التخطيط والدراسات والأبحاث!

أن يقول إعلامي جاهل أو محلل محدود الفكر والعلم أو جمهور لا يعي أن منتخبنا ليس أمامه مشاركات خلال السنة والنصف المقبلة، فقد أقبل بذلك وأعتبره نوعا من التهريج الطويل والعريض الذي يعيشه إعلامنا الرياضي على مدى حقبة زمنية مضت عندما فتح الباب "للي يدري واللي ما يدري" للحديث في كل شيء، نعم كل شيء دون تحرج أو تردد فكلهم يتحدثون عن الجوانب النفسية والبدنية والتخطيط والاقتصاد والثقافة وأحيانا" اللقافة" لأن بعضهم لا يعرف الفرق بينهما ويتحدثون عن الاستراتيجيات والأكاديميات والتحكيم والإدارة الرياضية وعن الإعلام الرياضي وهم يحملون درجة السادسة الابتدائية وغيرها مما يتعلق بكرة القدم وكأنهم في استراحة أو على شاطئ نصف القمر، أعود لأصل الحديث وأقول قد أقبل بذلك من هؤلاء الأشخاص، ولكن حتما لا أقبله من مسؤول كروي أيا كان حجمه فكيف يمكن أن نتطور ونحن نعتقد أن المباريات الودية الدولية تتم المشاركة فيها فقط عندما نكون مقبلين على بطولة حتى رسخنا في أذهان الجماهير وأيضا وللأسف بعض من يسمون إعلاميين أو محللين أن هذه المباريات مضيعة للوقت وتسبب مشكلة لانسيابية الدوري وكأن بقية دول العالم ليس لديها دوري بل وعدد فرق يفوق عددها لدينا، هذا تصور خاطئ ويجب علينا أن نعيد النظر في كيفية الاستفادة من المباريات الودية الدولية وأيام الـ "فيفا" أسوة بكل دول العالم.
لقد اطلعت على قائمة المباريات الودية الدولية المبرمجة منذ أشهر والتي ستقام في أيام الـ "فيفا" المقبلة، أيام 9 شباط (فبراير)، و25، و29 آذار (مارس) المقبلين، فوجدت اليابان، كوريا الجنوبية، أستراليا، إيران، وأوزبكستان قد برمجت مباريات ودية دولية أمام كولومبيا، تركيا، الجبل الأسود، روسيا، ألمانيا، صربيا، ونيوزيلندا وغيرها من الدول، بل إن اليابان برمجت مباراة في يوم الـ "فيفا" في الثاني من تموز (يوليو) المقبل.
إن هذه الدول لم تتطور على المستوى القاري "بالحكي"، والتهريج في القنوات الفضائية وبالإعلام الهزيل الذي لا يعي دوره الحقيقي ومسؤوليته الاجتماعية بل تطورت بالدراسات والأبحاث المتخصصة في مجال لعبة كرة القدم، واستخدمت الجامعات ومعاهد الدراسات المتخصصة للوصول لأهدافها، والاستفادة من الكوادر الوطنية المؤهلة فنيا وإداريا وأكاديميا ولم تستخدم الإعلام كوسيلة بناء أهدافها واستراتيجياتها، ولم تعش على ردة الفعل بل إنها قدمت منهجا واستراتيجية واضحة أدت بالتالي إلى تطور ملموس يتمثل في الاستثمار الناجح وارتفاع المردودات المادية للنقل التلفزيوني والدعايات ويتمثل أيضا في عدد من اللاعبين الذين يلعبون في أرجاء أوروبا وفي أقوى الدوريات هناك ويتمثل أيضا في دوريات محلية قوية ومنظمة كما في كوريا واليابان وأفرزت هذه الدراسات فكرا عاما راقيا لدى اللاعب والمسؤول والجمهور على حد سواء حتى أن اللاعب الياباني، الكوري، والأسترالي يتفرغ تماما للعب ولا يدخل في مهاترات ومناقشات سواء قبل المباريات أو في الملعب، إنها صناعة كرة القدم التي لا نجيدها وأختم بأن الفوز بكأس آسيا مستقبلا وفق هذه المعطيات سيكون صعبا للغاية.

أطروحات
• ليس أمام مسؤولي اتحاد كرة القدم لدينا إلا الأخذ بالدراسات والأبحاث والتخطيط لتطوير الكرة لدينا ولتطوير أنظمة المسابقات بما يعود بالنفع على المنتخبات الوطنية بفئاتها كافة ولتطوير أداء الحكام ولتطوير البنية التحتية لمشاهدة ملاعب كرة قدم دون مضمار وأرضية معشبة طوال السنة إلا في فترات الصيانة الدورية التي يجب ألا تتجاوز أربعة أسابيع ولتطوير الكوادر الإدارية في مجال اللعبة، نعم أريد إداريا كرويا وليس موظفا حكوميا.
• ليس بالضرورة أن يكون رئيس لجنة الحكام حكما وليس بالضرورة أن يكون مدير المنتخب لاعبا سابقا أو يكون رئيس لجنة المدربين مدربا، المهم أن يكونوا إداريين ناجحين، وأقرب مثال هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق فهو بطل أولمبي في السباحة ولا يتحدث الإنجليزية، ومع ذلك قاد الـ "فيفا" لمدة 24 سنة كأفضل وأبرز رؤساء الاتحاد الدولي على مر التاريخ.
• متى يصل اللاعب السعودي إلى أوروبا؟ كيف سيصل؟ كم العدد المناسب؟ ومن سيقوم بتسويقه تسويقا حقيقيا وليس تسويق فلاشات كذابة؟ متى نرى تجربة ناجحة لعدد من اللاعبين السعوديين الذين لم يتجاوزوا 23 عاما في ملاعب أوروبا؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي