التنمية البشرية

هل لدينا بالفعل سياسات وخطط وبرامج مستهدفة وآليات عمل للتنمية البشرية المستدامة؟ أم أننا فقط لا نتداول هذا المصطلح البراق إلا في المؤتمرات واللقاءات الرسمية والبرامج التلفزيونية ولا نقرأه إلا كعناوين في الصحف أو في تقارير وتوصيات تكتب بماء الذهب وتحفظ في علب من الفضة!!، في الحقيقة أن الواقع الذي نلمسه جميعاً كفيل بأن يجيب على تلك التساؤلات!!
 لقد اختزلنا مفهوم التنمية البشرية في التركيز على توظيف العمالة الوطنية بغض النظر عن مؤهلاتها ومهاراتها ومستوى تدريبها وخبراتها كمحاوله لخفض معدلات البطالة وتقليص أعداد العمالة الوافدة لدينا، متجاهلين أن انخفاض معدلات البطالة والإحلال المطلوب هو النتيجة الطبيعية للاهتمام ببرامج التنمية البشرية وأحد ثمارها لا العكس، ولقد خلف ذلك مشكلة أخرى هي ندرة الكفاءات داخل منظومة القوى العاملة بما فيها الوافدة بسب انعدام المنافسة، وحينما ننظر إلى مجتمع كمجتمعنا الذي يمثل الشباب الغالبية العظمى منه وحيث ينظر إلى الشباب على أنهم الطاقة المنتجة للدول فمن الضروري أن نؤهل هذه الطاقة للإنتاج بدلاً من تحويلها إلى طاقة مهدرة ونموذج للبطالة المقنعة، لذلك فإن سياسات وبرامج التنمية البشرية لدينا لا بد أن ترتكز في الأساس على أربعة محاور رئيسة هي:
أولاً: تطوير التعليم ليشمل المناهج وأساليب التدريس والتقويم و ربطه باحتياجات سوق العمل.
ثانياً: التوسع في التدريب العملي التفاعلي في بيئات العمل والمواقع المختلفة لصقل المهارات والقدرات وإكساب الخبرات الأساسية وليشمل ذلك طلاب المدارس والجامعات.
ثالثاً: الاهتمام ببرامج التوعية والتثقيف الشامل التي تستهدف تحفيز الإبداع والابتكار والتفكير المنهجي.
رابعاً: اعتماد التمكين كهدف استراتيجي للارتقاء الأمثل بمنظومة القوى العاملة من خلال آليات مبنية على أساس اختيار الأفضل والأكفأ.
 كما أن التنمية البشرية تشمل جوانب عديدة أخرى اقتصادية واجتماعية ضرورية فإن التعليم والتدريب والتثقيف والتمكين هي الأعمدة التي يجب أن نبني عليها سياسات وبرامج التنمية البشرية لدينا من أجل إعلاء شأن الفرد والتحول التدريجي إلى اقتصاد المعرفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي