بريطانيا: عدم قيام إسرائيل بخطوات حيوية سيدفعنا إلى الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر

بريطانيا: عدم قيام إسرائيل بخطوات حيوية سيدفعنا إلى الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر
تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار من شأنه الاعتراف بفلسطين كدولة مؤهلة للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، نيويورك، الولايات المتحدة، 10 مايو 2024. رويترز

أعلنت بريطانيا وفرنسا عن خطط للاعتراف بدولة فلسطين بشكل رسمي في سبتمبر المقبل، مع إطلاق دعوات مكثفة لتحقيق حل الدولتين كوسيلة لتحقيق السلام في المنطقة.

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر شدد على أن الاعتراف البريطاني سيكون مرهونا باتخاذ إسرائيل "خطوات حيوية" في غزة، مثل الموافقة على وقف إطلاق النار، وقال: "قلت دائما إننا سنعترف بدولة فلسطينية كمساهمة في عملية سلام فعلية في لحظة يكون لحل الدولتين أكبر تأثير ممكن"، مضيفا: "مع تعرض هذا الحل راهنا للخطر، حان وقت التحرك".

من جانبه صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مؤتمر دولي في الأمم المتحدة بضرورة إقامة دولتين لتمكين الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش بسلام وأمان، المؤتمر الذي ترأسته كل من فرنسا والسعودية يسعى لإحياء عملية السلام، ويأمل في إقناع دول كبرى، مثل بريطانيا، لاتخاذ خطوات مماثلة.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي قائلا: "إن حلا سياسيا يقضي بقيام دولتين هو وحده القادر على الاستجابة للتطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش بسلام وأمان لا بديل من ذلك".

السعودية رحّبت بإعلان فرنسا أنها ستعترف بدولة فلسطين، معتبرة هذا القرار التاريخي يؤكد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وأعلنت وزارة الخارجية السعودية على منصة إكس ترحيب الرياض بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين، مشيدة بالقرار الذي يؤكد توافق المجتمع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وجدّدت السعودية دعوتها لبقية الدول التي لم تعترف بعد، لاتخاذ مثل هذه الخطوات الإيجابية والمواقف الجادة الداعمة للسلام وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في افتتاح المؤتمر إن الدولة الفلسطينية المستقلة هي مفتاح السلام الحقيقي في المنطقة.

من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "وصلنا إلى نقطة الانهيار"، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، لافتا إلى أن هذا الحل بات أبعد من أي وقت مضى، وتابع جوتيريش: "إن الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة غير قانوني ويجب أن يتوقف، والتدمير الشامل لغزة لا يحتمل ويجب أن يتوقف"، منددا بالإجراءات الأحادية التي من شأنها أن تقوض حل الدولتين إلى الأبد.

في الجهة المقابلة، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن بلاده لن تعترف بدولة فلسطينية في الوقت الحالي، مشيرا إلى أهمية تحسين الوضع الإنساني في غزة كخطوة أولى، وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحفي مشترك مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مقر المستشارية في برلين، طالب ميرتس إسرائيل "بتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة بسرعة وحزم"، وأضاف: "أود أيضا أن أؤكد صراحة أنه يجب ألا تكون هناك عمليات طرد أخرى، ولا أي خطوات أخرى نحو ضم الضفة الغربية".

وذكر ميرتس أن طائرتين ألمانيتين ستنقلان مساعدات من الأردن لإسقاطها جوا في غزة بدءا من يوم الأربعاء، واصفا ذلك بأنه إشارة بسيطة لكنها مهمة، وأضاف ميرتس: "بينما نقف هنا، هناك حاليا طائرتان إيه400إم إيرباص للنقل العسكري في طريقهما إلى الأردن، حيث سيتم تجهيزهما وإعادة تزويدهما بالوقود حتى تتمكنا من تنفيذ المهام ذات الصلة بدءا من مطلع الأسبوع على أقصى تقدير، بل وربما غدا".

من ناحيته قال العاهل الأردني: "يجب أن تتوقف حرب إسرائيل على غزة، لقد وصلت الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة إلى مستويات لا توصف، أثارت صور الأطفال الذين يتضورون جوعا في غزة غضب الناس حول العالم، السماح باستمرار هذا الوضع وصمة عار على إنسانيتنا جميعا".

يرزح قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، تحت وطأة حصار محكم تفرضه إسرائيل منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر 2023.

وأعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "IPC"، المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الذي وضعته الأمم المتحدة، الثلاثاء أن أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن في قطاع غزة، وذلك بعدما حذّرت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية في الأيام الأخيرة من خطر انتشار المجاعة.

الأحد استؤنف إلقاء المساعدات من الجو في غزة فيما أعلنت إسرائيل تعليقا تكتيكيا يوميا محدودا لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بعض مناطق القطاع، والإثنين اعلن المستشار الالماني فريدريش ميرتس أن بلاده ستقيم مع الأردن جسرا جويا للمساعدات الإنسانية مع قطاع غزة، مشيرا إلى أن فرنسا والمملكة المتحدة مستعدتان للانضمام إلى المبادرة.

من جهته قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي لم يتطرّق إلى الآن بإسهاب إلى الكارثة الإنسانية في غزة الإثنين: "إن هناك مؤشرات إلى مجاعة حقيقية في قطاع غزة"، معلنا أن واشنطن ستُنشئ مراكز لتوزيع الطعام.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى: "نحن جميعا مدعوون أكثر من أي وقت مضى للتحرك"، داعيا إلى نشر قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني.

وبحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس مدعوما بعمليات تثبّت، فإن ما لا يقل عن 142 دولة من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة باتت تعترف بدولة فلسطين المعلنة ذاتيا عام 1988.

يذكر أنه في عام 1947، نصّ قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقسيم فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني إلى دولتين مستقلتين، واحدة يهودية والأخرى عربية، وفي السنة التالية أُعلن قيام دولة إسرائيل.

الأكثر قراءة