ترمب وبوتين في قمة ألاسكا .. رهانات عالية في محادثات الـ 7 ساعات
ترمب وبوتين في قمة ألاسكا .. رهانات عالية في محادثات الـ 7 ساعات
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اليوم الجمعة إلى ألاسكا لعقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تنطوي على رهانات عالية، بعدما قال إنه يريد أن يتم التوصل "اليوم" إلى وقف لإطلاق النار في حرب أوكرانيا.
وأثناء صعوده على متن الطائرة الرئاسية، سعى ترمب إلى تهدئة المخاوف، موضحا أنه سيترك لأوكرانيا اتخاذ قرار بشأن أي تبادل محتمل للأراضي: وقال: "لست هنا للتفاوض نيابة عن أوكرانيا، بل كي أجعلهم يجلسون إلى طاولة المفاوضات".
وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة ردا على سؤال حول ما سيجعل الاجتماع ناجحا: "أريد أن أرى وقفا سريعا لإطلاق النار.. لن أكون سعيدا إذا لم نتوصل لذلك اليوم".
وأستقبل ترمب بوتين لدى وصوله اليوم إلى قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون المشتركة في أنكوريج بولاية ألاسكا. وبعد ذلك سيعقد الرئيسان اجتماعا الساعة 11 صباحا بالتوقيت المحلي (1900 بتوقيت جرينتش) داخل قاعدة جوية تعود إلى حقبة الحرب الباردة وتقع في أكبر مدينة بولاية ألاسكا، وستكون هذه أول محادثات مباشرة لهما منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وأول لقاء بين رئيسين أمريكي وروسي منذ الحرب الأوكرانية في 2022.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن وزير الخارجية ماركو روبيو ومبعوث الرئيس الخاص ستيف ويتكوف، سينضمان إلى ترمب في اجتماعه مع بوتين.
وأضافت ليفيت أن اجتماعا لاحقا سيضم أيضا وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.
يضغط ترمب من أجل التوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة منذ ثلاثة أعوام ونصف، والتي من شأنها أن تعزز وضعه باعتباره صانع سلام عالمي جدير بجائزة نوبل للسلام.
وبالنسبة لبوتين، تعد القمة بالفعل انتصارا كبيرا، إذ يمكنه استخدامها دليلا للتأكيد على أن المحاولات الغربية لعزل روسيا لم تؤت ثمارها، وأن موسكو استعادت مكانتها اللائقة على رأس الدبلوماسية الدولية.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن المبعوث الروسي الخاص كيريل دميترييف وصف الأجواء التي تسبق القمة بأنها تميل للصدام، وقال إن الزعيمين سيناقشان إلى جانب ملف أوكرانيا العلاقات الثنائية بوجه عام.
وأمس الخميس أقر ترمب، الذي قال في وقت سابق إنه سينهي الحرب الروسية في أوكرانيا خلال 24 ساعة، أن الصراع اتضح أنه أصعب مما كان يعتقد. وقال إنه إذا سارت محادثاته مع بوتين على ما يرام، فإن الإسراع في عقد قمة ثلاثية لاحقة تضم زيلينسكي سيكون أكثر أهمية من لقائه مع بوتين.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن من الممكن عقد اجتماع ثلاثي في وقت لاحق إذا أسفرت محادثات ألاسكا عن نتائج، وذكر بيسكوف أيضا أن المحادثات بين بوتين وترمب قد تستمر من 6 إلى 7 ساعات، وأن مساعدي الرئيسين سيشاركون في الاجتماعات، التي كان من المتوقع أن تكون بين الرئيسين فقط.
وكتب زيلينسكي عبر تطبيق تيليجرام للمراسلة اليوم الجمعة: "حان الوقت لإنهاء الحرب، وعلى روسيا اتخاذ الخطوات اللازمة، نحن نعتمد على أمريكا"، مضيفا أن لقاء ترمب وبوتين من شأنه أن يفتح الطريق أمام سلام عادل، بما في ذلك إجراء محادثات ثلاثية.
رجل ذكي
قال الكرملين إن ترمب سيستقبل بوتين لدى هبوط طائرته.
وقال ترمب عن بوتين "إنه رجل ذكي، وهو يفعل ذلك منذ وقت طويل، ولكن أنا أيضا.. نحن على وفاق، وهناك قدر جيد من الاحترام بيننا". ورحب أيضا بقرار بوتين إحضار عدد كبير من رجال الأعمال معه إلى ألاسكا. وأضاف: "لكنهم لن يقوموا بأعمال تجارية قبل أن ننتهي من الحرب"، مكررا تهديده بعواقب اقتصادية وخيمة على روسيا إذا سارت القمة بشكل سيء.
وقال مصدر مقرب من الكرملين إن هناك دلائل على أن موسكو قد تكون مستعدة للتوصل إلى تسوية بشأن أوكرانيا نظرا لإدراك بوتين لمشاكل روسيا الاقتصادية وتكاليف استمرار الحرب.
وكانت رويترز قد ذكرت في وقت سابق أن بوتين قد يكون مستعدا لتجميد الصراع على طول خطوط المواجهة، شريطة أن يكون هناك تعهد ملزم قانونا بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي شرقا ورفع بعض العقوبات الغربية.
وروسيا، التي ظهرت علامات الإنهاك على اقتصادها، مُعرضة لعقوبات أمريكية إضافية وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الخام الروسي وخاصة الصين والهند.
وقال المصدر الروسي: "بالنسبة لبوتين، المشاكل الاقتصادية تأتي في المرتبة الثانية بعد الأهداف، لكنه يدرك هشاشة وضعنا الاقتصادي والتكاليف التي نتكبدها".
وفي اليوم السابق للقمة، ألمح بوتين إلى احتمال إنجاز شيء آخر يعرف أن ترمب يرغب فيه وهو إبرام اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة النووية لتحل محل الاتفاقية الوحيدة المتبقية بين الجانبين والمقرر أن ينتهي سريانها في فبراير.
أرضية مشتركة؟
قال المصدر المطلع على طريقة تفكير الكرملين إن الجانبين توصلا فيما يبدو إلى أرضية مشتركة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع: "يبدو أنه سيتم الاتفاق على بعض الشروط لأنه لا يمكن رفض مطالب ترمب، ولسنا في وضع يسمح لنا بالرفض"، في إشارة إلى ضغط العقوبات.
وحتى الآن يتمسك بوتين بشروط صارمة لوقف كامل لإطلاق النار رغم انفتاحه على الأمر، لكن التوصل إلى هدنة في الحرب الجوية قد يكون أحد الحلول الوسط.
واستبعد زيلينسكي التنازل رسميا عن أي أراض لموسكو. ويسعى للحصول على ضمان أمني تدعمه واشنطن. ومن غير الواضح كيف يمكن تطبيق هذا الضمان.