زهير الهليس .. اسمٌ يستحق أن يُذكر فيشكر

أعرف أن البعض سوف يتساءل عن هذا الاسم، ليس لأن صاحبه رجلٌ مغمور، أو نكرة، وإنما لأن الأضواء في هذا الزمن تسلط في الغالب على الزبد الذي يعلو ولا ينفع الناس، فيتم الاحتفاء به وتبسط أمامه الصفحات، وساعات البث الفضائي، في هذا الزمن بعضُ من يتسيد الساحة الإعلامية أناسٌ لم يقدموا للوطن ما يستحقون عليه هذه الهالة الإعلامية الكبيرة، والبعض منهم بقدر ما يسيء إلى الوطن، يجد موطئ قدم للشهرة، وتتسابق أجهزة الإعلام في الداخل والخارج لتتبع تحركاته وإبراز تصريحاته.
الدكتور زهير الهليس، اسمٌ معروفٌ جداً في الأوساط العلمية، في الداخل والخارج، وهو رجل لم يبن اسمه في غفلة من الزمن، أو من باب الصدفة، أو عبر الركض خلف قضايا تحمل من الإثارة أكثر مما تحمل من المنفعة، بل كان ذلك نتاج جهد كبير من الدراسة والبحث والعمل المضني في غرف العمليات الجراحية ومراكز الأبحاث على مدى ثلث قرن، الدكتور زهير الهليس هو استشاري جراحة قلب الأطفال والدورة الدموية في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، وهو طبيب أجرى ما يزيد على 15 ألف عملية جراحة قلب، في المملكة وخارجها، معظمها لقلوب أطفال، وله ما يزيد على 300 بحث علمي في مجال تخصصه، كما قام بتطوير تقنيات جراحية واستخدمها في مجال جراحة قلب الأطفال، ونال من يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى تقديراً لإنجازاته، كما أصبح واحداً من أحسن عشرة جراحي قلب أطفال على مستوى العالم.
وكان الدكتور الهليس ضمن الدفعة الأولى من خريجي كلية الطب في جامعة الملك سعود، والتحق بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ليتم ابتعاثه إلى كندا والولايات المتحدة لاستكمال تعليمه في مجال الجراحة العامة وجراحة القلب والأوعية الدموية، فكان أول طبيب يتم ابتعاثه عن طريق المستشفى التخصصي للدراسات العليا في الخارج.
ورغم تلقيه عروضاً مغرية للعمل في كندا والولايات المتحدة، إلا أنه رفض تلك العروض، وفضل البقاء في وطنه الذي فيه تعلم ومنه انطلق نحو التميز والعالمية.
الدكتور الهليس مثله مثل كثير من المتميزين، خاصة في مجال الطب، لديهم ما يشغلهم عن الجري خلف ما يحقق لهم الشهرة، إلا أن من حقهم على المجتمع، وبشكل خاص على وسائل الإعلام، أن يُسلط عليهم وعلى إنجازاتهم الضوء، فهم واجهة مشرّفة نفاخرُ بها بين الأمم.
قال تعالى: (فأما الزبدُ فيذهبُ جُفاء وأما ما ينفع الناسَ فيمكثُ في الأرض).

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي