سمك.. لبن.. تمر هندي!
كنت أتوقع أن القائمين على فترة دوري المحترفين السعودي قد استغلوا فترة الصيف الطويلة لتنفيذ المتطلبات الأساسية والضرورية المفروضة من قبل الاتحاد الآسيوي، فما زالت جل مدرجات ملاعبنا أسمنتية صلبة تنهك المتفرجين وكذلك تنظيم دخول الملاعب والتذاكر الورقية، لا أريد أن أسترسل في ذلك ولكن الوقت يداهمنا. لقد استمعت إلى محمد النويصر في مداخلته في برنامج الشوط الثالث الذي يبث عبر القناة الإخبارية السعودية، وكذلك في كلمته في المؤتمر الصحافي لإطلاق شعارات الأندية وبقدر تقديري لجهوده الحثيثة، ولكن عامل الوقت يداهمنا ويجب التنفيذ بشكل أسرع، فانتظار الاستشاريين يتطلب شهورا وانتظار المبتعثين للدراسة سيتطلب أعواما، ولكن تركيب المقاعد والبوابات الإلكترونية تحتاج إلى أيام وأسابيع فقط. وحتى في المؤتمر الذي عقد لتقديم أطقم اللاعبين ورغم إعجابي بالفكرة، إلا أنه كان ارتجاليا، ولم تكن كل الفرق جاهزة لتقديم أطقمها، وعند اختبار تنفيذ ذلك في المحك الحقيقي وهو المباريات، شاهدنا ما حدث من لت وعجن في مباراة الأهلي والرائد وما صاحبه من تشنج لحكم تلك المباراة، واضطررنا لمشاهدة فريقين يلعبان باللون نفسه في الشوط الأول وحتى عندما تم التغيير في الشوط الثاني كانت أرقام لاعبي الرائد عشوائية السروال برقم والفنيلة برقم. وفي مباراة القادسية والهلال شاهدنا الأول يلعب بلون في الشوط الأول ولون آخر في الشوط الثاني، وحتى الحكم الذي يبدو أنه أعجب بلون القادسية في الشوط الأول وقرر لبسه في الشوط الثاني، ويلومونك يا ماجد!.
بدأ دوري زين في جولته الأولى مباريات تنافسية قوية نسبيا، ورغم عدم حدوث مفاجآت في النتائج إلا أن الفرق التي فازت، حققت ذلك بشق الأنفس وفي الدقائق الأخيرة، والفرق التي خسرت أبلت بلاء حسنا رغم فارق الإمكانات والتحضيرات والمعسكرات ويبدو أننا سنشهد صراعا قويا على الصدارة والهبوط.
عاشت جماهير النصر العاشقة وخصوصا القادمة لمؤازرة فريقها من مناطق عدة لحظات عصيبة ليلة مباراتهم مع فريق الحزم في ظل غياب المعلومة وباتوا يقلبون القنوات بحثا عن تأكيد رسمي بتأجيلها، وكذلك لاعبي فريق النصر اللذين عسكروا للمباراة ولم ينفض المعسكر إلا في صباح يوم المباراة، بعد أن وصل الفاكس.
أنقذ اللاعب المبدع والمظلوم إعلاميا أحمد الصويلح فريقه من الوقوع في فخ التعادل مع نادي القادسية بتسجيله لهدف الفوز في الدقائق الأخيرة كعادته في الكثير من مباريات فريقه، واقتحم حصون القادسية بعد تمريرة الموهبة القادم عبد العزيز الدوسري بعد فشل ياسر والمحياني ونيفيز وويليهامسون طوال 88 دقيقة، فعلا العطاء هو المقياس!.
قدم نادي القادسية مباراة جيدة نسبيا أمام ثاني دوري المحترفين العام الماضي وأمام لاعبي الملايين نيفيز، ويلهامسون، ياسر، المحياني والمدرب الصارم جيريتس، وقدم وجها جديدا ذا موهبة عالية وهو صالح السلمي، كما هي عادة نادي القادسية في تقديم المواهب، ويبدو أن ملايين جديدة ستدخل خزينة القادسية، مبروك مقدما.
يبدو أن نادي الشباب الذي استعد لهذا الموسم بهدوء وبعيدا عن البهرجة الإعلامية، قادم بقوه واستفاد من أخطاء الموسم الماضي وتعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى عال إلى جانب الخبير كماتشو وضم إلى صفوفه لاعب المتعة والفعالية الليبي طارق التائب، وتعاقد مع الهداف الأنجولي فلافيو والذي سجل هاتريك في طلته الأولى في الدوري السعودي وسحب الأضواء جميعها، نادي الشباب هو نادي القول والفعل.