مقياس التنفيذي الفعال
معظم كتب الإدارة المختلفة تركز على كيفية إدارة الآخرين في العمل.. ونجد القليل من المؤلفات التي تتحدث عن كيفية إدارة أنفسنا وكيف نكون فعالين ومؤثرين وناجحين، وبالخصوص فيما يتعلق بالتنفيذيين، وبالتركيز على حل المعضلات ومواجهة التحديات الكبيرة، وعمل مشاركات ومساهمات عظيمة في مجال أعمالهم. وبالتأكيد أن المدير التنفيذي الذي لا يعرف أن يدير نفسه بفعالية لا يستطيع أن يدير الآخرين.. كما أن التنفيذيين الذين لا يعرفون كيف يجعلون أنفسهم فعالين في عملهم هم المثال الخاطئ.
وإذا نظرنا نظرة فاحصة ودقيقة إلى بعض الممارسات التي صنعت بعض المديرين التنفيذيين وجعلتهم فعالين وناجحين في أعمالهم.. نجد أن هؤلاء التنفيذيين اتبعوا ممارسات بسيطة وناجحة.. ومن أهمها أنهم خلال عملهم سألوا أنفسهم وبجدية الآتي:
أولا: ما الأفضل والصحيح للمؤسسة؟ بدلا من: ما الأفضل والصحيح للموظفين والمديرين والملاك؟ وبالطبع الموظفون والمديرون والملاك مهمون من أجل دعم القرارات، ولكن هؤلاء أيضا يعرفون أن الخطوات والقرارات غير الصحيحة للمؤسسة هي في النهاية غير صحيحة لهم جميعا. إن هذه الممارسة والخطوة مهمة بالخصوص للمديرين التنفيذيين في الشركات العائلية. وهنا لا بد من ملاحظة أن هذه الممارسة الإدارية لا تعني ضمان أن القرارات ستكون صائبة.. حيث إن أبرع تنفيذي هو ما زال إنسانا وبشرا وبالتالي عرضة للأخطاء والتحيزات.. ولكن عدم طرح هذا السؤال يضمن عمليا القرار الخاطئ.
ثانيا: ما العمل الذي نحتاج ويتعين علينا القيام به؟ بدلا من: ماذا أحب وأرغب أن أعمل؟ وهذا السؤال أو الممارسة مهم جدا أيضا للنجاح في العمل ويضم تقريبا أكثر من مهمة عاجلة، ولكن المدير الفعال يركز على مهمة واحدة قدر الإمكان.. وعدم طرح هذا السؤال يجعل حتى أفضل مدير تنفيذي غير فعال. إضافة إلى أن هؤلاء المديرين التنفيذيين الفعالين اتبعوا وحققوا في عملهم الأمور التالية:
ـــ تطوير خطط العمل ووضع الأولويات أولا.
ـــ تحمل مسؤولية القرارات.
ـــ التركيز على الفرص بدلا من المشاكل.
ـــ إدارة اجتماعات مثمرة والاتصال الفعال.
ـــ التفكير بعقلية ''نحن'' بدلا من ''أنا''، علما أن المسؤولية في النهاية تقع عليهم.
وهذه الممارسات العملية (الأولى والثانية) منحت هؤلاء المديرين التنفيذيين الفعالين العلم والمعرفة التي يحتاجون إليها.. والخمس الباقية الأخرى ساعدتهم على تحويل هذه المعرفة إلي خطط عملية فعالة، وكما أنها تجعل العاملين كافة يشعرون بالمسؤولية والمحاسبة.. علما أن المعرفة لا جدوى منها للمديرين التنفيذيين إلى أن تتم ترجمتها إلى أفعال. ولا شك أن كل واحدة من الممارسات السبع المشار إليها لا تحتاج إلى الذكاء والعمل الدؤوب أو المعرفة أو تدريب خاص.. بل بالإمكان تعلمها وببساطة، وتحتاج فقط إلى الإيمان بها وبجدواها والبدء في ممارستها على أرض الواقع المهني والشخصي.
والمدير التنفيذي يجب أن يفكر دائما في نقاط قوته بدلا من نقاط ضعفه، ويستفيد بأقصى قدر ممكن من نقاط قوته.. ويقول البروفيسور Peter F. Drucker في كتابه: The Effective Executive إن التنفيذي الفعال هو الذي يبني على نقاط القوة ـــ نقاط قوته وقوة رؤسائه ومرؤوسيه وزملائه ونقاط القوة في الحالة الراهنة.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن خطط العمل يجب أن تكون الأساس في عمل ووقت المدير التنفيذي، وملاحظة أن الوقت يعد المورد النادر والأغلى للمدير التنفيذي. وخطط العمل تكون عادة عديمة الجدوى إلا إذا حددت الكيفية التي ينفق المدير التنفيذي وقته أو وقتها.
ويذكر عن القائد نابليون أنه قال: إنه ليست هناك معركة ناجحة أبدا اتبعت تماما خطتها المرسومة لها مسبقا، مع العلم أيضا أن نابليون خطط لكل واحدة من معاركه أكثر بكثير من أي قائد في ذلك الوقت التاريخي. ولكن لا بد من التأكيد أنه دون وجود خطة عمل فإن التنفيذيين يصبحون رهن الأحداث وأسيريها.