92 عاما من التحديات
في الـ17 من جمادى الأولى 1351هـ، الموافق 23 من أيلول (سبتمبر) 1932، أعلن توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز. في هذا المقال لن أتحدث عن الإنجازات التي تمت خلال هذه الأعوام وصولا إلى وقتنا الحالي، لكني سأتحدث عن التحديات والأزمات التي اجتازتها مملكتنا بفضل الله تعالى، ثم بحكمة وسياسة ملوكها، في تلك اللحظات التي كان يراهن البعض على صمود وطننا في أسوأ الأزمات، كان الوطن بقيادة ملوكه وحنكتهم السياسية وتمسكهم بالكتاب والسنة ثم قوة انتماء أبنائه، يتجاوز تلك الأزمات بشجاعة واستبسال.
بعد توحيد المملكة كان أكبر تحد هو كيفية زيادة الموارد المالية لميزانية الدولة ونحن هنا نتحدث عن وطن لا يملك وقتها بنية تحتية ولا خدمات ولا مصادر دخل، فهو مجرد بيئة صحراوية كانت القبائل تعيش فوقها على مبدأ البقاء للأقوى، وتعتمد على الحروب القبلية والنزاعات والغارات، مع تفشي الجهل والأمية والفقر والأمراض، كان هذا هو أول تحد واجهه الملك عبدالعزيز واستطاع بفضل الله وتمكينه، أن يتغلب عليه، فقد ظل لستة أعوام بعد عقد الشركة الأمريكية للتنقيب عن النفط يحمل في داخله ثقة مطلقة وحسن ظن بالله، بأن البترول سيتدفق من أعماق الصحراء، حتى حين أوشك المنقبون أن يرفعوا راية الاستسلام، وفعلا تم اكتشاف البترول في 1938 ميلادي، في حدث عالمي صنع من المملكة قوة اقتصادية عظمى!
وفي 1979 وفي حدث سوداوي ومنعطف خطير في تاريخ المملكة قامت شرذمة من المتطرفين بدخول الحرم المكي ومحاولة فرض الوصاية الدينية على عقول العامة، وتسييس الدين لتحقيق أهدافهم المضللة، وتم القضاء عليهم، لكنهم كانوا البوابة الأولى التي أسهمت في دخول ما يسمى بالإخوان المسلمين وتيار الصحوة، الذين دعموا القاعدة فأصبحت بلادنا في مواجهة شرسة مع عقليات تتخذ الدين ستارا للإرهاب والتفجير واغتيال الجنود ورجال الأمن وإباحة دمائهم، وترويع الآمنين وقتلهم وتحريم ما أحل الله بالتطرف والتنطع المهلك، إلى أن تم القضاء على هذه الحركة المتطرفة.
وفي 1990 جاءت أزمة حرب الخليج وعاصفة الصحراء التي كانت فاتورتها المالية باهظة جدا تحملت بلادنا الجزء الأكبر منها في ظل تأثر البترول بالأزمة سلبيا، ورغم ذلك استطاعت بلادنا تجاوزها.
ولا ننسى أزمة كورونا والتأثير الاقتصادي ورغم ذلك استطاعت بلادنا تجاوزها بأقل الأضرار الممكنة.
وخزة:
الأزمات التي تجاوزتها السعودية بفضل الله ثم قيادة ملوكها علمتنا أن مواجهة الأزمات هي من تجعلك قويا وتستحق الأفضل.