خصخصة البنية التحتية
<a href="mailto:[email protected]">Earth_ltd@yahoo.com</a>
اتجهت أخيرا أمانات المدن لطرح المشاريع الخاصة بالبنية التحتية في المدن ودعوة شركات القطاع الخاص لممارسة تخصصها بعد أن مورس معها تحييد للطرفين ونتيجة لفشل المقاولات المباشرة غير المباشرة التي تتم ترسيتها على شركات لا تلتزم بالمواعيد ولا تخدم البنود الجزائية التي تذوب بفضل تأخير الدفعات من قبل أمانات المدن. فالطرفان يستغفل كل منهما الآخر وكأنهما يقولان لبعضهما أسكت وأنا أسكت، والضحية بالطبع المنظر العام لشوارعنا والمواطن الذي رماه حظه العاثر للسير على هذه الطرقات المدمرة بفعل الإهمال وعدم الالتزام للأسباب السالف ذكرها أو لأسباب أخرى أدهى وأمر. ومن هذا المنطلق اتجهت الأمانات للإعلان عبر تصريح نشر أخيرا أن القطاع الخاص مدعو للاستثمار في هذه المشاريع وحتى الآن لا نعرف ما هي الآلية التي يمكن لشركات المقاولات أن تمارس حقوقها وتحافظ عليها، ناهيك أن هناك أمورا كثيرة بحاجة لفتح المجال أمام الشركات المتخصصة لتمارس قدراتها وخبراتها وبالتالي تستفيد من هذه المنشآت العائدة للأمانات ويحتاج إليها المواطن ولكن بشرط أن تنفذ كما يجب وأن ترتقي خدماتها لتلبي احتياجات الناس الذين سيدفعون الرسوم المحددة بكل حب وترحاب. وما يشوب هذه الخصخصة وطرح المنشآت للاستثمار هو أسلوب الطرح وذلك عن طريق المزايدة وقلما تنجح هذه الطريقة فكثير من المشاريع رسيت بهذه الطريقة وكان نصيبها التجميد أو إنشاء مشاريع هلامية لا ترتقي لاحتياج المواطن ومكانة المدينة المقام فيها المشروع.
كما أنها لا توازي الموقع المميز. فكثير من الحدائق والأراضي البيضاء في مدينة جدة تصلح لإقامة مشاريع تنموية وترفيهية وتدريبية ورياضية اختزلت في ملاهي أطفال ومطاعم شعبية تفتقد للجذب والتشويق وأقرب مثال على ذلك حديقة الأمير ماجد في مدينة جدة التي عملنا كثيرا على استثمارها منتجعا رياضيا عائليا ينفع سكان جدة وزوارها ولكن بطريقة أو أخرى رست المزايدة على بعض المستثمرين وأقيم عليها مشروع غاية في السوء. إنها الخصخصة السلبية التي كانت ترتع في مدينة جدة والتي نأمل من أمانة جدة الجديدة النظر فيها, أضف إلى ذلك مجرى السيل الذي قام بقسم مدينة جدة من الشرق للغرب بدون فائدة وتسكن بجواره مصادر التلوث التي بها وعن طريقها سكنت حمى الضنك أجساد الغلابة. إنها مشاريع سلبية تسيء للعروس الشهيرة بالمقولة الأشهر (جدة غير).
خاتمة: تغيير الآليات واستحداث الأساليب يحرك كوامن الركود.