اضحك .. تضحك لك الدنيا!

إذا كان بعض الفلاسفة يقولون إن الإنسان الذي يضحك من الدنيا ثم يضحك من نفسه هو الإنسان الذي فهم الحياة جيداً .. وأدرك إدراكاً حقيقياً أنها لا تساوي كل الحزن والألم الذي يخيم على نفوس الناس من حوله، فإن بعض الدراسات والأبحاث الحديثة أثبتت أن الإنسان الضاحك أفضل صحة وشباباً وحيوية من الذي يعيش حياته متجهماً عابساً لا تعرف الابتسامة سبيلاً إلى شفتيه.
في كتابه "الشفاء بالضحك" يؤكد الدكتور "ريمون مودي" أن عدداً كبيراً من المرضى بأمراض عضوية قد تماثلوا للشفاء بعد أن عرفوا كيف يجابهون آلامهم بنفسية ساخرة مازحة، موضحاً أن مجابهة الحياة ومشكلاتها ومآسيها بروح ساخرة وبالضحك الشافي الذي يملأ الفم وكذلك الشفاه أثناء الضحك كما يتواصل إخراج النفس من الصدر، وعندما يتعالى صوت الضحك يهتز الصدر والضلوع، وإذا استمر الضحك وبلغ حداً معيناً قد تتساقط الدموع.
تنبع السخرية - في رأي الدكتور "ريمون مودي" - من نفسية توصلت إلى التعالي فوق أحداث الحياة وعلاقات البشر والنظر إليها بتجرد وهدوء، وهذا الإنسان الساخر هو الذي يرى الحياة من زاوية السخرية والضحك دون أن يفقد احترام ذاته واحترام الناس له.
ولقد أثبتت التجارب العلمية أن هناك علاقة بين الروح الساخرة وتركيبة الإنسان النفسية، وأن الشخصية الساخرة تكون أبعد ما يكون من الغضب وحب الانتقام والعقاب. ودائماً ما نجد الساخرين الظرفاء بعيدين عن إثارة المشكلات وعن العنف، كما أن للسخرية الظريفة الباسمة التي تصدر عن ساخرين ظرفاء وظيفة اجتماعية، إذ يمكن لنكتة أو طرفة أو دعابة أن تعيد وِداً مفقوداً أو تزيل توتر الأجواء بين الأصدقاء والأطباء.
إذا كنا كثيراً ما نلتقي إنساناً ضاحكاً يرفع دائماً أمامنا الشعار "اضحك تضحك الدنيا لك ومعك" .. فإن هناك الكثير من الأبحاث ومن الباحثين يرفعون في وجوهنا أيضاً الشعار "اضحك تتحسن صحتك". ومن هؤلاء الباحثين، يقول الدكتور "لاوس ليونج داهل" من جامعة "استوكهولم" إنه من الضروري أن يدون الضحك كدواء في روشتة العلاج مثل الأدوية الأخرى. وذلك بعد التأكد من تأثير الضحك القوي في صحة الإنسان، فقد اتضح أن الضحك يقوم بتخفيض مستوى المركبات الطبيعية التي يفرزها الجسم والتي تستجيب لأنواع كثيرة من الأمراض الجلدية، وبذلك يقلل من أثر العدوى بل يساعد على مقاومة الجسم للمرض الجلدي.
إذن اضحك يضحك لك كل شيء!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي