المرأة قادمة

تكسب المرأة السعودية كل يوم أرضا جديدة في سبيل حريتها ومستقبلها.. فقد نجحت فعلا في اقتحام مجالات العمل المختلفة والتي لم تكن مألوفة سابقا في المجتمع السعودي ما بل كانت مقتصرة على الرجال فقط.. والرغبة في إثبات الذات هي القوة التي تدفعها لتحقيق طموحاتها باعتبارها فردا فعالا في المجتمع فلا يقتصر دورها على انتظار ابن الحلال، والإنجاب وتربية الأطفال والوقوف في المطبخ وملاحظة الغسالة.
لقد خرجت لساحة العمل بكل جرأة وثقة تحدوها آمال وطموحات مكبوتة لتثبت للمجتمع ولنفسها أولا أنها قادرة على الوقوف بثبات ويدا بيد مع الرجل لبناء الوطن.. واستطاعت امتهان عدة مهن مثل الفندقة والسياحة والتسويق والتمريض.. إلى جانب ذلك عملت حارسة أمن على حماية المنشآت بعد أن خضعت لدورات تدريبية.. وتلقت دورات خاصة في كلية الخليج في البحرين، حيث توجد دورات تخصص إدارة فندقة وإدارة الحفلات والإشراف عليها وعلاقات العملاء للعمل في فنادق خمس نجوم في الرياض وجدة.. وعن هذه التجربة تقول إحدى السيدات: عملت في مجال الفندقة ووجدت كل تشجيع من المديرين السعوديين وكذلك المجتمع السعودي خصوصا في الأفراح والمناسبات، بل كنت وزميلاتي مصدر فخر وفرح بكوننا سعوديات، ولم أشعر أبدا بالامتهان لعملي كمضيفة.. كنت دائما أفكر في العمل وأبحث عنه نتيجة لظروفي العائلية فما المانع أن أعمل وأكسب وأثبت وجودي.
وكذلك مهنة التمريض، انتشرت ظاهرة السعوديات اللاتي يعملن في المستشفيات بعد أن كان عمل الممرضة مقتصرا على الأجنبيات، وتقول إحدى العاملات في التمريض: وجدنا صعوبة في البداية نتيجة تفضيل الأطباء للعمل مع الممرضات الأجنبيات ولكننا أثبتنا كفاءة عالية وتجاوزنا الأجنبيات بمراحل.
ومن الأعمال الجديدة التي خاضتها المرأة السعودية العمل في دور الأفراح وقاعات المناسبات.. وهو عمل يناسبها تماما نظرا لثقافة المجتمع السعودي في مثل هذه المناسبات.
لقد خرجت المرأة للعمل ونجحت.. ومن المهم أن نؤيدها ونشجعها حتى لا يظل نصف المجتمع وراء الأسوار. لهذا مطلوب منا جميعا دعم قرار معالي وزير العمل.. إعطاء مهلة نهائية ستة أشهر لتأنيث المحال القائمة لبيع المستلزمات النسائية، و12 شهرا لتأنيث المحال المتخصصة في بيع أدوات التجميل، والبقية تأتي ـــ بإذن الله!
* * *
همس الكلام:
خطوة موفقة قامت بها وزارة التجارة بإعادة سعر عبوة الحليب واللبن لترين إلى سبعة ريالات، وذلك بعد إخضاعها لأحكام التنظيم التمويني الصادر عام 1396هـ.. ومن حقي كمواطن أن أعرف ما هو معيار التسعير الذي اعتمدته وزارة التجارة في هذا الصدد.. لماذا لا يكون السعر العادل ستة ريالات أو خمسة ريالات؟ في مثل هذه الظروف لا بد أن تكون هناك جهات محايدة لتحديد السعر العادل، لكل السلع وليس الألبان والحليب فقط، وذلك بعد إخضاع هذه المنتجات للدراسات من قبل جهات علمية مثل الجامعات. كما نرجو من وزارة التجارة شرح أحكام التنظيم التمويني ومن ثم تطبيقه على كل السلع الضرورية مثل الأرز والسكر والشاي والزيوت وحليب الأطفال والأدوية... إلخ.
كان الله في عون وزارة التجارة!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي