موسم للنسيان ..!
بقضاياه المتشعبة والمتداخلة، وبقراراته المتغيرة، وبجدله المثير للجدل، وبتقلب حال بطولاته و طول مدتها، وبتسببه لنا في الملل، وبكثرة المتضررين منه، و بكل ما فيه، من الأفضل مسح هذا الموسم من ذاكرة الحفظ، وعدم الرجوع له إلا في حالات تكون موجودة من أجل أخذ الحيطة والحذر من عدم تكرارها، فقد كان موسما استثنائيا لكل ما هو محبط، فلا توجد قضية إلا وتأتي أخرى تقضي على سابقتها بالضربة القاضية حتى أن أصحاب القرار أرادوا إغلاق أعينهم عن بعضها خوفا من كلها.
وجعلونا أو حولوا عيوننا من ملعب كرة القدم إلى ملعب لجانهم وقراراتها، وذهبوا بنا إلى قراءة أفكارهم وتمحيص قراراتهم. ولأن الرئيس العام يطالب الإعلام بالشفافية وجعلنا أصدقاء له فقد وضع "الكرة في ملعب الإعلام"، فمن واجبنا عليه ألا نكون إلا كما يجب علينا القيام به وهو قول الحق. والحق لا يخرج من قول الحقيقة حتى وإن كانت (مُرة) فالوضع يحتاج إلى شدة منكم، ويحتاج إلى أن ترسل خطابات شكر لكثير ممن تشاهدهم كل صباح تحت قبة الاتحاد السعودي معنونة بعدم حاجة رياضتنا لهم، حتى وإن كان الشكر فقط لسنين عمرهم التي قضوها في رياضتنا. ولأننا نشكر الكل سواء من خدم الرياضة أو من خدمته الرياضة فلا بأس فالمرحلة المقبلة تحتاج إلى من يخدم أكثر من هولا الجالسين أمام هاجس التطور وخوفهم منه، لإيمانهم بعدم إيجاد أماكن مناسبة لفكرهم.
متى ما قام الاتحاد السعودي لكرة القدم بعمل "استفتاء مباشر" مع الجماهير سيفاجأ من كمية الإحباط الموجه تجاه عملهم وعدم وجود أدنى حد من التفاؤل لسبب مهم وهو "الحرس القديم" المتعالين على كرة القدم وعدم إعطائها ما تستحق من الاهتمام حتى وأن كانوا في خطاباتهم ومحاضراتهم يدعون ذلك. فنحن نحتاج إلى أفعالهم ولا تؤثر فينا خطاباتهم وفلسفتهم في بعض الأوقات وادعائهم بمعرفتهم لأشياء قد يكونون أبعد ببعيد عن واقعها، وأقرب بكثير من محاولة وضع أسمائهم في محيط المعرفة بكل شيء والاطلاع على كل شيء. والحقيقة تقول بأنكم تكابرون، وأنتم أقل بكثير من تأزيم رياضة أسهل من واقعكم بكثير.
على الرئيس العام أن يعرف أن هناك من يحاول إعطاءه أشياء لا تمت للواقع بصلة وهولاء جميعهم لا يختلفون عن بعضهم من ناحية قول نصف الحقيقة فنحن نرى واقعنا أكثر منهم، ونرسل لك من خلال الإعلام ومناظر التقارير ما يجعلك تفرق بين قولهم وعملهم و من الممكن أن تشاهد غير ذلك من خلال أعينهم التي لا ترى إلا ما تريد، ولا يسمعون إلا ما يعجبهم، ولا يتكلمون إلا بكل ما يناسبهم حتى وإن كان لا يناسب تطلعاتك وفكرك وأحلامك.
فهل بعد ذلك سيستمر واقعنا كما هو وتبقى أحلامنا أحلاما، أم أنك عرفت كيف تحولها إلى واقع؟
خاتمة
إذا اعتدت أن تغضب من كل ما لا يرضيك فلن تهدأ أبدا.