الأنشطة المدرسية.. هل تحل مشكلات الطالبات؟
الأسرة هي المحور الذي يلتف حوله أفرادها فتحتويهم وتضمهم وتشبع رغباتهم وتقدر آراءهم وتبني شخصياتهم وتعزز سلوكياتهم هذه الصورة للأسرة ربما تكون صورة مثالية نموذجية ولكنها في المقابل هي صورة غير مستحيلة وربما تكون موجودة ولكن بشكل أقل بكثير من الصورة الأولى، بل إن المتغيرات الكثيرة التي واكبت الحركة السريعة للتقدم على مستوى العالم كله إنما زادت من التفكك الأسري وأضعفت إلى حد كبير الروابط بين الأبناء وآبائهم والعكس، والسبب الحقيقي خلف ذلك هو أن الأسرة في السابق كانت هي المصدر الأول إن لم يكن الوحيد في حالات كثيرة من حيث إشباع الجوانب النفسية والجسمية للفرد بينما في الوقت المعاصر يأتي الشعور بوجود الأسرة في مرتبة تكاد تكون سطحية والسبب الفعلي هنا، وإمكانية إيجاد البدائل تلك البدائل التي أصبحت تقتحم حياتنا وتفرض نفسها كما هو النوم والطعام تماما فالأب يكون وسط أبنائه يريد أن يتحدث معهم فيجد كلا منهم مشغولا بشيء ما يقلل من تركيزهم في محيطهم الأسري مثل استخدامات الكمبيوتر المحمول وما فيه من برامج المحادثات والجوالات وما فيها من برامج أسرع للمراسلة والحديث، الأمر الذي جعل طرق التنفيس النفسي وإثبات الذات متعددة فلم يعد الفرد بحاجة نفسية عاجلة إلى الأسرة كما هو في الوقت السابق.
ولعل للفتيات نصيبا كبيرا من إفرازات ذلك التفكك الأسري، فمثلا هروبهن وتمردهن وغير ذلك من المشكلات الأخرى التي يتم فيها التنفيس النفسي للطاقة بصورة خاطئة حتى المدرسة هي لا تشكل نقطة إشباع نفسي ولكنها في نظر الكثير من الفتيات مكان يطلب الكثير من المهام والمسؤوليات التي لا بد أن تلبى دون أدنى درجات من الرفاهية، والسؤال هنا: كيف نستطيع أن نسيطر على التنفيس السلبي للطاقات لدى الفتيات على وجه التحديد؟
وما دور المدارس كمؤسسات تربوية في تلافي العديد من المشكلات المختلفة لدى بعض الطالبات من خلال تطبيق باقات متنوعة من الأنشطة من شأنها أن تمتص ذلك التخبط في تصدير الطاقة إلى طرق تنتهي بالفتاة إلى الفساد الأخلاقي أو غيره؟ أعتقد أننا بحاجة ماسة إلى تكثيف حصص النشاط في الجدول الدراسي في المدارس وعلى أقل تقدير ربما تخرج لنا تلك الأنشطة فتيات يحملن مواهب يمكن تنميتها وشغل الوقت فيها بعيدا عن ملء التفكير في طرق سلبية لإثبات الذات، نحن بحاجة إلى تبني حصص الرسم والخياطة والتدبير بشكل فعال لا يتوقف فقط عند مسمى حصص (الريادة).
فهل نتمكن من استخراج تلك المواهب الرائعة وتنميتها على أرض الواقع؟!