كأس العالم .. 2014
تقدم الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بالاعتذار لجمهور عشاق كرة القدم السعودية لعدم تأهل المملكة إلى كأس العالم حيث لم يقدم الأخضر المستوى المطلوب، وبالتأكيد نشاطر جميعنا سموه أسفه لإخفاق منتخب المملكة في التأهل إلى كأس العالم ونشكره على هذا الاعتذار. وبصراحة لا أستطيع أن الكتابة عن الرياضة والرئاسة العامة لرعاية الشباب لوجود، ولله الحمد، كثير من الخبراء الوطنيين من مدربين وأساتذة وكتاب متخصصين ولاعبين سابقين، أسمع لبعضهم على القناة الرياضية السعودية وغيرها من القنوات، ولكن أعتذر للقراء لأن ما دفعني للكتابة هو حزني العميق لما وصل إليه مستوى منتخب كرة القدم في السنوات الأخيرة، وهي ليست خسارة مباراة أو اثنتين، ولكن عدم وجود منتخب كفء، وحزني اليوم أكبر من حزني بعد دورة كأس العالم السابقة وخسارتنا أمام ألمانيا خسارة أثبتت فشل خططنا قصيرة وطويلة الأمد .
ولقد قامت الدنيا ولم تقعد بعد تلك الهزيمة المشينة وشكلت لجنة، على ما أذكر، برئاسة الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، طيب الله ثراه، ومشاركة كثير من الخبراء وعلى رأسهم الأمير سلطان بن فهد، ولكن لم أقرأ عن الدراسات التي أعدت أو الاقتراحات التي قدمت، وتوقعت مثل غيري أن يكون هناك تغيير جذري فيما كنا نتبعه في خططنا وقيادتنا وطريقة إعداد المنتخب وتدريبه وتجهيز اللاعبين وتنميتهم من المدارس والحواري والأحياء والنوادي الرياضية لكرة القدم مثل بقية العالم، وكان هناك صمت غريب توقعنا بعده نتائج متدرجة ترفع من مستوى منتخبنا الوطني لكرة القدم ولكن للأسف إعلام الرئاسة قوي ويركز على المقابلات والزيارات وكأنه يهمنا وينقلنا من مرحلة إلى أخرى بالأمل إلى أن ثبتت الحقيقة وأننا ضعنا وما لدينا ''لا يودي ولا يجيب''.
طبعا الحل الدائم الذي تعودنا عليه من الرئاسة هو استبدال المدرب سواء وطنيا أو أجنبيا أو استبدال بعض اللاعبين القدامى الذين كانوا عبئا على المنتخب وكانوا فيه لما يراه زيد أو ما يطالب به عبيد، وهذه الحلول أصبحت قديمة ولا تصلح لهذه المرحلة.
هل لنا الحق أن نقترح تغيير آلية العمل في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكل من له علاقة بالمنتخب ومن في المنتخب! طبعا ممكن ولكن هل هذا هو الحل؟ أنا لا أعتقد ذلك وفي رأيي أن الأمير سلطان بن فهد فعلا يبذل جهده في القيام بالمسؤوليات المنوطة به في منصبه، وأعلم أيضا أنه من أكبر الخبراء في شؤون الرياضة والشباب، لذلك أقترح على سموه أن يبدأ من الصفر للتجهيز لكأس العالم 2014، ويهمنا بناء منتخب لا يقل عدده عن 60 لاعبا قادرا على أن يبيض وجوهنا ويخفف حزننا.
وتكرم الأمير نواف بن فيصل حينما صرح بأنه أول من يتحمل مسؤولية خروج المنتخب من التصفيات والأمير خلوق وكريم، لذلك من العدل ألا نوافقه في تحمل المسؤولية, فالقضية وطنية, لذا نرجو أن تكون جهودنا على مستوى التطلعات وثمة خطوة إيجابية, رغم بعض التحفظ عليها, وهو ما أعلن عن تكليف الأمير سلطان بن فهد، لنائبه بدراسة الأسباب التي أدت إلى تراجع المستويات الفنية للمنتخب، وهذا قرار لعله يفعّل بحيث يعمل الرئيس ونائبه وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم على معرفة أسباب تدني مستوى المنتخب، وهل هي مسببات فنية فقط أم أسباب متنوعة من قيادة وإدارة وتخطيط طويل الأمد وغيره؟
علينا دراسة الطرق والخطط والوسائل القديمة التي استخدمناها حتى نرى هل نلغيها أم نبدأ بخطط عملية يشارك فيها خبراء من أنحاء العالم وخبراء وطنيون يضعون خطة لبناء منتخب قوي الأفراد ولا ينظرون لمن يخرج من المنتخب من اللاعبين الموجودين والمخضرمين نجوم الأندية، بل من ندخل في المنتخب من لاعبين نجهزهم للمنافسات الدولية القادمة.
وأقترح أيضا على الأمير سلطان بن فهد إشراك خبراء من خارج الاتحاد للعمل مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد كرة القدم السعودي.
لا يمكننا أن نعيش بالأعذار والحزن بين كأس وآخر أو بطولة دولية وأخرى، فإن الدولة لم تقصر مع الرئاسة في ميزانياتها، ولو جمعنا ما صرفته الدولة على الرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ 30 عاما لوجدنا أن هناك آلاف الملايين التي صرفتها الدولة حتى في أحلك الأوقات عندما لم تكن السيولة متوافرة لميزانيات جهات حكومية أخرى، ولكن استمر الدعم الحكومي دون تقصير وكذلك الدعم المعنوي من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - طيب الله ثراه - وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وجميع القيادات العليا من ولاة أمورنا، لذلك نرى أنه لا عذر للرئاسة العامة لرعاية الشباب في هذا الإخفاق المتكرر من بطولة إلى أخرى، وأهم من البطولات أين منتخبنا الوطني الذي يرعب الخصم مع وجود أندية سعودية لكرة القدم تنافس أفضل الفرق العالمية!
ينبغي إعادة دراسة بنود الصرف في الرئاسة وتحويل بعض المخصصات إلى مساعدات الفرق الصغيرة وفرق الحواري والأحياء والمدارس، فمنها تنبت المواهب، واسألوا ألمانيا والبرازيل .
إنني أرجو من الأمير سلطان أن يتفهم حزننا وغضبنا، ومع تقديرنا لاعتذاره, نؤكد أيضا أننا لا نستفيد من لوم أي طرف لآخر, لأننا نريد خططا بديلة جذرية بعيدة عما كانت تقوم به الرئاسة لنبني منتخبا نفتخر به لكفاءة لاعبيه وسرعتهم ولياقتهم وقوتهم البدنية ومهاراتهم التي ينافسون بها الشباب الصاعد من الفرق العالمية مثل البرازيل وأستراليا والأرجنتين .
وفي الختام وعلى أية حال، فإنني أشكر سموهما وكل لاعب ومسؤول قدم ما يقدر عليه, وهم أشد حزنا وغضبا منا نحن المواطنين فقد حاولوا بصدق، ولكن (أتت على غير ما تمنينا)، وصدق الله العظيم (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).. لنستفيد من هذا الإخفاق ونعطي أنفسنا فرصة لإعادة التقييم والتخلص ممن لا فائدة منهم, لأنهم لن يعطوا أكثر مما أعطوا والمملكة، ولله الحمد، مليئة بالخبراء الوطنيين وعلى الرئاسة أن تسمع منهم وتنفذ اقتراحاتهم، وكذلك مليئة باللاعبين الذين على سموه أن يجندهم للمنتخب وأن تنشر الرئاسة خططها الجديدة، وماذا ستتبع ليطمئن المواطن على منتخبه الجديد، و''خيرها في غيرها''، وإن شاء الله يطول في أعمارنا لنرى منتخبنا السعودي يلعب في دور الأربعة في كأس عام 2014 .