قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين .. لا اتفاق قبل التوصل إلى اتفاق

قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين .. لا اتفاق قبل التوصل إلى اتفاق

قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين .. لا اتفاق قبل التوصل إلى اتفاق
ترمب وبوتين خلال المؤتمر الصحافي عقب اجتماعهمها الذي استمر أكثر من ساعتين ونصف الساعة. "إ.ب.أ"

لم تسفر القمة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة عن أي اتفاق للتوصل لحل بشأن الحرب في أوكرانيا أو وقفها، على الرغم من أن الزعيمين وصفا المحادثات بأنها مثمرة.

وخلال ظهور موجز أمام وسائل الإعلام عقب الاجتماع الذي استمر قرابة ثلاث ساعات في ألاسكا، قال الزعيمان إنهما أحرزا تقدما في قضايا غير محددة. لكنهما لم يقدما أي تفاصيل ولم يتلقيا أي أسئلة.

وقال ترمب، وهو يقف أمام خلفية مكتوب عليها (السعي لتحقيق السلام)، "لقد أحرزنا بعض التقدم". وأضاف "لا يوجد اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق".

ولم تسفر المحادثات مبدئيا على ما يبدو عن خطوات ملموسة نحو وقف إطلاق النار في الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ 80 عاما، وهو الهدف الذي حدده ترمب قبل القمة.

ترمب أعلن في المؤتمر الصحافي، "لا اتفاق قبل التوصل إلى اتفاق". وأضاف: "لقد اتفقنا على العديد من النقاط. لا تزال هناك أمور عالقة في طريقها إلى الحل".

من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن لقاؤه مع ترمب كان في بيئة بناءة من الاحترام المتبادل، واصفاً المحادثات بأنها "مفيدة"، واستفاض في الحديث عن العلاقات بين البلدين.

بوتين أثنى كثيراً على نظيره الأمريكي وتلا تصريحاً مطولاً مكتوب في ورقة قال فيه: "نحن جيران وبيننا فقط مسافة أربع كيلومترات، نحن قريبون جداً من بعضنا البعض". وأشار إلى أن "القمة تأتي بعد أن وصلت علاقاتنا مع أمريكا إلى أدنى مستوى".

وأكد أنه "مقتنع بأن التوصل إلى حل مستدام بشأن أوكرانيا يحتاج محو كل جذور هذا النزاع". دون أن يقدم أي تفاصيل بخصوص ما تم الاتفاق بشأنه بخصوص أوكرانيا.

زيادة التعاون التجاري بين البلدين
بوتين أشار إلى أن الشراكة الاستثمارية بين أمريكا وروسيا تحمل الكثير من الإمكانيات.

تحدث بوتين عن إمكانية زيادة التعاون التجاري بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون في القطب الشمالي واستكشاف الفضاء، حيث قال: "أمريكا وروسيا باستثماراتهما وشركاتهما لديهما إمكانيات هائلة في التجارة والرقمنة والتكنولوجيا المتقدمة واستكشاف الفضاء، والتعاون في القطب الشمالي أيضاً ممكن جداً".

وقال بوتين إنه من المهم للبلدين "طي الصفحة والعودة إلى التعاون". كما اختتم كلمته بالإشارة باللغة الإنجليزية إلى أن المحادثة القادمة مع ترمب يجب أن تُعقد في موسكو، وهو اقتراح لم يرفضه ترمب الذي وصف الأمر بالعرض الجيد.

قمة لأكثر من ساعتين ونصف
امتدت قمة ترمب وبوتين بشأن إلى أكثر من ساعتين ونصف يوم الجمعة في ألاسكا وهي أطول لقاء شخصي بينهما، حيث يسعى الرئيسان إلى إيجاد طريقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا التي بدأت عام 2022.

وتُعد ألاسكا القمة الأولى بين الزعيمين منذ 7 أعوام، وقد شدت أنظار العالم لما قد تسفر عنه لإنهاء الحرب في أوكرانيا - وهو أحد أهم أهداف سياسة ترمب الخارجية، وهو أمرٌ لطالما صور نفسه على أنه الزعيم الوحيد القادر على تحقيقه.

وقد بدأ الاجتماع بين الزعيمين بمشهد مُرتب بدقة، شهد استقبال الرئيس الأمريكي لبوتين على الأراضي الأمريكية على بساط أحمر، في أول لقاء مباشر لهما خلال فترة ترمب الثانية، وأول زيارة للزعيم الروسي للولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد.

وفي أعقاب القمة، اقترح ترمب خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز أن يتم الآن عقد اجتماع بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقد يحضره هو أيضا. ولم يقدم مزيدا من التفاصيل حول الجهة المنظمة للاجتماع أو موعده.

ولم يشر بوتين إلى لقاء زيلينسكي عندما تحدث إلى الصحفيين في وقت سابق. وقال إنه يتوقع من أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين قبول نتائج المفاوضات الأمريكية الروسية بشكل بناء وعدم محاولة "عرقلة التقدم الناشئ".

كما كرر موقف موسكو الذي لطالما كررته بأن ما تقول روسيا إنه "الأسباب الجذرية" للصراع يجب القضاء عليها للتوصل إلى سلام طويل الأمد، في إشارة إلى أنه لا يزال يقاوم وقف إطلاق النار.

ولا يوجد أي رد فعل حتى الآن من كييف على القمة، وهو أول لقاء بين بوتين ورئيس أمريكي منذ بدء الحرب.

تسليم أراض لموسكو
استبعد زيلينسكي تسليم أوكرانيا رسميا أي أراض لموسكو، كما يسعى إلى الحصول على ضمانة أمنية مدعومة من الولايات المتحدة. وقال ترمب إنه سيتصل بزيلينسكي وقادة حلف شمال الأطلسي لإطلاعهم على آخر المستجدات بشأن محادثات ألاسكا.

وبينما كان الزعيمان يتحدثان، كانت الحرب مستعرة، حيث كانت معظم المناطق الأوكرانية الشرقية تحت إنذارات الغارات الجوية. وأفاد حاكما منطقتي روستوف وبريانسك الروسيتين بأن بعض أراضيهما تتعرض لهجمات من الطائرات الأوكرانية المسيرة.

وتناقضت النهاية المخيبة للتوقعات التي انتهت بها القمة التي حظيت بمتابعة عن كثب على نحو صارخ مع الفخامة والأجواء التي بدأت بها. فعندما وصل بوتين إلى قاعدة تابعة للقوات الجوية في ألاسكا، كان بانتظاره بساط أحمر حيث استقبله ترامب بحرارة بينما كانت المقاتلات الأمريكية تحلق في سماء المنطقة.

وفي اليوم السابق للقمة، طرح بوتين احتمال وجود شيء يريده ترمب، اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة النووية لتحل محل آخر اتفاقية قائمة من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في فبراير. ولم يتضح ما إذا كانت هذه المسألة قد نوقشت الجمعة.

الأكثر قراءة