ليبيا تواصل البحث عن قتلاها ومفقوديها بعد أسبوع على الفيضانات
بعد أسبوع على الفيضانات المدمرة التي حصدت آلاف القتلى في مدينة درنة على سواحل شرق ليبيا، واصلت أجهزة الإسعاف الليبية بمساندة فرق أجنبية أمس، البحث عن آلاف المفقودين من جراء الكارثة.
وأعلن عثمان عبد الجليل، وزير الصحة في حكومة شرق ليبيا، في آخر حصيلة أوردها أمس الأول، سقوط 3252 قتيلا، في حين حذرت منظمات إنسانية دولية ومسؤولون ليبيون من أن الحصيلة النهائية قد تكون أعلى بكثير بسبب عدد المفقودين الكبير الذي يقدر بالآلاف.
وكرر عبد الجليل متحدثا للصحافيين في درنة، أن وزارته وحدها مخولة بإصدار أعداد القتلى، مشددا على أن الأرقام المرتفعة التي توردها مصادر أخرى لا مصداقية لها.
ونفى متحدث باسم الهلال الأحمر الليبي، أمس، أن تكون حصيلة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة قد بلغت 11300 قتيل، بعدما كان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد أورد هذه الحصيلة، ناسبا الأعداد إلى الهلال الأحمر الليبي.
وقال المتحدث توفيق شكري لوكالة "فرانس برس"، "نحن للأمانة نستغرب الزج باسمنا في مثل هذه الإحصاءات ونحن لم نصرح بهذه الأرقام"، معتبرا أنها تربك الوضع، خصوصا ذوي الناس المفقودين.
وضربت العاصفة دانيال في 10 سبتمبر شرق ليبيا مصحوبة بأمطار غزيرة، فتسببت في انهيار سدين في أعلى درنة، ما أدى إلى فيضان النهر، الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه أشبه بتسونامي جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق وموقعة آلاف القتلى.
وتعلن فرق الإغاثة الليبية والأجنبية يوميا العثور على جثث، لكن أطنان الوحول التي طمرت قسما من المدينة تجعل عمليات البحث شاقة.
وشاهد مسعفون مالطيون يساعدون الليبيين في عمليات البحث في البحر، مئات الجثث في خليج، على ما أفادت صحيفة "تايم أوف مالطا"، دون أن تحدد الموقع بدقة.
ووسط الخراب الذي عم المدينة، يتم انتشال جثث كل يوم من تحت أنقاض الأحياء المدمرة أو من البحر ودفنها.
وبحسب السكان، طمر معظم الضحايا تحت الوحول أو جرفتهم المياه إلى البحر المتوسط.
وقال عبدالله باتيلي مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا بعد زيارة لدرنة أمس الأول: "عاينت الدمار الذي خلفته الفيضانات في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة، إنها مشاهد تدمي القلب، نظرا لحجم الكارثة التي شاهدتها عن قرب". وشدد على أن هذه الأزمة تتجاوز قدرة ليبيا على إدارتها، وتتجاوز السياسة والحدود.
وإزاء جسامة الكارثة، تبقى التعبئة الدولية قوية. وتتواصل حركة الطائرات التي تحط في مطار بنينا في بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي، وعلى متنها فرق إغاثة ومساعدة من منظمات دولية ودول أجنبية.