لا حل للبطالة إلا بالتوظيف العسكري!!

لم يعد الحديث عن حل مشكلة البطالة حالياً كما كان قبل صدور الأمر الملكي بتوظيف 60 ألف شاب في مختلف قطاعات وزارة الداخلية.. وتخصيص مكافأة مؤقتة للباحثين عن العمل.. وهذا يعني أن البطالة لدينا ليست بتلك المشكلة المستعصية كما يصورها البعض.. ولقد كتبت قبل شهرين في هذه الزاوية مقالا بعنوان (البطالة والإسكان .. والحاجة إلى حلول غير عادية) وجاءت الحلول غير العادية فعلا ضمن الأوامر الملكية التي ركزت على مشكلتي البطالة والإسكان.. ومما ذكرته في مقالي السابق كمقترح لحل مشكلة البطالة أن يتم توظيف 100 ألف شاب يحملون مؤهلات دون المؤهل الجامعي (وهم الشريحة الأكبر والأخطر) في الجيش، ومثل ذلك العدد في الحرس الوطني، ومثله أيضاً في وزارة الداخلية.. ليس فقط كجنود وعسكريين وإنما فنيون في أعمال التشغيل والصيانة.. وجاء الأمر الملكي الكريم بتعيين 60 ألفاً في قطاعات وزارة الداخلية، وتعتبر هذه الخطوة أهم مقومات الحلول المطروحة لمشكلة البطالة.. ولذا فإن المؤمل أن يتبع ذلك تعيين مماثل في وزارة الدفاع والطيران وفي الحرس الوطني.. لتؤمن وظائف لأكبر شريحة من الباحثين عن العمل والذين، كما ذكرت في مقالي السابق، لا يقبلهم القطاع الخاص لأنهم غير مؤهلين وغير مدربين ولا يمكنهم القيام إلا بالوظائف المساندة التي لا تتوافر بأعداد كبيرة إلا لدى القطاع الحكومي.. ويمكن تدريب هؤلاء في القطاعات العسكرية على الأعمال الفنية والإدارية العادية.. إضافة إلى استيعاب بعضهم كجنود في تلك القطاعات.
ويبقى بعد ذلك دور القطاع الخاص الذي لا يعفيه أحد من مسؤولية المساهمة في حل مشكلة البطالة.. عن طريق توظيف حملة المؤهلات الجامعية والعائدين من الابتعاث بمؤهلات عليا.. وبذلك تكتمل منظومة التعاون بين الدولة والقطاع الخاص في توفير فرص العمل لشباب هذه البلاد الباحثين عن عمل شريف يخدمون به وطنهم ويؤمّن لهم عيشا كريما.
وأخيرا: مشكلة البطالة في بلادنا ما زالت في بدايتها.. وإن جاءت حلولها جذرية مثل خطوة التوظيف في وزارة الداخلية, فإن المستقبل سيشهد تراجعا لها بحيث تتناسب أعداد خريجي التعليم الجامعي مع نمو سوق العمل الحكومي والأهلي، أما إن ظل الحديث عن حلول جزئية وصغيرة فإن كرة الثلج ستكبر حتى تصبح الحلول أصعب والتكلفة أكبر والانعكاسات السلبية أخطر مما يتصوره المخططون.

ما أجمل أن يصمت الإنسان أحيانا!!
اضطررت بعد علاج في الأسنان خلال الأيام الماضية أن أصمت عن الكلام لساعة واحدة فوجدت أن في ذلك متعة كبيرة .. حيث يتأمل الإنسان في كل ما هو حوله بصمت وهدوء.. وتمنيت أن نجعل ساعة للصمت في اليوم أو الأسبوع أو حتى في الشهر بحيث يقسم الوقت بجدول منظم بين العائلة والزملاء أو الأصدقاء وبذلك نستمع لبعضنا بشكل أفضل في زمن الضجيج الإعلامي الذي أفسد حياتنا.. ما رأيكم في هذه الفكرة؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي