري في الرياض؟! غير المواطنين المؤمنين الموحدين، رجال ونساء، شباب وأطفال!! فهل هناك جُرم أعظم من هذا الجُرم بحق الإنسانية وبحق الإسلام وبحق الوطن؟!
ولعل مما يبعث على الأسى والأسف، أيضاً، هو الكيفية التي يتعامل بها كثير من مواقع الإنترنت الأصولية في صياغة وتحرير أخبار الإرهاب والإرهابيين، فقلما تجد إدانة واضحة واستنكاراً بيناً، يُجرّم العمل ويُدينه، إنما تجد تغاضيا وليونة وغضا للطرف! فالإرهابيون يتحولون في أحد المواقع التي يُشرف عليها أحد أبرز رموز الصحوة إلى مجرد (قتلى) والسبب في قتلهم كان (مواجهات مسلحة). وأقرأ مقدمة هذا الخبر: (كشفت مصادر في وزارة الداخلية عن أسماء القتلى الستة الذين قضوا خلال مواجهات مسلحة صباح يوم أمس الجمعة في أحد أحياء العاصمة الرياض..إلخ ) هكذا أصبح الإرهابيون مجرد (قتلى) وجاء قتلهم نتيجة مواجهة مسلحة! ولم يُكلف المشرف العام نفسه ليكتب بياناً مُفصّلاً موجهاً إلى (الأمة) وهو الذي لا يُعجزه البيان! لتبيان خطر هذه العصابة المجرمة! لكن شيئاً من ذلك لم يحدث! وبالمقابل لستُ أدري أين القائمون على بيان الـ (61) الذي شنّعوا فيه على عدد من رجال الدولة المخلصين، الذين وصفوهم بـ"عصابة معروفة بالتوجه التغريبي المنحرف قد تمكنت من التأثير على القرار، والتولي على بعض المؤسسات ذات الأثر الكبير في هوية المجتمع ومستقبله". وإنهم (عين وأذن وأداة للعدو الخارجي مستندة إلى تأييده ومنفذة لأهدافه. وإن خطر هذه العصابة على المجتمع عظيم جدا، فإنها التي تعمل لحرب الفضيلة وتشويه القيم الإسلامية وتغيير هوية المجتمع، يضاف إلى ذلك سعيها الحثيث نحو تجفيف منابع الخير فيه وجره إلى ضروب الانحراف والبعد عن الدين بتحجيم المؤسسات الشرعية وتقليص المناهج الدينية في المؤسسات التعليمية الرسمية والأهلية ).
والسؤال: أين أصحاب البيان المذكور عن صياغة بيان يعنون بـ (تحذير وبيان) يُبين موقعوه لنا مدى خطورة "عصابة" الإجرام والإرهاب؟ ويكشفون عن مدى علاقاتها وارتباطاتها بأعداء من خارج البلاد؟ ويُحدّدون بدقة مَنْ الذي يُحارب الفضيلة ويسعى لتشويه القيم الإسلامية؟! هل الكلمات تعجز أن تفي (خطر) العصابة الإرهابية حقه؟ أم أن الحبرَ يجف حين الحديث عن الإرهاب فلا يسيل؟ عجباً.