لاعب كرة القدم وصناعة الذات لتحقيق النجاح

الذات .. هذا السر الكبير الذي يحتوي على مكنونات وخفايا وأسرار عظيمة لا يدركها أحد، فكثير من الدراسات الإنسانية المتطور أثبتت أن الإنسان لا يملك أي إدراك لقدراته الذاتية إلا القليل منها، وأن الجزء الكبير من قدرات الذات ما زال غامضا.
لكن علماء التنمية البشرية يؤكدون أن أولى خطوات تحقيق التميز والنجاح تبدأ من معرفة الذات، وصناعة الإنجاز.. فبدون المعرفة والعلم والدراسة لن نقدر أو ندرك ما نحن عليه من إمكانات وقدرات، ولا يعي الإنسان مدى أهمية الاهتمام والعناية بالذات لتحقيق النجاح وصناعة التميز.
والذات هو كل ما يميزك عمن سواك، وهو مجموعة الصفات والخصائص والمواهب والميزات التي تحبها وتعرف بها عند الآخرين، وإذا عرفت ذاتك فإنه بمقدورك معرفة أهم مراحل صناعة الامتياز البشري، خاصة إذا علمنا أن هناك ثلاثة أنواع للذات (الذات الدنيا، والذات التوافقية، والذات العليا)، والذات الدنيا هي الذات التابعة التي غالباً ما تكون منعدمة الرأي حتى فيما يتعلق بشؤونها الخاصة، وهذه الذات غير قادرة على تحقيق أهدافها أو صناعة نجاحها أو حتى التخطيط لذلك، لأنها تدخل ضمن مخططات الآخرين ورغباتهم، ولا تستطيع الانفراد بآرائها، وبالتالي فهي غير قادرة على التأثير في الآخرين.
أما الذات التوافقية الثانية فهي ذات تسير وفق رغبة الأكثرية من الناس، ولا تجرؤ على مخالفتها بل تتوافق معها بما يحقق لها مصالحها الشخصية، وكثيراً ما تكون مدركة لمكمن الحقائق واتجاه الصواب إلا أنها لا تلجأ إليه مخافة مفارقة التوافق مع الأكثرية التي تسير عليه، ولهذا قد تكون هذه الذات في أحايين كثيرة غير مؤثرة في الآخرين.
والذات العليا هي الذات التي تسعى للتأثير في الغالبية العظمى من الناس، وهي بمقدورها تحقيق سعادتها من خلال تحقيق أهدافها والاستمتاع بنجاحاتها، مستثمرة في ذلك ذوي الذوات الدنيا والذوات التوافقية، ليس استثماراً بشكله السلبي وإنما توظيفاً لقدراتها القيادية والمؤثرة، ولذلك حينما نرى الآخرين عظماء هذا ليس لأننا غير ذلك، بل لأننا لم نسعَ لنكون عظماء، ونراهم عمالقة ليس لأننا أقزام، بل لأننا لا نريد أن نكون من زمرة العمالقة، ولذلك نحن نستطيع أن نكون عظماء أو عمالقة إذا آمنا بذواتنا وغرسنا فيها القدرة على النجاح.
إن الإيمان بالذات وبقدراتها يعطيها الدافع والحماس لتحقيق الإنجاز وتحقيق الانتصارات بنفس واثقة، بل قد يلجأ البعض إلى صناعة الإنجازات الفردية أو الجماعية من خلال الفريق الذي يلعب له من أجل تحقيق الاستمتاع بالنجاح، فلا متعة دون أن يكون هناك تحقيق إنجاز ما نابع من الثقة بالقدرات الذاتية، فالذات المتيقنة من إمكاناتها قادرة على تحقيق أي شيء مهما كان صعباً.
إن صناعة الذات من أسرار النجاح عند الإنسان فلاعب كرة القدم في حاجة ماسة إلى بناء الشخصية الذاتية وإلى إيجاد عوامل كثيرة لتطورها مع متطلبات هذا العصر الذي نعيشه وبالتطور الذي يسرع الخطى في كل مناحي الحياة وبالأخص في كرة القدم والنقلة الكبيرة من عالم الهواية إلى عالم الاحتراف، ولقد توصل أهل الاختصاص إلى عادات تمثل المبادئ الأساسية للنجاح والفعالية، إذا استطاع الفرد أن يكتسبها فإنه يستطيع أن يتخلص من عادات سلبية كثيرة تمثل في مجموعها المعوقات التي تعوق سيره في طريق الحصول على الشخصية الفاعلة القادرة على إدارة ذاتها وتحقيق أهدافها، فالشخصية الناجحة هي التي قطعت مراحل النضج الثلاث، التي تبدأ من مرحلة الاعتماد على الآخرين ثم مرحلة القدرة على الاستقلال الذاتي والاعتماد على النفس ثم نصل إلى قمة النضج وهي مرحلة التعاون والتكامل مع الآخرين، فالعادات الثلاث تصنع منك شخصية قادرة على الاستقلال الذاتي والاعتماد على النفس وتجعل منك شخصاً قادراً على التعاون والتعاضد مع الآخرين، ومن هنا كلما وصلت إلى مستوى زيادة قدرتك الذهنية والبدنية والروحية والرياضية، وصلت إلى درجة أعلى وأرفع في ممارستك بقية العادات التي تصنع الذات وتجعلك تحقق النجاح من خلال الإصرار والعزيمة التي تصبح سمة مميزة لك.‏
إن كل إنسان يولد وفي تكوينه بذور النبوغ والعبقرية والكفاءة والفاعلية، ويتوقف نمو هذه البذور أو اندثارها على نوع التربية والرعاية التي يتلقاها الإنسان من أسرته وبيئته ومجتمعه ومن جهده وعمله، والمهم هو أن التغيير هو الشيء الثابت الوحيد في هذه الحياة، وأنه لا يوجد أي شيء ثابت، فلذا علينا عدم الخوف من التغيير، لأن التغيير دائماً ما يأتي بالجديد وبالأفضل، وإن استطاع الإنسان أن يصنع ذاته عندما يحَوّل الفكرة التي حلّقت في خياله من خلال عزيمته إلى هدف يراه بعينيه ويخطو إليه يوماً بعد يوم .. عندما يصل إلى ذلك الهدف فإنه استطاع أن ينجح في ذلك اليوم في صنع ذاته.
وإذا أردت أن تكون لاعباً له شأن في عالم الساحرة المستديرة يجب أن تكون في نظر نفسك أهم من أي شخص آخر في هذا الوجود، يجب أن تكون متميزاً وناجحاً ومتفوقاً في كل شؤونك وأمورك العامة والخاصة، وليس في هذا شيء من الأنانية أو حب الذات، لأن التميز الشخصي والنجاح الشخصي هو ما يصنع النجاح على مختلف المستويات الرياضية الأخرى.
فالتميز الشخصي للاعب كرة القدم يقوده تلقائياً نحو تميز الفريق أو المنتخب وهؤلاء دائماً يسعدون بوجود أشخاص متميزين وناجحين، الأمر الذي سينعكس تلقائياً بالإيجاب على إنجازات الفريق أو منتخب الوطن الذي سيحظى بعائد من هذا النجاح، وعندما تكون الأوطان ناجحة تنجح الأمة بنجاح أفرادها، لذلك كن أنت أهم شخص وأهم شيء في هذا الوجود، فبالأفراد يتغير العالم، فكلما وصلت إلى مستوى زيادة قدرتك الذهنية والبدنية والروحية والاجتماعية والرياضية، وصلت إلى درجة أعلى وأرفع في ممارستك بقية العادات التي تصنع الذات وكم من لاعبٍ صنع المجد لوطنه بل لأمته.
على لاعب كرة قدم أن يحاول قراءة تاريخ وقصص حياة عظماء لاعبي كرة القدم في العالم وحتما أنه سيجد أنهم كلهم كانوا أناساً عاديين ولكن بالجهد وبناء الذات وإدارتها وفق توجيه المشاعر والأفكار والإمكانات نحو الأهداف التي يصبو إلى تحقيقها واستغلال ذلك كله الاستغلال الأمثل في تحقيق الأهداف والآمال، وهذه القدرات فيها ما هو موجود في اللاعب بالفعل، ومنها ما تحتاج إلى أن يكتسبه بالممارسة والدراسة والمران لفنون الكفاءة والفاعلية ونذكر لك أمثلة لذلك منها:
تحديد الأهداف: وتحقيق الأهداف يبنى على أساس التطلعات مثل هل تريد أن تصبح لاعباً دولياً .. هل تريد أن تتخطى كل الحواجز وتصبح لاعباً عالمياً؟
تنظيم الوقت: يجب على لاعب كرة القدم أن ينظم وقته بناء على برامج التدريبات والمباريات وفترات الراحة والترويح عن النفس والقيام بالمهام العائلية وغيرها من أمور الحياة بدقة وانضباط.
السيطرة على الذات: يجب التحكم في انفعال الغضب، والسيطرة على النفس، وهذا من الأمور البالغة الأهمية كي ينجح اللاعب في حياته الرياضية ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعها وأخلاقها.. وأيضاً كي يتجنب ما يسببه الغضب من اضطرابات نفسية وعضوية متعددة، ويتفادى كثرة التصادم والاحتكاك الذي يحصد بسببه خصومات وعداوات كثيرة، وبالطبع يتصدر الغضب وسرعة الانفعال قائمة العوامل المسببة للاضطرابات النفسية والتشويش الذهني وإهدار طاقات الناس النفسية والبدنية، وهو أيضاً من أهم أسباب اختلال التوافق واللياقة النفسية والاجتماعية، فالغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد وهو نار تحرق العقل وتسحق البدن وتصيبه بأمراض لا حصر لها، وحينما يصبح الفرد سهل الاستثارة يغضب لأتفه الأسباب وتزداد حدة انفعالاته لفترات طويلة فإنه سيعانى من أعراض التوتر المستمر والقلق المزمن وضعف التركيز والإعياء الذهني والبدني وفقد الرغبة في الاستمتاع بالحياة، مع بعض الأعراض الاكتئابية وبعض الأمراض مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية والقولون العصبي والصداع العصبي المزمن ... إلخ مما يؤثر على مسيرته في مجال كرة القدم.
اكتساب الثقة بالنفس: أن نعيد تلك النفوس إلى فطرتها ونزيح عنها ركام سنين من الصياغة السلبية التي تملأ طريقها نحو الإنجاز والفاعلية، ويجب أن تعلم أن الثقة تكتسب وتتطور، ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرف أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم .. اكتسبوا كل ذرة فيها، الثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمة نفسه بين من حوله فتترجم هذه الثقة كل حركة من حركاته وسكناته ويتصرف الإنسان بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتصرفاته هو من يحكمها وليس غيره .. هي نابعة من ذاته لا شأن لها بالأشخاص المحيطين به، وبعكس ذلك انعدام الثقة يجعل الشخص يتصرف وكأنه مراقب ممن حوله فتصبح تحركاته وتصرفاته بل وآراؤه في بعض الأحياء مخالفة لطبيعته ويصبح القلق حليفه الأول.
التفكير بطريقة صحيحة: هنالك عدة طرق للتفكير ولكن أشهرها طريقة متفرعة في التفكير تساعد على تطوير الذات أحدثها الباحث البريطاني توني بوزان ودعاها "خرائط المخ"، ففي رأي بوزان يجب أن نتصور الفكرة الأساسية كـ "جذع الشجرة" تخرج منه فروع ثانوية تتفرع بدورها إلى أغصان أصغر فأصغر، ووضع الأفكار على الورق بهذه الطريقة يحفز المخ على الاستطراد ويعطيك فهماً أفضل للموضوع ولا يجعلك تفوت أي احتمال ثانوي.
فالإنسان حين يفكر كثيرًا ويعظم ويجسد الأمور البسيطة ويكون مشغولاً بها دائمًا، وحين تنتابه الهموم البسيطة يكون غالبًا لديه علة بسيطة في الشخصية، أي أن الشخصية من النوع القلق، وهناك شخصيات جبلت على القلق، ولذا يكثر التفكير والانشغال والتشتت في الذهن، وتحدث أعراض جسدية مثل الصداع وكذلك الألم على الجانبين، وذلك ناتج بالطبع عن شد عضلي وهذا ليس بمرض عضوي، كما أنه لا يعد مرضًا نفسيًا، إنما هو ظاهرة نفسية وهذا كله يؤثر على أداء اللاعب للتدريبات وينعكس سلباً في المباريات.
اتخاذ القرار: ليس ثمة شك في أن لأي كيان بشري سواء كان فرداً أو فريقا أو منتخبا، أهدافاً يتم العمل من أجل تحقيقها وعند التبصر في جزيئات أو مفردات أي مسعى في اتجاه هذه الأهداف نستطيع القطع بالقول إن هذا المسعى لا يتعدى أن يكون في واقعه أكثر من مجرد سلسلة متلاحقة من القرارات التي تختلف في مستواها ونوعياتها حسب الموقف الذي ستتم مواجهته، بل إن الحياة نفسها بكل مسكناتها وحركاتها لا تعدو أن تكون مسلسل أفاعيل أو مسلسل قرارات، وهذا ما دفع البعض إلى القول إنه طالما وجد الإنسان فرداً أو جماعة نفسها أمام أي موقف يفرض عليه أن يقدم أي إجابة أو أي ردة فعل، فإنه في واقع الأمر يجد نفسه أمام عملية قرار، وهذا ما دفع بالقول إن عملية اتخاذ القرارات هي جوهر الحياة، برمتها وعندما تنظر من منظار جزئي على مستوى المنظمات الإدارية مثلاً يصبح القرار الإداري جوهر الحياة العملية وجوهر العملية الإدارية كمصطلح يعبر عن الإطار المنظم للحياة الإدارية المطلوبة، وكذلك الأمر بالنسبة للاعب كرة القدم فاتخاذ القرار مثل الانضمام إلى ناد معين يعد جوهر عملية التواصل والتعامل وتحقيق الرغبات وتحديد إطار العلاقة مع هذا النادي.
تقوية الذاكرة: إن ذاكرتنا عبارة عن آلاف من الخلايا العصبية التي تعتمد في احتفاظها بالمعلومة ثم تذكرها، على مجموعة من الناقلات العصبية والكيماوية، لذا فهي في حاجة إلى مواد خاصة تساعدها على إتمام عملياتها الحيوية وتجديد نشاطها، كما أنها بحاجة إلى كميات وافرة من تلك الناقلات لتستطيع أن تحتفظ بالمعلومة بشكل جيد وأن تتذكرها عند الحاجة لأن لاعب كرة القدم عليه في وقت شدة حمى المباريات التنافسية تذكر المهام الموكلة إليه واسترجاع التعليمات والمهام الخاصة الموكلة إليه، وهذا سر من أسرار اللاعبين العظماء، فالذاكرة كالعضلة إذا قمت بتمرينها واهتممت بها تكونت لديك ذاكرة قوية، وإذا أهملتها أصبحت ذاكرتك عادية أو ضعيفة تخونك في كثير من المواقف والأحداث خاصة وقت الحاجة الماسة إليها في المباريات المهمة. إن الذاكرة القوية وسيلة من وسائل الإبداع الشخصي، لأنه من الصعب أن تكون لاعباً مبدعاً وخلاقاً بذاكرة ضعيفة.
المحافظة على اللياقة البدنية: أجمعت الدراسات العلمية والممارسات العملية على أن الانتظام والالتزام والانضباط في ممارسة التمرينات الرياضية تشكل حجر الزاوية في تطوير مستوى اللاعب، إضافة إلى الغذاء الصحي المتوازن واتباع الإرشادات الطبية الخاصة بتغذية اللاعب. تعد الرياضة المفتاح السحري لاكتساب لياقة بدنية جيدة وحالة صحية متوازنة، وعلى اللاعب أيضاً أن يمارس نشاطه الرياضي وفق البرامج الرياضية وأنواع التمرينات الرياضية اللازمة التي ينبغي اتباعها في المراحل العمرية المختلفة، وحينما يصل إلى مراحل الاحتراف والانضمام للأندية الكبيرة أو المنتخبات يتم وضع برامج منظمة للتدريبات الرياضية، وساعتها عليه الالتزام بها والانضباط في تطبيقها.
المحافظة على اللياقة العقلية: إن اللياقة العقلية والقدرة على التفكير والتركيز والتحليل والقدرة على صنع القرار وحل المشكلات والتفكير بجلاء والتصور والتخيل والقدرة على التحكم في شكل التمارين التي يمارسها العقل المتواكبة مع التمارين التي يؤديها البدن.
المحافظة على اللياقة النفسية: المقصود باللياقة النفسية الإشارة إلى مستوى معين من مستويات الصحة النفسية يتحقق فيه قدر معقول من التنافس بين الجوانب المختلفة الشخصية يؤدي بصاحبه إلى نوع معين من التفاعل مع نفسه ومع البيئة الرياضية، هذا النوع يتميز بقدر ملحوظ من الاستقرار مع تحقيق الحد الأمثل من الرضا أو التصالح مع النفس، وكذلك مع المجتمع الرياضي بصفة عامة، فلاعب كرة القدم يتعامل مع أنماط مختلفة من البشر يختلفون في تركيبتهم الفكرية والعقلية والنفسية أيضاً، لذا يجب إيجاد هذا القدر من التصالح معهم، ويمكن تقريب المعنى إلى النظر في أوجه الشبه بين اللياقة النفسية واللياقة البدنية، فكلاهما يشير إلى توافر درجة مقبولة من الصحة وكلاهما يعني أن هذه الدرجة تزيد قليلاً على جدوى انعدام المرض ويعرف بعض المتخصصين اللياقة النفسية بأنها تعني أن يحصل الفرد على صفات وفضائل معينة تعينه على مواجهة الحياة وخوض غمارها بنجاح أكبر ممن لم يحصل عليها.
وهناك عدّة فضائل وصفات يحقق التحلي بالمحمود منها، والتخلي عن المذموم منها درجة عالية من اللياقة النفسية، وهي صفات تكتسب بالتدرج وبالتعويد والممارسة ولا يمكن تحصيلها بين يوم وليلة، وهذه القوانين يمكن للمرء إذا ما طبقها أن يحقق ما يطمح إليه ومنها:
إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين: لبناء ذات قوية هناك فضائل تستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب:
ـــ الابتسامة: الابتسامة كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة، (فتبسمك في وجه أخيك صدقة).
ـــ البدء بالسلام وبسط الوجه والبشاشة، وحرارة اللقاء لها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب.
ـــ الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع، فالكلمة الطيبة صدقة ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير فيها حتى مع الخصوم، فضلاً عن زملائك وأصدقائك.
ــــ عليك أن تكون حسن الاستماع وأن تتأدب بأدب الإنصات.
ــــ إن جمال المنظر واللباس وطيب الرائحة من أهم الأشياء التي لها تأثير عجيب على الناس.
ـــ بذل المعروف وقضاء الحوائج وكما قال الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ وتملك به محبة الله ـــ عز وجل ـــ كما قال ـــ صلى الله عليه وسلم: (أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس).
ـــ بذل المال: وهو مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان.
ـــ عليك أن تعود نفسك على الاعتذار لإخوانك.
ـــ إعلان المحبة والمودة للآخرين: فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك، فإنه سهم يصيب القلب ويأسر العقل.
ـــ عفة النفس وتربيتها وتعويدها على الالتزام أمر في غاية الأهمية حتى يمكن للإنسان أن يقوم بالأعمال الصعبة التي يتطلبها مشوار النجاح .
ـــ التعود على الاطلاع وقراءة الكتب والمجالات التثقيفية.
ـــ أعط الفرصة للآخرين للحديث: وهو عامل مهم في كسب الآخرين وتقوية العلاقة بهم، فإعطاؤهم فرصة للحديث وإبداء الرأي بحرية، وعدم الاستئثار بالحديث أمر له أهميته، كما أن الهدوء أثناء الحديث وخفض الصوت وعدم تحريك اليدين بشكل مبالغ فيه، كل ذلك مما يدعم مكانتك عند الآخرين، ويدعوهم للإنصات لحديثك والاستفادة منه، أضف إلى ذلك عدم التجريح بالكلام والنقد اللاذع واستهجان آراء المخالفين والتحقير من شأنهم، فإن كل هذه الأمور تفقد الإنسان مكانته ومحبته في قلوب من يتعامل معهم.
وأخيرا فإنه لا بد لك من أن تضع نفسك وأنت تتعامل مع الآخرين في الموضع اللائق بها المناسب لها، فترفع عن كل لئيم وارفع نفسك عن كل خلق ذميم، وكن عالي الهمة حسن الخلق عزيزا في غير كبر، سهلا في غير مذلة، محبا للآخرين مؤثراً لإخوانك على نفسك متغاضياً عن الهفوات والزلات تكن سيدهم والمقرب منهم.
تطوير المستوى الفني: يجب أن يعرف اللاعب الآتي:
ـــ يعرف التدريب عموما بأنه عملية تهدف إلى رسم سيناريو للأحداث التي يمكن أن تواجه اللاعب في المباريات التنافسية مشمولاً بقدر وافر من الحلول التي تمكنه من استغلال الزمن والكرة استغلالاً أمثل والوصول إلى غايته وهي الفوز والغلبة الفنية.
ـــ والتدريب في مجال كرة القدم عملية تربوية خططية مبنية على أسس عملية هدفها الوصول باللاعبين إلى أرقى المستويات الرياضية من خلال الارتقاء السريع بمقدرة اللاعب الفسيولوجية والوظيفية والفنية والنفسية والذهنية.
ـــ والتدريب في كرة القدم يعتبر وسيلة وليس غاية في حد ذاته لأنه يعمل على تحقيق أهداف مشتركة للمدرب واللاعب من خلال تأدية واجباتهم بأعلى مستوى من الكفاءة أثناء تنمية وتطوير قدرات اللاعبين البدنية والفنية والنفسية والأخلاقية للوصول بهم إلى مستويات عالية في نشاط كرة القدم.
ـــ ويعرف التدريب في كرة القدم بأنه العملية الكلية المنظمة والمخططة والموجهة للنهوض بمستوى اللاعبين من خلال مؤثرات منسقة تهدف من خلال تنمية الكفاءة البدنية والاستعداد إلى بذل الجهد للوصول إلى أعلى مستوى أداء رياضي.
ـــ إذا يتضح أن الهدف العام للتدريب الرياضي في كرة القدم يتحقق من خلال التدريب المستمر والمنظم والعمل الهادئ للمدرب مع لاعبيه لتحقيق أعلى إنجاز باستخدام الخبرات الناجحة في تحقيق ذلك، مع العمل على استكمال وتطوير الصفات البدنية التي تؤدي إلى تنمية الصفات المعنوية والإرادية لأعضاء الفريق مع اختيار أنسب طرق التدريب وأساليب التقويم.
ـــ وأخيرا يمكن القول إن هدف التدريب في كرة القدم هو الإعداد المتكامل للاعب بدنياً ومهارياً وخططياً وفكرياً ونفسياً لتحقيق أعلى مستوى للأداء المتكامل وبالقدر الذي يحقق الأهداف العامة والخاصة .. لذا على اللاعب تفهم كل ذلك والتعامل معه والاهتمام بعملية التدريب كبوابة تحقق له الدخول في ساحات ومساحات واسعة ربما تقوده إلى الشهرة والمال والثروة.
بعد كل ما ذكرنا فإننا نؤكد أن صناعة الذات هي الفكرة التي تحدونا نحو هدف نسعى إليه بعزيمتنا, ونعرف أننا حقّقنا نجاحنا إذا استطعنا أن نصل إلى ما نريد .. إلى ذلك الهدف .. إلى ذلك النجاح .. وما إذا كنت تريد أن تصبح لاعباً ناجحاً؟ أو كنت تريد أن تصبح لاعباً دولياً؟ أو تتطلع إلى أبعد من ذلك وتريد أن تصبح لاعباً عالمياً بوضوح أكتب هذا الهدف .. تخيله .. ارسمه لوحة في ذهنك .. أكتبه على جدران قلبك .. ولتكن أهدافك حلمك الذي يداعب أجفانك.
فإن كل القصة تبدأ بفكرة في خيال اللاعب بهذا المستوى ويمضي من خلال هذا الخيال نحو عزيمة تملكته وتسيطر على كيانه وتقوده لتحقيق كل الطموحات التي تغلف هذه الفكرة. والمهم من ذلك هو من أين تبدأ رحلتك مع صناعة الذات، لا بد أن يكون الطّموح والعزيمة والأهداف مبنية على فكّر ومبدأ وحلم .. لماذا لا أَكون لاعباً مميزاً؟ لماذا لا أكون لاعباً عالمياً؟ لماذا لا أكون مثلا رونالدو أو كاكا؟ لماذا لا أكون أميز منهم؟ وأن تبدأ في العمل من أجل ذلك هذا الطموح وسيتحقق لك هذا الهدف بإذن الله، كل ذلك سيبدو لك في بداية الأمر شيئاً صعباً ربما لا تتقبله بسهولة وربما لا تصدقه، ولكن بمجرد أن تبدأ أولى خطواتك الصحيحة بتحديد الهدف الواضح تكون قد حددت الطريق الذي ستسلكه لتحقيق هذه الغاية، هذا سيجعلك إيجابياً في تفكيرك وفي تصرفاتك وستمتلكك كل إحساسات المسؤولية وبالتالي يفرض عليك أن ترتب أولوياتك مبتدئا بالمهم ثم الأهم.
قد تكون مرحلة تجديد القدرات استمراراً لضمان تجديد خلايا الابتكار والإبداع في النفس ومن ثم ترتيب أمر التعامل مع مجموعة العمل التي تساعد في تحقيق الأهداف من إداريين ومدربين .. وغيرها من الجهات التي تحتاج للتعاون معها في تكملة مشروع بناء الذات وبلورة الشخصية الاعتبارية التي توصل لتحقيق الإنجاز والنجاح ولا يستطيع تحقيق النجاح منفرداً، لذلك يحتاج إلى بناء علاقة مع مجموعة من الناس تؤمن بتحقيقه هذه الأهداف كما يجب أن يعلم اللاعب أن الناجحين ليس في حياتهم فشل, الناجح لا يحمل في خريطته الذِّهنية شيئاً يُسمى فشل واعلم أن الفشل ليس عيب, والفشل هو الخطوة الأولى للنجاح، بل يعرف ما يسمى بتجربة فقد تكون تجربة ناجحة وقد تكون فاشلة وفي كلتا الحالتين لا تثني اللاعب عن مواصلة مشواره والنجاح هو تحقيق الحلم .. هو الاستغلال الأمثل للطاقات، كما يجب أن تدرك معنى أنك تبدأ التغيير الحقيقي في حياتك وتبدأ رحلة النجاح. أنا على ثقة بأن الإنسان العربي قادر على الإبداع والابتكار والوصول إلى أرقى المراتب إذا استطاع أن يصنع ذاته ويستغل صفاته ويؤمن بقدراته، خاصة في مجال كرة القدم التي أصبحت لا تعترف بتاريخ أو لون أو جنس بل تعطى لمن يبذل ويجتهد ويصنع ذاته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي