القائمة في عامها الثالث

عاماً بعد عام ترتفع حدة المنافسة للدخول في قائمة الاقتصادية لأفضل بيئة عمل سعودية التي تنظمها ''الاقتصادية'' والشريك الاستشاري للقائمة شركة تيم ون للاستشارات، وذلك مع ارتفاع عدد الجهات المشاركة فيها ومع التقارب الشديد في نتائج المنشآت المتأهلة لدخولها.

هذا العام شهد دخول القطاع العام في قائمة خاصة ولتكون المبادرة الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية لتشجيع أفضل الممارسات الرامية إلى بناء بيئة العمل المثالية في منشآت القطاع العام ودعم بيئات العمل المشجعة على الإنتاج والإبداع والمحفزة على المنافسة الإيجابية لتحقيق أهداف التنمية في المملكة.

وفي البداية أود تهنئة كافة الجهات التي تأهلت للإدراج في القائمة على اختلاف مراكزها، حيث إن هذا التأهل في حد ذاته يعتبر من الإنجازات التي تفخر بها هذه المنشآت، طالباً منهم الاستمرار في النهج الذي سلكوه للوصول إلى القائمة، فمن المسلم أن مستوى الرضا الوظيفي الذي تعتمده القائمة كمعيار رئيس للإدراج قد يتغير بشكل سريع مع تغير ظروف بيئة العمل والمؤثرات المحيطة بالموظف.

تم هذا العام العمل إلى حد كبير بالمنهجية ذاتها المتبعة في الأعوام السابقة التي تمثلت في معياري الرضا الوظيفي وممارسات الموارد البشرية كمعايير رئيسة لتقييم المنشآت المتنافسة للدخول إلى القائمة.

والجديد هذا العام هو في تعديل الوزن النسبي لهذه المعايير الرئيسية حيث تم اعتماد تخفيض الوزن النسبي الخاص بمقياس الرضا الوظيفي إلى مستوى 70 في المائة في حين تم رفع الوزن النسبي الخاص بممارسات الموارد البشرية إلى مستوى 30 في المائة. حيث يرجع السبب في ذلك إلى الأهمية الكبرى لممارسات الموارد البشرية المرتبطة ببناء بيئة العمل المثالية بشكل مباشر.

استبيان الرضا الوظيفي الخاص بالقائمة تم تطويره من استبيان العام الماضي بعد مراجعته وإضافة بعض التعديلات غير الجوهرية عليه ليتواءم بذلك مع نتائج المراجعة ومع بعض الملاحظات التي تم تلقيها من الجهات المشاركة في القائمة في عامها الماضي.

وبشكل عام يغطي هذا الاستبيان الأركان الثلاثة الرئيسية للرضا الوظيفي المتمثلة في الرضا عن الرواتب والأجور وعن التطور الوظيفي وعن ثقافة بيئة العمل في المنشأة.

هذه الأركان الثلاثة تم تفصيلها في تسعة أبعاد رئيسة تم وضعها أخذاً في الاعتبار مدى أهميتها وانعكاسها على مدى الرضا الوظيفي كما تم تحديد وزن نسبي لكل منها بحيث يتم توزيع هذه الأوزان النسبية بشكل متساو على كل من الأركان الثلاثة الآنفة الذكر وكما هو مبين في الجدول رقم (1).

#2#

وتم إجراء الاستبيان على عينة عشوائية من موظفي المنشآت المشاركة تم اختيارها من قبل مستشاري القائمة بدقة للوصول إلى نتائج موثوق بها من الناحية الإحصائية وبحيث يتم تحديد حجم هذه العينة وفقاً للجدول رقم (2).

#3#

أما المعيار الثاني فقد ركز على ممارسات إدارات الموارد البشرية في المنشآت المشاركة، لقياس الجوانب المتعلقة بجهودها في خلق بيئة العمل المثالية. وشمل المعيار الأبعاد التالية:

دور الموارد البشرية واستراتيجياتها

التدريب والتطور المؤسسي

الرواتب والأجور

إدارة الأداء الوظيفي

التوظيف واختيار الموظفين

علاقات الموظفين

تقنية معلومات الموارد البشرية.

وتضمن المقياس وضع وزن نسبي لكل من هذه الأبعاد بشكل يتم من خلاله قياس مدى تهيئة الجهات المشاركة للبيئة المناسبة لعمل موظفيها، كما تم تطبيق هذا المقياس من خلال الزيارات الميدانية واللقاءات المباشرة، والاطلاع على السجلات والأنظمة واللوائح المنظمة لإدارة الموارد البشرية على أرض الواقع لكافة المنشآت المشاركة.

وتم إجراء الاستبانات الخاصة بالقائمة إما إلكترونياً من خلال البريد الإلكتروني للموظفين أو شبكة الإنترنت أو من خلال الاستبانات اليدوية التي تتم من خلال الإشراف المباشر لاستشاريي القائمة.

الجدير بالذكر أن عملية تقييم الاستبانات خضعت لمعايير دقيقة تهدف إلى الكشف عن الاستبانات التي لا ترقى لدرجة الاعتمادية الكافية للأخذ بها حيث تم ذلك من خلال عدة مرشحات والتي منها:

استبعاد الاستبانات التي تتم الإجابة عنها باستخدام نمط واحد (كافة الأسئلة لديها نفس الإجابة).

استبعاد الاستبانات التي لا تتفق مع إجاباتها الخاصة بأسئلة التحكم ضمن أسئلة الاستبيان.

استبعاد الاستبانات التي تكون إيجابية في مجملها أو سلبية في مجملها بشكل تام،
وفي المقابل وفيما يتعلق بتقييم ممارسات الموارد البشرية، أقرت لجنة الجائزة هذا العام أيضاً استبعاد المنشآت التي لم تتحصل على الحد الأدنى من الدرجات في نتيجة هذا التقييم حيث نتج عن ذلك استبعاد بعض المنشآت من الإدراج في القائمة على الرغم من الارتفاع النسبي لمستوى الرضا الوظيفي لديها.

وختاماً لا بد من الإشادة هنا بالقائمين على هذه القائمة من شركة ''تيم ون'' وفريق العمل في القائمة على الجهد المبذول في سبيل تنفيذ كافة إجراءات القائمة بكل مهنية وموضوعية بعيداً عن أية تحيزات لأية جهة على حساب أخرى.

كما لا يسعني إلا أن أتقدم بالتهنئة لـ ''الاقتصادية'' وكافة منسوبيها وعلى رأسهم رئيس التحرير الأستاذ عبد الوهاب الفايز التي أثبتت من خلال تبنيها هذه القائمة المتميزة أنها بكل استحقاق جريدة العرب الاقتصادية الدولية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي