تنشد عن الحال؟.. هذا هو الحال!

أصيبت الجماهير السعودية بخيبة أمل ليست كبيرة بعد الفشل في التأهل لكأس العالم المقبلة عطفا على الأداء الضعيف للمنتخب طيلة مباريات التصفيات، فقد اللاعبون التركيز، ولا يلامون في ذلك، ويجب ألا نحملهم أكثر من طاقاتهم. وتعرض بعض اللاعبين لضغوط إعلامية ما أنزل الله بها من سلطان، فذاك يقدح وذاك يشكك وذلك يشتم وتحول المنتخب إلى ساحة لتصفية حسابات الإعلاميين حسب ميولهم ولم يكتفوا بالهمز واللمز، بل بالتصريح بأسماء اللاعبين والتشكيك بقدراتهم دون حسيب أو رقيب أو احترام للحس الوطني. ولن أعطي أمثلة على تلك الحملات الرخيصة، ولكن أتساءل لماذا يستمر هؤلاء في ممارسة ذلك بلا حياء ولا خوف ولا مسؤولية!!، أين رقابة الإعلام ورعاية الشباب؟، أين الضمير الوطني؟، لن تفلح الجهود التي يبذلها الأمير سلطان بن فهد قائد المسيرة الرياضية ونائبه في ظل إعلام عنصري متحيز وعبثي. هل سيتم إلجام تلك الأفواه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أم تستمر تلك الأبواق والأقلام المليئة بالجهل والحقد والمحاباة بالعبث في الرياضة السعودية والسير بها للخلف؟ تصحيح ذلك بالضرب بيد من حديد لردع هؤلاء يجب أن يسبق أي خطوات لإعادة الكرة السعودية إلى وهجها!.
ـ لقد فقدنا التأهل للمرة الأولى منذ 16 عاما ولن تكون نهاية العالم فمنتخبات كبيرة لها تاريخ حافل قد تفقد فرصتها في التأهل، فيجب ألا نبكي على اللبن المسكوب ويجب علينا العمل الحثيث وبسرعة لإعادة الوهج للكرة السعودية، كرتنا السعودية التي تراجعت عن الصفوف الأولى في آسيا وأصبحنا من دول الصف الثاني، فمنذ سبع سنوات لم يحقق منتخبنا الأول أي إنجاز ناهيك عن غياب منتخباتنا السنية عن منصات التتويج لفترة قاربت العقدين من الزمن وتجاوزتنا دول كثيرة وأصبح تصنيفنا الدولي في المركز 65 والقادم أسوأ. لقد داوى منتخب العراق جراحه على حسابنا وأحرز كأس آسيا الأخيرة رغم ما يعانيه ذاك البلد، وحقق المنتخب العماني بطولة الخليج الأخيرة من بوابة منتخبنا وأكد فوزه علينا من خلال مباراة ودية رغم فارق الإمكانات، وتجاوزنا منتخب البحرين في التصنيف الدولي وتأهل من خلالنا لمقابلة نيوزيلندا في الملحق الآسيوي ولأول مرة في تاريخه، وكذلك منتخب كوريا الشمالية الذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 34 عاما من خلالنا ومن على أرضنا. كل ما ذكرته هو دليل على تراجع كرتنا السعودية ويجب علينا التفكير جميعا في تشخيص المشكلة وإيجاد الحلول قبل فوات الأوان.
ـ التغيير يجب ألا يقتصر على المدرب فقط الذي انتهى عقده بخروجنا من التصفيات، بل يجب التغيير في إدارة المنتخب وكل لجان اتحاد كرة القدم ابتداء من لجنة الاحتراف، المسابقات، الانضباط، المنتخبات، والحكام وضخ دماء جديدة حتى نرى تغييرا في المضمون وليس الشكل في كرتنا السعودية. والتغيير لا يعني الفشل ولكن لكل مرحلة رجالها، وهناك الكثير ممن يرغبون في خدمة الرياضة السعودية حبا في الوطن وبقلوب مخلصة وبعيدا عن الميول والأهواء ولديهم الكفاءة، المقدرة، والخبرة.
ـ استمعت إلى حديث الأمير خالد بن تركي بن فيصل الرجل الذي فقدته الرياضة بابتعاده عن هذا المجال، أثناء حضوره الحلقة الأخيرة من برنامج فوانيس وأثرى الحلقة بنقاشه الهادئ والشيق والذي ينم عن عقلية متميزة ونظرة ثاقبة وفكر منطقي وعقلاني، نتمنى عودته لخدمة الرياضة السعودية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي