أجندة عمل

قبل 40 عاما تولى الأمير فيصل بن فهد مسئولية إدارة رعاية الشباب وبعدها بثلاث سنوات أي في عام 1394هـ، تم تحويلها إلى رئاسة بعد جهود حثيثة. وهو جهاز حكومي مستقل وله ميزانية خاصة ومهمته رعاية شباب الوطن ثقافيا، اجتماعيا، ورياضيا. وانطلق فيصل نحو التطوير وتصادف ذلك مع الطفرة الأولى عام 1395هـ، فأنشئت عديد من المدن الرياضية، الاستادات، المقار، والمباني الخاصة بهذا الجهاز وما يتبعه من لجان ومكاتب في كل أجزاء الدولة. وأذكر أن الأمير فيصل بن فهد قام بعديد من الزيارات إلى مناطق المملكة للتحقق والوقوف بنفسه على الاحتياجات، ولم تمض سنوات قليلة إلا ونحن ملء السمع والبصر عندما اعتلى منتخبنا الأول لكرة القدم - وهو جزء صغير في منظومة عمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب الهرم الآسيوي من خلال كأس أمم آسيا عام 1984م.
اليوم نعيش فترة ممزوجة بين الحزن والفرح فنحن كسعوديين وكرياضيين نحب سلطان ونحب نواف، ولكن اختيار الأمير سلطان الاستقالة جعل الأمير نواف يحظى بالثقة الملكية الغالية ليقود مرحلة جديدة من العمل الشبابي والرياضي. وهي مرحلة تماما تتشابه مع ظروف تسلُّم والده - المغفور له بإذن الله - هذا الجهاز قبل 40 عاما، ولذلك أتمنى أن يبدأ على الفور بزيارات إلى مناطق المملكة كافة للوقوف بنفسه على الاحتياجات والنواقص ومواطن القصور ومن ثم رسم استراتيجية جديدة للعمل للأربعين عاما القادمة بكل تفاصيله واحتياجاته وميزانياته وحتى كوادره الفنية والإدارية وما يتبع ذلك.
لابد من إعادة ترتيب الهيكلة الإدارية للجنة الأولمبية العربية السعودية والاتحادات المحلية وفصل ما يحتاج منها للفصل، واختيار العناصر المؤهلة والكوادر المتسلحة بالخبرة والعلم وذلك لبناء حضارة رياضية جديدة تتماشى مع متطلبات العصر، والتركيز على تطوير الأنظمة واللوائح. وأركز هنا اللوائح في مجالات جهاز الرئاسة كافة وعلى سبيل المثال فإن لائحة الأندية الرياضية الموجودة حاليا هي بتاريخ صفر 1416هـ!، ولا يمكن للائحة بهذا القدم أن تكون مثالية وعملية لأندية واجهت الاحتراف والاستثمار وغيرها من المتغيرات.
إن نظاما مثل النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم تم إعداده في منتصف عام 2010م يحدد عمر العضو بألا يتجاوز 75 عاما يجعلني اشعر بشي من الإحباط نحو استخدام التقنية والإبداع وعنصر الشباب في بناء كرة القدم السعودية لأنني كنت أنتظر أن تحدد اللائحة أعمار الأعضاء بما لا يتجاوز الـ 50 عاما وفي أسوأ الظروف الـ 60 عاما وهذا لا يمنع مطلقا الاستفادة من الأعضاء السابقين ذوي الخبرات والإمكانات كأعضاء فخريين في الاتحاد دون أن يكون لهم حق التصويت تماما كما في الاتحاد الدولي ''فيفا'' لأنني لا أنتظر من شخص تجاوز الـ 70 عاما أن يكون لديه الرغبة والقوة والقدرة على الإبداع والتطوير والتغيير في مجال يعيش متغيرات تقنية وفنية وإدارية سريعة مثل مجال كرة القدم.
لا أريد أن أذكر الأمير نواف بأن احدث ملعب كرة قدم لدينا عمره الآن تجاوز الـ 24 عاما ونحن في حاجة لاستادات ترفع قيمتنا المعنوية والكروية في القارة الآسيوية تماما كما فعل استاد الملك فهد الدولي عند افتتاحه.
القطاع الخاص والاستثمار في الرياضة ووضع مجلس استشاري من خبراء الرياضة للاجتماع بهم والاستئناس بآرائهم بشكل دوري قد يكون من الضروريات، كما أن كتابة التاريخ الرياضي السعودي وفق أسس علمية صحيحة وسليمة لا يحتاج لأي مزيد من التأخير.
ولعل أبرز ما يحتاج إليه قطاع الشباب والرياضة في بلدنا هو تحويل الرئاسة إلى وزارة وذلك لرفع الاعتمادات والمخصصات والتوسع في الهياكل التنظيمية ونحن ننتظر من سموكم تحقيق هذه الرغبة.

أطروحات
أنتظر مرحلة جديدة لكرة القدم السعودية من خلال اتحاد يضم كوادر كروية حقيقية ملمة بالأنظمة واللوائح، ومبنى يليق بأحد أفضل أربعة اتحادات آسيوية، ولجان تعمل بإخلاص وبفكر ووعي تكون لها بصمات مميزة وموظفين لديهم الشهادات والخبرات المناسبة، وأن يحدد موظفي الاتحاد من غير موظفي الدولة بسن 50 عاما، واستثمارات ترفع مداخيل الأندية، وأن تكون هناك محاسبة دقيقة لكل من يتجاوز النظام واللوائح أيا كان منصبه أو موقعه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي