هل الرضا بمستوى ثقافة وحصانة المسؤول واقع؟

الإدارة الحكومية في السعودية كالسفينة التي تسير دون بوصلة في محيط يهيج ويموج بالأمواج وركابها الموظفون والمواطنون، وفي آخر المطاف فإن مصيرهم مرتبط بقدرة وإمكانات وحكمة وخبرة القبطان ومعاونيه.
اليوم نحن أمام إشكالية إدارية نتائجها تتمثل في البطء في تنفيذ المشاريع والإخلال بالخطط الزمنية للتنمية، إضافة إلى تدني مستوى الرقابة والإشراف وضياع حقوق الموظف والمواطن، ومن إحدى أسباب ذلك ضعف مستوى الثقافة العامة لشخصية الرئيس أو المدير على مختلف مستوياتهم.
الثقافة الشخصية من المكونات المهمة للسلوك الإداري، وصنع القرارات واتخاذها، فإذا كان المسؤول ضعيف الثقافة، ولا يطلع ولا يبحث ويتابع المعلومات ذات الصلة بمؤسسته أو بغيرها أو بطبيعة عملها وبالمعلومات ذات العلاقة، وما يحدث في العالم من مستجدات ومتغيرات، سيبقى بلا شك محدود التفكير ضعيف القرار يفضل اللجوء إلى العمل الأحادي والتأثر بالمعتقدات الشخصية وعدم المبادرة والركون والجمود. المدير ذو الثقافة العالية يضيف كثيرا إلى المؤسسة التي يديرها ويطور أعمالها ويحسن من كفاءتها وإجراءات عملها، لأن الثقافة هي السلوك الذي يحدث نوعا من التغيير في بنية أي مادة أو فكر وسلوك، وفي ضوء ذلك فإن المديرين الذين يعانون مرض السلطة ودكتاتورية القرار، والبيروقراطية القهرية المركبة وغيرها من السلوكيات هم في الحقيقة لا يتمتعون بانفتاح الذهن، ولديهم صعوبة في حل المشكلات والبحث في الخيارات المختلفة لحل أي مشكلة أو تحد يواجه مؤسستهم، ما يدفعهم إلى تبني سلوك السلحفاة، وباب سد الذرائع لكل شي من باب ''ابعد عن الشر وغني له''، ما أضاع حقوق كثير من الموظفين والمواطنين وأصبحت التجاوزات غير القانونية من خلال الخروج عن الأنظمة بالحلول الفردية والتعاميم التصحيحية التي يعتقدون أنها تصوب أخطاء قراراتهم.
السؤال من المسؤول عن تحمل الأعباء المالية والنفسية والاجتماعية لأفكار وسلوكيات وضعف المستوى الثقافي والمعرفي لأولئك، وهل من المستحب إشغال الناس عن أمور حياتهم بالشكاوى والتظلمات، وهل أصبحت المؤسسة الحكومية بمنزلة القاضي، والحكم، والمنفذ، وأسست لنفسها الحصانة من باب الحصانة تؤخذ ولا تعطى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي