مطالبة في غير محلها!!

أستغرب كثيرا من مطالبة بعض رؤساء وأعضاء اللجان العاملة في الاتحاد السعودي لكرة القدم الإعلاميين، الجماهير، والمهتمين بكرة القدم بإرسال مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم لتطوير الأنظمة واللوائح الخاصة باللعبة، ويزيد استغرابي عندما أشعر بأن هذا الطلب ليس لمجرد التسلية أو المداعبة بل تظهر الجدية على مثل هذه المطالب، وأسباب استغرابي أن الأنظمة واللوائح لا يكتبها ولا يصوغها إعلاميون، جماهير، وعاشقون لكرة القدم بل يكتبها متخصصون في مجال اللعبة وأصحاب الخبرة والممارسة، وبحكم ما أملكه من خبرة في هذا المجال فإنني أؤكد أن اللوائح التي تكتب بناء على نظام معين أي أن «النظام يصدر أولا ثم تتبعه اللوائح التفسيرية أو التنفيذية»، لا تحتاج إلى قانونيين، أو إعلاميين، أو جماهير وإنما هناك من لديه إلمام بصياغة اللوائح وهي في العادة أنظمة عالمية موجودة سواء في «فيفا» أو الاتحاد الآسيوي، ومن ثم تضاف إليها بعض المعطيات المحلية وفق متطلبات كل اتحاد محلي، والأنظمة في كرة القدم ليست أنظمة جنائية أو حقوقية باستثناء عقود المحترفين هي أنظمة بسيطة جداً وكأنها اتفاقيات ولذلك هي ليست من الأشياء الصعبة حتى نرى هذا الطرح الغريب العجيب في مطالبة الجميع دون استثناء حتى الذي يتمشى في «شارع النهضة» ممر المشاة في شرق الرياض بإمكانه المساهمة في كتابة لوائحنا! هذه الرؤية لا تعطي لأي اتحاد ولجانه هيبة وتقديراً واحتراماً.
تطوير الأنظمة يبنى على فلسفة ورؤية المسيرين للاتحاد المحلي للعبة واللوائح لا تخرج عن إطار لوائح «فيفا» وتعليماته ويضاف إليها بعض المتطلبات المحلية من خلال واقع المعايشة والخبرات المتراكمة، ولذلك مناداة كل من هب ودب لتقديم مقترحات لتطوير اللوائح أعتقد أنه نوع من الهروب من مواجهة واقع عدم قدرة الموجودين في اللجان على صياغتها وكتابتها وفقا للوائح الدولية والقارية، والأصح أن يقدم الاتحاد النظام واللوائح التفسيرية وعلى الأندية التنفيذ فقط حتى وإن كانت تحمل بعض الأخطاء التي يمكن مراجعتها وتعديلها كل عامين أو ثلاثة حسب النظام الأساسي.
جانب آخر في الموضوع وهو إن كان لدى أي شخص قدرة على كتابة مقترحات أو رؤية لتطوير اللائحة أو النظام أو غيره وقدمها إلى من طلبها هل سيذكر اسمه عليها؟ أم أنها ستصادر وتكتب باسم من عملوا على أخذها من أصحاب الرؤية والخبرة والفكر؟!
وأنا أعرف كثيراً ممن لديهم القدرة على تقديم ما يفيد في تطوير الأنظمة واللوائح، ولكنهم يحجمون عن تقديم ما يملكون كون بعضهم قد مر بتجارب حيث تؤخذ أفكاره وأطروحاته ويتم عرضها والأخذ بها دون ذكر اسمه، وهذا يجعل الكثيرين يعيدون النظر، وإن كنت في الأساس أتمنى أن لا يكون هناك أي أهمية لمثل هذه الأطروحات إذا كان الأساس قائماً على وضعية سليمة.
ومن هذا المنطلق أرى أهمية أن تكون هناك إدارة خاصة بالنظام الأساسي واللوائح التنفيذية في الاتحاد وأن تكون وفق الأسس والمعايير الدولية.
أطروحات
- يحتاج الاتحاد السعودي لكرة القدم لبناء جيل ثانٍ من المبدعين في مجال اللعبة في الجانب الإداري، جيلاً يعوض غياب عبد الله الدبل، وعبد الفتاح ناظر يرحمهما الله ويكون بديلاً في المستقبل للمبدع الدكتور صالح بن ناصر.
نحتاج إلى أسماء ذات «كاريزما» خاصة، والكاريزما في كرة القدم تكون بلغة استيعاب وفهم الأنظمة واللوائح وليس بالشكل أو الهرج والابتسامات.
- سيدي الأمير تركي بن سلطان المشرف العام على القناة الرياضية أرجو إعادة النظر فيمن يظهرون على شاشة الذهبية، فليس كل صحافي أو محرر يستطيع أن يقدم شيئاً أو يضيف للبرنامج أو يفيد المشاهد، وليس عيبا أن تكون بعض البرامج دون ضيوف من هذه الفئة، مهم جداً الاهتمام بهذه النقطة حتى لا تذهب جهودكم سدى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي