المنتشري لاعب آسيا
كنت أنتظر بفارغ الصبر مشاهدة ذلك اللاعب الذي استدعاه ناصر الجوهر للمنتخب الأول في بطولة الخليج الـ 15 التي أقيمت في الرياض في كانون الثاني (يناير) 2001. ولم يكن اللاعب آنذاك قد أمضى أكثر من ثلاثة أشهر من انضمامه لناديه وعمره 20 سنة، ولا يوجد في سجلات كرة القدم ما يشير إلى أنه شارك في المنتخبات السنية. ولكن خلال الأشهر الثلاثة التي لعبها مع ناديه أثأر اهتمام المدرب الخبير ناصر الجوهر واستدعاه للمشاركة في بطولة الخليج، وما زلت أتذكر حديثي مع ناصر عن الثنائي سعود كريري، وحمد المنتشري حين راهن الجوهر على بروزهما محليا وعالميا.
وحين دخل اللاعب إلى معسكر المنتخب لم يثر اهتمامي إلا أخلاقه الرفيعة واستطاعته بدهاء كبير الاندماج مع اللاعبين الكبار، وحين منحه ناصر فرصة المشاركة في منطقة الظهير الأيسر ظهر بأداء جيد ولكن لم يكن بالصورة التي ظهر بها لاعب آخر شارك للمرة الأولى مع المنتخب وأثار اهتمام الإعلام والجماهير كثيرا؟
وبعد الفرصة الذهبية التي منحها ناصر للمنتشري عاد اللاعب للظهور بقوة في ناديه وأصبح أكثر لاعب سعودي يشارك في مباريات المنتخب الأول والأولمبي وناديه محلياً وعربياً وآسيوياً في موسم واحد، ولم يتردد لحظة أو يتقاعس عن المشاركة، ولا أعتقد أن هناك لاعباً آخر محليا أو عالميا شارك في مباريات خلال موسم واحد كما فعل حمد المنتشري.
ولم تكن كل هذه التضحيات بلا ثمن فقد استفاد من كثرة المشاركات وتطور مستواه كثيرا حتى أصبح اللاعب الأول في دفاع المنتخب وناديه واستطاع اختصار الزمن ليصل خلال ثلاث سنوات من لاعب بارز في دوري الأحياء إلى لاعب آسيا الأول.
وعندما التقيته في جدة بعد فوز الاتحاد ببطولة آسيا والوصول إلى العالمية لاحظت بأن السنوات الثلاث قد منحته بعدا آخر ستجعله قريبا من تحقيق الطموحات الشخصية والوصول إلى العالمية.
إن فوز حمد المنتشري بجائزة لاعب آسيا الأول أتى ليؤكد أننا بحاجة إلى الاستفادة من المدربين أصحاب البصيرة الثاقبة الذين يملكون حسا خاصا في اكتشاف المواهب، وأثبت أيضا أن كل لاعب موهوب ومؤمن بما يملك من قدرات حتما يستطيع أن يصل إلى سدة التتويج المحلي والعالمي.