السعودية تقود نمو الطلب على متخصصي إدارة المشاريع في المنطقة لتحقيق مستهدفات الرؤية
أصبحت السعودية مرشحة لتسجيل أعلى معدل نمو في الطلب على متخصصي إدارة المشاريع في المنطقة، بـ45.9%، في ضوء الجهود لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني، بحسب تقرير فجوة المواهب الصادر عن المعهد الأمريكي لإدارة المشاريع (PMI).
وفيما يحتاج العالم إلى نحو 30 مليون متخصص جديد في إدارة المشاريع بحلول 2035، و1.8 مليون متخصص في الشرق الأوسط، من المتوقع أن تحتاج السعودية إلى نحو 438 ألف متخصص في إدارة المشاريع بحلول 2035 لسد حاجتها من هذه المواهب ودعم تنفيذ مشاريعها التطويرية الكبرى.
وأكد التقرير الحاجة الملحة إلى الكوادر المتخصصة في إدارة المشاريع تأتي مع انتقال العالم إلى عصر يتسم بضبابية المشهد الاقتصادي والاضطرابات والتحولات الرقمية.
حاجة السعودية لمتخصصي إدارة المشاريع أمر طبيعي في ضوء جهودها المتسارعة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني.
يقول هاني الشاذلي، المدير التنفيذي لمعهد إدارة المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "تقف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أعتاب تحول غير مسبوق تقوده الأجندات الوطنية الطموحة وعدد من أكثر المشاريع الضخمة طموحاً على مستوى العالم، وهو ما سيجعل المنطقة بحاجة إلى نحو 1.8 مليون متخصص في إدارة المشاريع بحلول عام 2035".
وأضاف "نلتزم في معهد إدارة المشاريع بتزويد الأفراد والمؤسسات بالمهارات اللازمة لتنفيذ مشاريع عالية التأثير وتواكب المستقبل، وذلك من خلال الارتقاء بالمواهب المحلية، وتبني الابتكار، وتمكين النجاح الإستراتيجي على المدى الطويل، إذ نهدف بذلك إلى مساعدة المنطقة على تحقيق أهدافها الطموحة وإرساء معيار عالمي في التنمية المستدامة والتميز".
عدد متخصصي إدارة المشاريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يبلغ حاليا نحو 1.3 مليون متخصص، أي أن تنامي الطلب عليهم سيوجد فجوة تصل إلى 600 ألف متخصص، وتضم القوى العاملة العالمية اليوم نحو 40 مليون متخصص في إدارة المشاريع، في حين يصل عدد مطوري البرمجيات إلى نحو 25 مليونا وكوادر التمريض إلى نحو 30 مليونا، وهو ما يظهر انتشار مهنة إدارة المشاريع وأهميتها.
وتتماشى توقعات تقرير معهد إدارة المشاريع مع تقرير مستقبل الوظائف 2025 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يؤكد أهمية منصب مدير المشاريع كمحفز رئيسي لنمو صافي عدد الوظائف بحلول عام 2030، ويصنف هذه المهنة في المرتبة الـ 12 ضمن قائمة أسرع الوظائف نمواً على مستوى العالم.
ويشير التقرير إلى أن الأسواق عالية النمو تشهد تحولات سريعة مدفوعة باحتياجات عديدة ملحة تراوح من توسيع البنية التحتية إلى تسريع مسار الرقمنة، ما يعزز بدوره أهمية كفاءات إدارة المشاريع في ترجمة الطموحات المعقدة إلى نتائج ملموسة. وفي المقابل، تواجه الاقتصادات المتقدمة تحديات متزايدة مع تقاعد متخصصي إدارة المشاريع المتمرسين، وعجز نماذج تنفيذ المشاريع عن مواكبة التطور في متطلبات الأعمال. وبالتالي، فإن المؤسسات التي تستثمر اليوم في مواهب إدارة المشاريع الحديثة سترجح الكفة لمصلحتها في المستقبل.