الوطن بخير ... ولكن 2 من 2
إن الحرب التي يخوضها أبناؤنا في جنوب هذا الوطن المقدس، تتطلب التنبيه على مسألة مهمة تتلخص في تذكير كل من يحمل نفسا عربيا، وتهمه أمته العربية، من حيث هي حامية للإسلام ولإرثها الحضاري العظيم، أن يحذر كل الحذر من أن يكون مطية من حيث لا يدري، لأعداء الأمة من الفرس الصفويين وأعوانهم ممن خانوا أمتهم وأوطانهم باسم الولاء الطائفي. فقد يرى الشخص ما لا يسره من أمور وتصرفات في وطنه، لكن عليه الحذر من الارتماء في أحضان الأعداء. فلو تذكرنا كيف هي أحوال إخواننا من عرب في الأهواز، التي تحوي غالبية البترول الإيراني، حيث لا تمثيل لهم في الدولة، ومناطقهم من أكثر المناطق تخلفا، وأدناها في الخدمات الأساسية الضرورية. لذا ينبغي الحذر من ادعاءاتهم المعسولة في مقاومة ما يسمونه الاستكبار العالمي، ومحاربة إسرائيل وأمريكا!، فهم (في واقع الأمر) من أكبر الحلفاء لأعداء الأمة، فهي يتآمرون على مصالح الأمة العربية في كل المواقع، ولا يزال العراق العربي الأصيل، من الأمثلة الحية على جرائم الصفويين وأحقادهم الفارسية، حيث أصبحت إيران مصدرا رئيسا لتوريد المخدرات والموبقات والفتن لبلاد الرافدين، ووصل بهم الحقد إلى تعطيش العراقيين، وحبس الماء عن الذهاب للشعب العراقي.
أمام واقع وخطورة التغلغل الإيراني الفارسي الصفوي في الجسد العربي، نود التأكيد على عدد من الحقائق:
1) لكي نغلق الأبواب على قبول دعوات التفرقة، باسم الطائفية، أو غيرها من دعوات الفرقة والاختلاف، ينبغي نشر العدل والمساواة بين فئات المجتمع كافة، ومناطق الوطن الواحد. كما يجب أن تتمتع أجهزة الدولة، بأعلى درجة من الشفافية في كل القضايا. هذا يحتاج منا، مواطنين ومسؤولين، وضوحا في المبدأ والقضاء على المحسوبية. لأن في العدل دوام الحكم، وبالعدل يحاسب كل مخطئ، على أي تجاوز، كبر أو صغر. في الوقت نفسه الذي نؤمن فيه من وجود الأخطاء، فإن ينبغي التذكير في أن العدل المطلق قيمة قد يستحيل تحققها.
2) من أجل زيادة التماسك الوطني، ينبغي الاعتناء والاهتمام بضعفاء المجتمع، من الفقراء وصغار الموظفين على وجه الخصوص، لأنهم الدعامة التي يقوم عليها أمن البلد واستقراره، وهم الشريحة الكبرى والمهمة، التي تأخذ على عاتقها الذود عن هذا البلد وحمايته. لذا، ينبغي أن يشعر المواطن الضعيف، أن هنالك تكافلا اجتماعيا يجعله متعلقا بهذا البلد، ومستعدا للتضحية في سبيله. فلا يمكن أن نتوقع من إنسان قد وضع على الهامش، أن يكون منتجاً غيوراً على بلده، فضلا عن أن يضحي بحياته من أجله.
3) إن أبناءنا وإخواننا المرابطين في جبهات القتال، بحاجة إلى الدعاء والمؤازرة المادية والمعنوية، من خلال التقليل من مظاهر الفرح الشعبي والرسمي، عبر الاهتمام بمناسبات (ترفيهية)، أو غيرها مما يشغلنا عن قضيتنا الكبرى وهي حماية وطننا والوقوف بكامل جوارحنا ومشاعرنا مع رجالنا على الثغور الجنوبية، الذين يصدون عدوا كارها لوطننا وديننا وطريقة حياتنا. يجب أن تكون قلوب كل أفراد المجتمع معهم. يأتي في مقدمة الدعم والمساندة، أن تبادر حكومتنا الرشيدة، بأن تجعل للضابط والجندي في جبهات القتال، راتبا إضافيا طوال فترة القتال، وأن تكون لأسرهم وأبنائهم أولوية في كل شيء على غيرهم، في التعليم والوظائف والتطبيب، على وجه أخص. كما ينبغي أن تخصص لجميع المرابطين مكافأة عند نهاية المواجهات. أما الشهيد المصطفى عند الله بأعلى الدرجات، فهو أحق من يكرم، وتتعهد جهة مخصصة للعناية بأسرته وأبنائه، حتى يعتمدوا على أنفسهم.
4) مسألة أخيرة، وهي دعوة موجهة لبعض الكتاب الصحافيين، والسياسيين، في كل عالمنا العربي والخليجي على وجه الخصوص، أن يبتعدوا عن تصفية الحسابات وافتعال الخصومات مع من لا يتفقون معهم، من أجل توحيد الصف العربي أمام العدو الخارجي. وأن نعمل على تفعيل القواسم المشتركة التي ترفع درجة المقاومة والصمود. وألا نؤكل كما أكل الثور الأسود.