القبول في الجامعات والمهن الحرة
<a href="mailto:[email protected]">Fax4035314@hotmail.com</a>
الآن موسم التقديم للجامعات بمختلف مناطق المملكة للبحث عن مقعد في إحدى هذه الجامعات، وهذا المقعد يتصارع عليه عشرات الطلاب والطالبات، ونجد أن الكرسي الجامعي أصبح هو الأغلى للطلاب، والغريب أن الغالبية تريد القبول بأي وسيلة وبأي كلية، المهم القبول في هذه الجامعات، رغم أن الجامعات فشلت فشلا ذريعا في تلبية حاجة الاقتصاد الوطني والحراك الاقتصادي النامي بقوة، فما زلنا نجد تخصصات التاريخ والجغرافيا والأدب والعلوم السياسية حتى تخصص البترول وغيره، لا يجدون في سوق العمل أي مكان أو ما يقابله من حاجة وظيفية، إذا هي تكريس للبطالة وتخريج طلاب وطالبات بلا حاجة لهم، إذا هناك هدر مالي هائل وضخم للدولة وعلى هؤلاء الطلاب والطالبات المغلوب على أمرهم، حتى إن وزير الخدمة المدنية صرح أخيرا وقال بما نصه "بحت أصواتنا" إشارة إلى أن الجامعات لا تستجب لتلبية حاجة سوق العمل، ولا أعرف الآن مدى إصرار الطلاب على هذا المقعد في الجامعة هل يلبي حاجته أساسا لتأمين وظيفة وعمل ودخل جيد له، هنا لا أهمش طبعا الجامعات بل هي رافد مهم في ضخ كبير لسوق العمل خاصة في التخصصات العالية علميا كالطب والهندسة والصيدلة وغيرها، ولكن على الجامعات أن تعيد سياستها المنفذة الآن، وأنا هنا أقول بأعلى صوتي وكتبت ذلك من زمن وغيري، يكفي ما يضاف لسوق العمل بلا عمل لتخصصات انتهت قيمتها العملية، حتى أصبحت عبئا على الدولة بتكلفتها العالية وضياع جهود الشباب الكبيرة في أن يتخرج في النهاية ويصبح عاطلا عن العمل، يجب أن يكون هناك إعادة صياغة كل ما يتم في الجامعات إما بإقفال تخصصات معينة أو تقنين القبول بأدنى مستوى، وبالاتجاه الآخر للتخصصات العلمية مضاعفة القبول لديها وفتح تخصصات تحتاجها سوق العمل حقيقة، هذا كل المطلوب بكل وضوح ومصداقية.
بالأمس أقر مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الملك عبد الله، نظام بنك التسليف والادخار، بحيث منح البنك شخصية معنوية وذمة مالية مستقلة وأعطاه الحق بموجبه في التملك والتصرف والتقاضي طبقا لأحكامه، وقرر المجلس أيضا زيادة رأسمال البنك إلى ستة مليارات ريال بدلا من 959 مليون ريال، بتمويل من وزارة المالية، وسيقوم البنك بمهامه من خلال تقديم القروض دون فائدة للمنشآت الصغيرة والناشئة ولأصحاب الحرف والمهن من المواطنين. هذا التوجيه من مجلس الوزراء بدعم بنك التسليف هو استمرار للإصلاح الاقتصادي الذي يقوده الملك عبد الله منذ فترة زمنية، وهذا يقدم معاني كثيرة لتلمس المجلس الحاجة الفعلية لدعم المهن الحرة التي تخلق فرص عمل هائلة وبلا حدود، وتقدم دعما ماليا لتأسيس هذه المهن الحرة من دهان ونجار وصاحب ورشة وغيرهم، هذه المهن هي أهم من الدراسة الجامعية الآن ونتحدث بمنطق سوق العمل والحاجة والبحث عن لقمة العيش، وهي تضيف لسوق العمل شبابا يبحث عن فرصة عمل هي متاحة حقيقة، لكن الأهم هنا، كيفية إدارة بنك التسليف من خلال تسهيل إجراءات الإقراض، ووضع الأنظمة وتفعليها بالسرعة الكافية، عمل دراسات سريعة وعملية لتغطية كل مناطق المملكة ولا تكون محصورة في منطقة دون منطقة، ويجب أن يواكبها تأهيل عملي ومهني من المؤسسة العامة للتدريب المهني ويكون هناك تنسيق تام وأيضا وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وأن يواكب ذلك حملة تثقيفية وتوعية بأهمية المهن الحرة والتسهيلات التي سوق تمنح من خلالها، هناك عمل هائل وكبير ومسؤولية يجب أن تتم بكل إخلاص ومهنية وقراءة للمستقبل، يجب ألا نغفل حق المرأة هنا بمنحها هذه القروض بما يناسبها من عمل كالديكورات أو المشاغل أو نواد صحية أو مقاه وغيرها، يجب أن يكون حق المرأة متاحا ومكفولا هنا كما هو الرجل، فالعمل ليس للرجل والحاجة له فقط، وهنا يجب أن نقدر هذا العمل الكبير والاهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، بسرعة إقرار هذه المنحة في زيادة رأسمال البنك، والإصلاح الاقتصادي المتواصل المخلص والذي هو دائما يضع الكرة أمامنا وأمام كل مسؤول وعليهم القيام بدورهم، ولا أنسى كلمته الخالدة "لا عذر لكم الآن" حين أقر الميزانية العامة للدولة في بداية العام، وأقولها فعلا لا عذر لدينا، فقط المطلوب الإخلاص والعمل والعمل لهذا الوطن وأبناء هذا الوطن وأن نستغل كل ريال لخدمته بأقصى جهد وعمل، لبناء مستقبل مشرق للوطن وأبناء وبنات هذا الكيان.