من ألوم؟
هل هذا هو السؤال الأول الذي يتبادر إلى ذهنك عندما تحدث مشكلة ما؟
يمكن تشبيه عادة اللوم الخارجي كمصيدة للتفكير، لأنها تجعلك تعتقد أنك لا تملك فعل أي شيء تجاه التوتر الذي تشعر به، وأن الأفراد هم الذي يبدأون العداء معك، وأن الحياة ستكون جميلة فقط في حال حصلت على ما تريد وقت ما تشاء، وأن الآخرين يتآمرون لإيقاف مخططاتك، ويقفون عقبة في طريق اهتماماتك، وأن جوهر مشكلاتك يقع على رئيسك في العمل أو زوجتك أو المحاباة والواسطة أو نقص الفرص أو ظلم المجتمع وجشع الناس .. وهكذا نجد أولياء الأمور يتهربون من مواجهة أخطاء ممارساتهم التربوية بإلقاء اللوم على المدرسين وسوء المناهج التعليمية وأصدقاء السوء. أما المدرسون فيشتكون من سوءالإدارة المدرسية أو التعاميم الوزارية أو تدخل الآباء كسبب لتبرير ضعف أدائهم، والزوج يضرب زوجته أو أطفاله لأنهم السبب في عدم قدرته على الالتزام بأداء مهماته الوظيفية أو تطوير أدائه المهني، فما العامل المشترك بين هؤلاء؟
إن الأفراد الذين يقعون في شرك اللوم الخارجي يعتقدون في الغالب أن الخيار الوحيد أمامهم هو تغيير الأحداث الخارجية أو الأقدار، وهذا من غير المحتمل أن يحدث، مما يكشف إلى أي حد يمكن أن يصبح اللوم الخارجي عادة مؤلمة وخانقة ولها نتائج عنيفة في إعاقة النمو الشخصي وتدمير العلاقات. وحتى إذا اعتبرناه أحد الحلول السريعة للهروب من العقاب أو التهرب من المسؤولية، لكنه يسير في الاتجاه العكسي للتطور الذاتي، فقد يشعر أحدهم بالعجز عن إحداث تغيير ما، والرغبة في فعل شيء ما لتطوير الموقف، لكن عادة اللوم الخارجي تسارع إلى إعفائه من المسؤولية الذاتية بأن تجعله يبرر لنفسه بأن القوى الخارجية هي التي جعلت الأحداث تسير في حياته بشكل خاطئ، مما يجعل الفرد يعاني من شعور محبط وإحساس بقلة الحيلة.
إن بناء القوى الشخصية يتضمن تدريب الفرد ذاته على التغلب على أساليب التفكير المرتبطة باللوم الخارجي حتى تتسع اختيارات الفرد وتشجع تطوره الذاتي، وإن التخلص من مصيدة اللوم الخارجي يحررك من نموذج الضحية ويساعدك على التخلص من الاضطراب الشعوري الناتج عن فقدان السيطرة، كما يسهم بشكل قوي في تنمية قدرتك على التحكم الانفعالي الداخلي وإدارة مشكلاتك بشجاعة وزيادة ثقتك بنفسك.