مبادرات زيادة استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في السعودية
حين تم إنشاء مجلس تنافسية قطاع الاتصالات والمعلومات، الهادف إلى إيجاد أفضل الطرق والحلول لدفع وتفعيل انتشار واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما فيها خدمات البرودباند (الإنترنت ذو النطاق العريض) في مختلف أنحاء المملكة، تم التركيز على انتشار استخدام هذه التكنولوجيا التي سيكون لها مردودات إيجابية كثيرة في مجال تنمية الاقتصاد والناتج الوطني، كما سيكون من المساهمين في تلك المبادرات شركات وطنية رائدة مثل شركة الاتصالات السعودية وجهات حكومية وتنظيمية وشركات تكنولوجيا مختلفة، وذلك نظراً للأهمية الوطنية لتلك الاستخدامات وانعكاساتها الإيجابية على الاقتصاد الوطني والناتج المحلي في السعودية.
وحسبما جاء في نشرة البنك الدولي عام 2009م أن زيادة 10 في المائة في استخدام وانتشار النطاق العريض تقابلها زيادة تساوي 1.3 في المائة في النمو الاقتصادي. وباعتبار المملكة من أكبر الأسواق في الشرق الأوسط في مجال خدمات تقنية المعلومات، فقد بلغ الإنفاق السنوي في هذا المجال 22.3 مليار ريال خلال عام 2009م، حسبما جاء في تقرير تقنية المعلومات الذي أصدرته هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للعام ذاته.
ولإنجاز تلك المبادرة الرائدة تم تشكيل عديد من فرق العمل لأجل القيام بمختلف المهام والوظائف، التي من أبرزها (تحديد التحديات والعوائق الأساسية) التي تواجه انتشار واستخدام تكنولوجيا البرودباند في المملكة لجميع فئات المجتمع، وإيجاد أمثل الطرق للتعامل معها وتحديد أفضل الوسائل للتغلب على تلك العوائق وتجاوز العقبات، مع إيجاد طرق تعزيز الوعي في استخدام البرودباند وتغلغل الخدمة لدى جميع أطياف وفئات المجتمع والعمل على تحقيق ذلك على المدى القصير من خلال القيام بحملات إعلامية لنشر الوعي المعرفي لفوائد واستخدامات البرودباند مع تحليل نتائج المسح الإعلامي لمبادرة مؤشر انتشار البرودباند بصورة متتالية لقياس النتائج المتحققة من الحملات الإعلامية لنشر الوعي، وأما على المدى الطويل فسيجري العمل على تحديد أهم المعوقات التي تواجه انتشار الخدمة مع تسمية وتوفير الوسائل والطرق المثلى لمعالجتها، التي من أهمها توفير البنية التحتية للبرودباند بشكل تنافسي والأسلوب الأمثل للاستثمار فيه، والمساهمة الفعلية في تطوير البيئة التنظيمية الحالية وتذليل المعوقات المرتبطة بها، مع المساهمة في زيادة المحتوى باللغة العربية للمستخدمين، ورفع المستوى المعرفي بفوائد البرودباند في مختلف ميادين الحياة.
ولعل من الفوائد المهمة لهذه المبادرة، تقليل الفجوة الرقمية في المملكة، التي تستوجب تدخل الدوائر الحكومية في إعانة ودعم كبار المشغلين على تنفيذ تلك المبادرات، خاصةً في المناطق غير الربحية، وذلك لتحقيق الانتشار الأمثل لاستخدام تكنولوجيا النطاق العريض بطريقة تنافسية تعود على الاقتصاد الوطني بفوائد مالية متعددة، مع العلم أنها ستسهم في إنشاء واستحداث وظائف وفرص عمل للشباب في المملكة، وهو ما تؤكد عليه سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــ حفظه الله ـــ في توفير فرص عمل مناسبة تمكن المواطن السعودي من بناء نفسه وأسرته البناء المشرف وتحقيقاً للتطور الحداثي المنشود للمجتمع السعودي في مختلف الميادين، الأمر الذي يضمن للمملكة الوصول إلى المكانة المرموقة بين كبريات دول العالم المتقدم.