دورة مجانية

عند نهاية العام الدراسي وبداية إجازة الصيف يتسابق كثير من الطلاب المتميزين وأصحاب النظرة المستقبلية الممزوجة بتفاؤل على البحث عن دورات علمية تكون لهم دافعا ورافدا من أجل تطوير ثقافي وعلمي، كل حسب رؤيته.
أما على مستوى الرياضة وكرة القدم تحديدا فهناك دورة ستعقد قريبا لا تشترط عددا محدودا أو وقتا بل هي متاحة للجميع وبالمجان وتوفر عناء البحث وتمنحك كثيرا من المتعة المقترنة بأصول المهارة القيمة التي تستحق المشاهدة.
هي دورة كأس العالم لكرة القدم التي تقدم دروسا مجانية لمن يعتقد أنه وصل إلى القمة، يكتشف بعدها أنه ما زال في بداية الطريق.
دورة تمنحك مساحة كبيرة من أجل أن تعمل على تطويرك سواء لاعبين أو مسيرين للرياضة وتعطي انطباعا إيجابيا للمستقبل بنظرة أكثر شمولية كلاعب تزرع فيك الثقة لأنك أنت الأساس في هذه المنظومة، فمن دونك تكون المعادلة معكوسة.
اعمل على تطوير نفسك، انظر كيف يتعامل كبار اللاعبين مع كرة القدم، كيف يعطونها الاهتمام، وكيف تبادلهم كل بحسب جهده. اعتقدوا أنها مستقبلهم وهي الطريق لفتح آفاق أوسع من الأشياء القيمة.
فكيف من غيرها عرف العالم زين الدين زيدان وقبله بيليه والآن ميسي، أليست تستحق أن توليها كل المساحة من الاهتمام، كيف نكون وكيف يكون العالم من غيرها، خطفت أنظار جميع طبقات الشعوب لها، جعلتهم يفرحون وتارة يحزنون وأخرى مستمتعين، حقا إن كرة القدم هي اللغة العالمية الأولى هي ما تقرب الشعوب وتوحد كلمتهم واهتماماتهم بل هي ما تقوم بأعمال لا تستطيع أقوى الدول على الصعيد السياسي القيام بها.
بعد ذلك أليس من المستحيل أن نسمع بلاعبين هواة وبلاعبين يتكبرون ويتعالون عليها، بل ويعتقدون أنهم وصلوا قمتها، قد يكون ولكن ليس هناك بل هنا بيننا.. فإلى هؤلاء عليكم حضور هذه الدورة والاجتهاد من أجل الاجتياز.

باختصار
- من الأشياء المحبطة في كأس العالم أنك تكتشف كيف يلعبون وكيف كرتنا تلعب ومن ثم تحاول أن تكون بكيفيتهم ولكن لا تستطيع حتى تقتنع بأنها صناعة وليست موهبة.

- هناك من يحاول التنظير بيننا وبينهم بوجود الفارق في الإمكانيات وبأسبقيتهم في الدخول إلى الكرة. لهم أقول كيف كانت ساحل العاج والكاميرون وما إمكانياتهما وكيف هما الآن وإلى أي مدى وصل لاعبوهم!

- لا بد من الاعتراف لهم بجدوى تخطيطهم وبالبحث عمن يخدمهم والعمل بالبعد عن كل ما لا يخدم كرتهم من أجل الوصول إلى هدفهم.

- أهم نقطة هي الدفع المادي السخي من أجل ألا يأتي يوم نجد أنفسنا في الصفوف الأخيرة كرويا.
- كثير من المحسوبين على الإعلام تسببوا في اتساع الفجوة بيننا وبينهم، لأنهم باختصار ينظرون إلى أنفسهم وأنديتهم كخيار أول وثان وأخير، ولو عملوا وشخصوا الحال والواقع للمصلحة العامة وللمنتخب لقل الفارق وأصبحنا قريبين منهم.

خاتمة
من المخجل التعثر مرتين في الحجر نفسه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي