الوزاري الخليجي .. توحيد الصف العربي لتحقيق مستقبل واعد للأجيال المقبلة
أشاد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بنجاح استضافة السعودية عديدا من الفعاليات الدولية والإقليمية المهمة، بما في ذلك استضافة القمة العربية في دورتها الـ32 في 19 أيار (مايو) الماضي في جدة، والنتائج الإيجابية التي توصلت إليها، مؤكدا أهمية توحيد الصف العربي، وكل ما من شأنه توفير الظروف المحققة للاستقرار والازدهار ومستقبل واعد للشعوب العربية والأجيال المقبلة. كما أشاد المجلس بجهود المملكة في تقريب وجهات النظر ووحدة الصف وحقن الدماء وتحقيق الهدنة في عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
وعقد المجلس الوزاري، أمس، دورته الـ56 بعد المائة في مقر الأمانة العامة في الرياض، برئاسة بدر البوسعيدي، وزير خارجية عمان رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وبمشاركة الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية، وخليفة المرر، وزير الدولة الإماراتي، والدكتور عبداللطيف الزياني، وزير الخارجية البحريني، وسلطان المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، والشيخ سالم الصباح، وزير الخارجية الكويتي، والشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ونوه المجلس بجهود الإمارات والسعودية في مجال استكشاف الفضاء الخارجي، وما لذلك من مردود إيجابي في تطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات العملية.
واطلع المجلس على ما تقوم به اللجان العاملة في إطار مجلس التعاون من جهود لتنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك، التي اعتمدها المجلس الأعلى في دورته الـ36 في ديسمبر 2015، ووجه بسرعة استكمال تنفيذها.
واستعرض المجلس مسيرة التكامل بين دول مجلس التعاون، وأكد استمرار تحقيق مزيد من التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين بما يحقق تطلعات مواطني دول المجلس، والانتهاء من متطلبات استكمال الاتحاد الجمركي، وتطبيق المساواة التامة في المعاملة بين مواطني دول المجلس في مجالات السوق الخليجية المشتركة.
ورحب المجلس بنتائج الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، الذي عقد في الرياض في 8 يونيو الجاري، مؤكدا التزام دول المجلس بمواصلة جهودها ضمن التحالف، ودعم الجهود الدولية والإقليمية ضد التنظيمات الإرهابية كافة.
وأكد المجلس مواقفه الثابتة من مركزية القضية الفلسطينية، ودعمه سيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين.
وأشاد المجلس بجهود السعودية بالتعاون مع جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي لإعادة إحياء مبادرة السلام العربية والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية.
وأكد المجلس قرارات المجلس الأعلى في دورته الـ43 في ديسمبر 2022، بشأن العلاقات مع إيران، وعلى المرتكزات الأساسية لتعزيز العلاقات معها، من خلال الالتزام التام بمبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل، والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وأكد المجلس أهمية التزام إيران بعدم تجاوز نسبة تخصيب اليورانيوم، التي تتطلبها الاستخدامات السلمية، وضرورة الوفاء بالتزاماتها والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورحب المجلس بالجهود المخلصة، التي تبذلها السعودية وعمان لإحياء العملية السياسية، وتحقيق حل سياسي شامل ومستدام في اليمن، مشيدا بتمسك الحكومة اليمنية بتجديد الهدنة الإنسانية، التي أعلنتها الأمم المتحدة، داعيا إلى ممارسة ضغط دولي على الحوثيين لرفع الحصار عن مدينة تعز وفتح المعابر الإنسانية فيها.
وأدان المجلس استمرار التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لليمن، وتهريب الخبراء العسكريين والأسلحة إلى ميليشيات الحوثي في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن، منوها بإعلان البحرية الأمريكية ضبط شحنة مخدرات على متن سفينة إيرانية في الممر الدولي في بحر عمان.
وحث المجلس الأمم المتحدة على الإسراع في تنفيذ خطتها التشغيلية للتعامل مع ناقلة النفط العائم والتخزين (صافر).
وأكد المجلس مواقفه وقراراته الثابتة تجاه العراق، ودعم الجهود القائمة لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في العراق، مشددا على أهمية الحفاظ على سلامة ووحدة أراضي العراق وسيادته الكاملة وهويته العربية الإسلامية ونسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية، ومساندته لمواجهة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة تكريسا لسيادة الدولة وإنفاذ القانون.
كما أكد أهمية التزام العراق بسيادة دولة الكويت وعدم انتهاك القرارات والاتفاقيات الدولية، وبالأخص قرار مجلس الأمن رقم 833، بشأن ترسيم الحدود بين البلدين واتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبدالله، المبرمة بين البلدين والمودعة لدى الأمم المتحدة، ودعا المجلس العراق إلى استكمال ترسيم الحدود البحرية مع الكويت لما بعد العلامة 162، معبرا عن رفضه القاطع لأي انتهاك يمس سيادة الكويت واحتفاظها بحقها في الرد، وفق القنوات القانونية.
وجدد المجلس التأكيد على مواقفه الثابتة تجاه الحفاظ على وحدة أراضي سورية، واحترام استقلالها وسيادتها على أراضيها، ورفض التدخلات الإقليمية في شؤونها الداخلية، ودعم الحل السياسي للأزمة السورية، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتأكيد على أهمية مواصلة ودعم جميع الجهود الرامية إلى مساعدة سورية على تجاوز أزمتها، واتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة السورية.
ودعا المجلس الأطراف اللبنانية لاحترام المواعيد الدستورية، وتطلع إلى انتخاب رئيس للبلاد، وفقا للدستور اللبناني، والعمل على كل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والتقدم والازدهار.
وأشاد المجلس بالجهود الدبلوماسية الحثيثة للمملكة والولايات المتحدة في تمكين القوى السياسية والأطراف السودانية من التهدئة وتغليب لغة الحوار وتقريب وجهات النظر، وبجهود السعودية ودورها المحوري في عمليات إجلاء رعايا دول المجلس والدول الشقيقة والصديقة.
وأدان المجلس عمليات الاقتحام والتخريب، التي طالت عددا من مقار البعثات الدبلوماسية والمباني التابعة لها في السودان في الآونة الأخيرة، بما في ذلك بعثات دول مجلس التعاون، مؤكدا ضرورة احترام الاتفاقيات الدولية والأعراف الدبلوماسية.