البحرين خسر قبل الإياب

الكثير من المتابعين لمباراة المنتخب البحريني الشقيق مع منتخب تيرنيداد المؤهلة لكأس العالم 2006 في ألمانيا، فوجئوا بالمستوى الفني المتواضع للاعبي المنتخب البحريني في مباراة الإياب التي أقيمت على أرض البحرين. فبعد مستوى جيد في مباراة الذهاب مقرونا بنتيجة إيجابية أخفق لاعبو المنتخب البحريني في مجاراة منتخب تيرنيداد ولم يقدموا مستواهم المعروف، بل لم يظهروا كمنتخب يبحث عن الوصول إلى كأس العالم بالرغم من الكثير من الحوافز و الدعم الجماهيري الكبير.
وبعد المباراة صبت الجماهير غضبها على اللاعبين والأجهزة الفنية وفئة أخرى اعتبرت أن الحكم الكولومبي هو المتهم الأول في وأد الحلم البحريني الجميل. وأرى أن التخطيط الإداري هو السبب الرئيسي لعدم تأهل البحرين، وهو السبب الرئيسي أيضا في ظهور اللاعبين منهكين في مباراة الإياب على وجه التحديد. وللإيضاح دعونا نستعرض أهم المعطيات قبل لعب المباراتين.
المنتخب البحريني سيلعب مباراة الإياب وهي عادة المباراة الحاسمة على أرضه، ثانيا مباراة الذهاب تقام في الطرف الآخر من العالم في اتجاه الغرب بالنسبة للبحرين و فارق التوقيت أكثر من تسع ساعات، ثالثا مباراة الإياب المهمة ستقام بعد أربعة أيام من مباراة الذهاب في البحرين وفارق التوقيت تسع ساعات في اتجاه الشرق.
من المعلوم أن السفر في اتجاه الغرب يمكن التأقلم عليه سريعا خصوصا إذا كان فارق التوقيت يزيد على ثمان ساعات، ولكن الاتجاه من الغرب إلى الشرق يصعب التأقلم عليه ويصيب الجسم بالإرهاق والوهن و يحتاج الإنسان إلى أكثر من سبعة أيام ليعود الجسم إلى حالته الطبيعية، ووفق المعطيات أعلاه كان من المفترض على المنتخب البحريني أن يذهب إلى مباراة الذهاب قبل المباراة بيوم واحد بدلا من الذهاب قبل المباراة بفترة كبيرة غير ضرورية، بل سببت أثرا عكسيا حيث تعود اللاعبون على توقيت تيرنيداد وقدموا أداء جيدا كان بإمكانهم تقديمه لو حضروا قبل المباراة بيوم واحد فقط، والمعضلة الكبرى حدثت عند عودة اللاعبين من الغرب البعيد إلى البحرين، بعد أن تعودوا على توقيت تحتاج فيه أجسامهم إلى أيام أكثر من الفارق بين المباراتين ليصبحوا قادرين على تقديم مستواهم الفني الكبير.
أما المنتخب الآخر، فلم يتأثر لاعبوه في كلا الحالتين، حيث إن معظم اللاعبين محترفون في أوروبا و فارق التوقيت في الاتجاهين لا يزيد على ثلاث ساعات ليس لها تأثير كبير على اللاعبين.
ولا أقول هذا الكلام بعد أن فقد البحرين التأهل إلى كأس العالم، ولكن هذه النقطة بالتحديد كانت محل نقاش جانبي جمعني مع محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي، ومجموعة من رجالات الاتحاد الآسيوي والعربي خلال نهائي بطولة آسيا للأندية في جدة، وكنت قد أشرت إلى الأخطاء في البرنامج التحضيري لمباراتي الذهاب والإياب للمنتخب البحريني.
والدرس البحريني يوضح بكل تأكيد أن العمل الإداري الاحترافي يكمل جهود الأجهزة الفنية والطبية واللاعبين. ولكن الدرس البحريني بلا شك كان باهظ الثمن. وفي السياق نفسه يجب الإشادة بتوجيه الرئيس العام بإرسال وفد من اتحاد الكرة لمؤازرة منتخب البحرين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي