«الاَسيوية» .. صعبة وعصيّة!
غابت الفرق السعودية عن تحقيق أية بطولة اَسيوية في كرة القدم للسنوات الخمس الماضية، ويبدو أنها أصبحت عصيّة على فرقنا ومنتخباتنا الوطنية, بل غابت الإنجازات الرياضية الحقيقية عن فرقنا ومنتخباتنا الوطنية، ليس في كرة القدم فحسب, بل في باقي مناحي الرياضة، وأصبح المركز الثاني يلازمنا في أحسن إنجاز نحققه في شتى مشاركاتنا، وأستثني من ذلك منتخب كرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة وفي بطولتين متتاليتين .. لن أقول لأن مستوانا الرياضي انخفض، ولكن لأن المستوى ارتفع في أغلب الدول في اَسيا بدءاً من الدول الخليجية المجاورة كعُمان ـــ على سبيل المثال ـــ وانتهاءً بكوريا الشمالية .. وفيتنام.
من وجهة نظري يجب أن نعيد النظر في الكثير من العوائق التي تمنع رياضتنا من التفوق، ومن أهمها الدعم المالي للرياضة، والتعاطي الإعلامي مع الأحداث، والبُعد عن تشخيص الذات موضوعياً، وليس عاطفياً، فالدعم المالي للأندية لم يرتفع منذ زمن، وما زالت الأندية تتلقى الدعم نفسه الذي كانت تتلقاه قبل عقدين من الزمان رغم ارتفاع تكاليف المدربين واللاعبين المحليين والأجانب، وإعانة الاحتراف التي أُقرّت في بداية تطبيقه خُفضت إلى النصف، وكذلك دخول الأندية من التذاكر ما زالت هي نفسها منذ القرن الماضي، وحقوق النقل التلفزيوني ضعيفة جدا، وتدفع للأندية بعد جهد جهيد، وأصبحت الأندية تعاني، فإذا كانت الأندية التي حباها الله برعاية شركات الاتصالات، وكذلك أعضاء شرف داعمين كالنصر، الاتحاد، الهلال، الأهلي، والشباب تعاني أزمات مادية خانقة .. فكيف يكون الوضع في باقي الأندية؟!
تعاطينا الإعلامي مع ما سبق من موضوعات لا يوازي أهميتها، وأصبح التركيز على الإثارة، والأمور السطحية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأصبحت وسائل الإعلام مجرد وسيلة لتأصيل التعصب الرياضي وإثارة الأحقاد والأضغان والردح الإعلامي وتصفية الحسابات الشخصية .. وزاد الطين بلة، انتشار المواقع والوسائل الإلكترونية كالصحف الإلكترونية، إضافة إلى القنوات الفضائية غير الرسمية، والتي تعطي مساحة كبيرة من حرية التعبير دون رقابة رسمية حتى اختلط الحابل بالنابل.
ـ خسارة الهلال التأهل إلى المباراة النهائية لدوري محترفي اَسيا تأتي فداحتها في أن الجميع توقع الفوز وبالثلاثة على الفريق الإيراني، وحُشدت الجماهير، وسُيِّرت الحافلات من مناطق المملكة، وروابط مشجعي الأندية الأخرى، وأرسلت بعض الأندية مندوبين رسميين لحضور المباراة والاحتفال بالتأهل للنهائي، وتناسى الكل أن هناك فريقاً مقابلاً يعمل ويخطط للهدف نفسه، ولديه الطموح نفسه، والدافع ـــ إن لم يكن أكثر ـــ خصوصا أنه فريق حديث، ولم يسبق له تحقيق بطولة الدوري في بلاده، وترك الهلاليون التركيز على فريقهم، وانشغلوا بتجريد كل مَن انتقدهم وانتقد تأجيل مباريات الفريق وانتقد بقاء المدرب جيريتس من الوطنية .. صوّروا للاعبيهم أن باستطاعتهم تجاوز الفريق الإيراني بسهولة متناهية، لذلك ظهر الفريق الأزرق ضعيفاً متواضعاً، وغابت الحلول الفنية من المدرب جيريتس، صاحب الطريقة الواحدة، ولم يأت بجديد في المباراة، وغابت الحلول الفردية للنجوم الهلالية المحلية والأجنبية، وخسروا المباراة الثالثة على التوالي في البطولة أمام تألق أفراد الفريق الإيراني ومدربهم الإيراني المحلي.
منطق كرة القدم يقول إن احترام الخصم، والعطاء في الملعب، هما مَن يقودانك إلى الفوز والنجاح.
أما في الجانب الشبابي فمن وجهة نظري أن المباراة حُسمت من المباراة الأولى في الرياض، حين تلقى الفريق الشبابي ثلاثة أهداف من الفريق الكوري، رغم فوز الشباب بأربعة أهداف والذي أتى بعد تأثر لاعبي سيونجنام الكوري من حرارة الطقس التي لم يعتادوا عليها .. الحظ لا يقف بجانبك دائماً.