ثروات أغنياء أمريكا الشمالية تستفيد من ارتفاع الأسهم .. والعدد يتقلص في أوروبا
في أمريكا الشمالية أسهم ارتفاع أسواق الأسهم الأمريكية في نمو ثروات الأغنياء خلال العام الماضي، بحسب تقرير صادر عن معهد كابجيميني للأبحاث.
لكن تسببت حالة عدم الاستقرار المالي، وضغوط العملة، وتباطؤ الأسواق في تقليص عدد أثرياء أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
بحسب مجلة "بارونز"، ارتفع عدد من يملكون ما لا يقل عن مليون دولار أمريكي من الأصول القابلة للاستثمار في أمريكا الشمالية 7.3% ليصل عددهم 8.4 مليون شخص العام الماضي، ارتفاعًا من 7.9 مليون في 2023.
ومع صعود مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 23%، نمت ثروة هؤلاء الأثرياء 8.9% لتبلغ ما يقارب 30 تريليون دولار، بعد أن كانت 27.5 تريليون دولار العام السابق، وفقًا للنسخة الـ29 من تقرير الثروة العالمي الصادر عن كابجيميني.
أما خارج أمريكا الشمالية فقد كان نمو الثروات أبطأ. ارتفع عدد الأثرياء عالميًا 2.6% فقط العام الماضي ليصل إلى 23.4 مليون، بزيادة قدرها 5.1% عن عددهم في العام السابق.
فيما نمت ثروة أغنى أغنياء العالم 4.2% لتصل إلى 90.5 تريليون دولار العام الماضي، مقارنةً بـ86.8 تريليون دولار العام السابق.
وكان جزء كبير من هذه الزيادة من نصيب فاحشي الثراء - أي من يملكون أصولًا قابلة للاستثمار لا تقل عن 30 مليون دولار - الذين زادت أصولهم 6.3%، وارتفع عددهم 6.2% ليصبح 234 ألفًا. لا تمثل هذه المجموعة النخبوية سوى 1% من إجمالي الأثرياء، لكنها تمتلك 34% من إجمالي الثروة.
ويعزى هذا النمو القوي إلى قدرة فاحشي الثروات على الاستثمار في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في أسواقهم المحلية، بحسب كارتيك راماكريشنان، الرئيس التنفيذي لوحدة الأعمال الإستراتيجية للخدمات المالية في كابجيميني.
أما أصحاب الأصول التي تراوح بين مليون و5 ملايين دولار، فيميلون إلى تركيز استثماراتهم محليًا. ووفقًا للتقرير، تفضل هذه الفئة استثمارات أكثر أمانًا وأقل عائدًا العام الماضي، مثل الدخل الثابت والعقارات. هذا التوجه المحافظ لم يرفع أعدادهم سوى 2.4%، بينما في 2023، كانوا هم الفئة الأسرع نموًا، حيث ازدادوا 5.4%.
تتجلى آثار التركيز على الأسواق المحلية في أوروبا، حيث ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 5.9% فقط في 2024. ولم يحققوا مستوى مكاسب الثروة التي حققها نظراؤهم في أمريكا، حيث ارتفعت ثرواتهم 0.7% لتصل إلى 19 تريليون دولار في 2024، فيما انخفض عدد أثرياء أوروبا 2.1% ليصل إلى 5.7 مليون.
على الصعيد العالمي، يخصص الأثرياء 22% من استثماراتهم للأسهم (بزيادة نقطة مئوية واحدة عن العام السابق)، و19% للعقارات (كما في 2023)، و18% للدخل الثابت (بانخفاض نقطتين مئويتين).
ويُشير راماكريشنان إلى أن أكبر تخصيص كان 26% للسيولة النقدية، لكن من المرجح أن ذلك بسبب أن الاستطلاع أجري في يناير، حيث يستعد المستثمرون لتوزيع أصولهم خلال العام.
ومن اللافت أن أغنى الأثرياء يمتلكون 15% من أصولهم في استثمارات بديلة. ومع أنه المستوى نفسه المسجل في 2023، إلا أن الاستطلاع كشف عن اهتمام متزايد بمثل هذه الاستثمارات، مثل الأسهم الخاصة والائتمان الخاص.
كما تُظهر البيانات أن المستثمرين الشباب أكثر توجها نحو الاستثمارات البديلة. فقد وجد الاستطلاع أن جيل الألفية (28 -43 عامًا) يخصصون 17% من أصولهم في هذا القطاع، بينما يمتلك مستثمرو الجيل زد (12 -27 عامًا) 16%، مقارنةً بتخصيصات قدرها 14% لكل من جيل طفرة المواليد (60 عامًا فأكثر) وجيل إكس (44 -59 عامًا).
هذا التوجه طبيعي، فمن المنطقي أنه كلما اكتسب المستثمر خبرة بدأ يدرك الفرص في الأسواق الخاصة - ولا سيما مع تفضيل عدد متزايد من الشركات البقاء خاصة، كما تقول كريس بيترلي، الرئيسة لقسم "سيتي ويلث آت وورك" العالمي.
ومن الجدير أن تجرى دراسة على نمط استثمار الأثرياء بين الأجيال، ولا سيما في ظل انتقال الثروات السريع من الأجيال الأكبر إلى الأصغر. فبحسب التقرير، يتوقع 30% الحصول على ميراث بحلول نهاية 2030، و63% بحلول نهاية 2035، و84% بحلول 2040. وصرّح بنك يو بي إس أن هذا الانتقال الكبير للثروة سيبلغ إجماليه 83.5 تريليون دولار بحلول 2048.